البعض من شباب السودان قد خذلوا أجيال اليوم بتلك الظواهر الدخيلة المشينة .. وقد أسقطوا هيبة الرجولة في بلاد الرجولة والعزة .. قبل أيام قليلة أشار البعض بالأيدي إلى ناحية من تلك النواحي وهم يتهامسون ساخرين !!.. ثم قالوا أنظر إلى هؤلاء يا أبينا .. فنظرت إلى تلك الناحية وقلت لهم أتقصدون تلك الناحية التي بها تلك الزمرة من الفتيات الجميلات ؟؟ .. حيث تلك الفتيات صاحبات الشعر المسترسل الجميل حتى الأرداف ؟؟.. وحيث صاحبات التسريحة الناعمة المرصعة بالدهان ؟؟.. وحيث تلك الفتيات صاحبات الشعر المعقود برباط ( الباند ) الشهير ؟؟ .. فضحكوا جميعاً وقالوا يا أبينا الشيخ الوقور : هؤلاء الذين تراهم أمام عينك يمثلون نوعاً من شباب الجيل الجديد بالسودان .. يدعون بأنهم في زمرة الرجال وهم أشباه الرجال !! .. فنظرت لتلك الناحية مرة أخرى مندهشاً ومستغرباً من تلك المقولة العجيبة !! .. فتمعنت مرة أخرى حتى أتأكد من تلك الحقيقة !.. ثم تعمقت في وجوه هؤلاء الشباب الذين يقال أنهم من زمرة الرجال !.. فشاهدت بعض الملامح التي تؤكد أنهم أشباه الرجال !.. ولم أشاهد تلك الملامح الرجولية التي تؤكد أنهم من الرجال !.. ولما تعاظم دهشتي واستغرابي لتلك الحقيقة المؤلمة أردف هؤلاء المتواجدين حولي وقالوا : ( تلك المظاهر الكئيبة الغريبة الشاذة هي من إفرازات الانتفاضة الأخيرة !! ) .. وهي تلك المظاهر التي بدأت تتزايد في بوتيرة ملحوظة في الأيام الأخيرة .. فقلت لهم : ( عجباً ويا عجباً !! هل بلغ التردي في الأخلاقيات إلى ذلك الحد من الانحطاط ؟؟ ) .. ولكن مهما يقال عن تلك الانتفاضة الأخيرة فهي بريئة كل البراءة من تلك الإفرازات الممقوتة الكريهة .. وهؤلاء الشباب الأبطال الذين أشعلوا تلك الانتفاضة العظيمة وخاضوا تلك المعارك الباسلة الشجاعة كانوا بمنتهى الرجولة والفحولة والبطولة ،، ولم يظهروا في لحظة من اللحظات أنهم من ( أشباه الرجال ) .. وتلك الوكالات للأنباء في الداخل والخارج كانت تنقل صور هؤلاء الشباب الأبطال الأشاوس الذين كانوا يخوضون تلك المواجهات كالأسود الغاضبة .. بجانب تلك المشاهد البطولية الحية التي كانت توفرها مواقع التواصل الاجتماعي في أروقة الشبكة العنكبوتية .. وفي تلك المشاهد البطولية الرائعة تجلى شباب السودان بمنتهى الرجولة والفحولة دون ذلك الشعر المسترسل الذي يحاكي الفتيات ،، ودون تلك الميوعة التي تليق بالعاهرات .. وقد أثبتوا للعالم بأنهم من أحفاد ( المك نمر ) ،، وأنهم من أحفاد الرجال في معركة ( كرري ) .. فمن أين أتى هؤلاء الشباب ( أشباه الرجال ) ليشوهوا سمعة الشباب السوداني ويلطخوا وجه الانتفاضة العظيمة ؟؟ .
تناقلت الأنباء قبل أيام بأن الشرطة السودانية قد غلبتها النخوة والرجولة ولم تتحمل تلك المناظر القذرة التي تسقط هيبة الرجال في السودان ،، وقامت تلك الشرطة بحلاقة شعر بعض هؤلاء الشباب ( أشباه الرجال ) في أحد مناطق ( الحاج يوسف ) ببحري .. والشعب السوداني قد فرح كثيراً وكثيراً بتلك الخطوة الجريئة التي قام بها بعض أفراد الشرطة بالبلاد .. وعزة الله حتى ولو قالت تلك القوانين الوضعية ونادت بالسماح للشباب الماجن بتلك المظاهر التافهة فإن الشعب السوداني يدعم بشدة كل محاولات الشرطة السودانية في إخماد تلك الظواهر التي تشوه أخلاقيات وسمعة البلاد .. ولا يهم الشعب السوداني إطلاقاً تلك الإدعاءات الفارغة التي تنادي بحرية الأفراد في السلوكيات والمظاهر الماجنة !.. فالرجولة هي الرجولة ،، والكرامة هي الكرامة ،، والسمعة هي السمعة ،، والتاريخ هو ذلك التاريخ الذي يحكي ويسرد بطولات أبناء السودان في كرري وشيكان .. وتلك الأحوال الاقتصادية المتردية القاسية التي تمر بها البلاد لا تبرر مثل ذلك اللون من المجون والميوعة التي تلطخ صورة الشباب السوداني .
وهل جاء الوقت لينادي الشعب السوداني بذلك التجنيد الإجباري الذي كان قائماً في عهد النظام البائد ؟؟ .. ثم مطاردة أمثال هؤلاء الشباب المارقين عن المثل والأخلاقيات في الطرقات والمركبات .. وتلك المساحات التي توفرها حصاد الانتفاضة الأخيرة لا تعني إطلاقاً ذلك الانحلال في الأخلاقيات والسلوكيات .. والشعب السوداني يعرف جيداً أن ذلك التجنيد الإجباري يجعل من المايعين والمارقين رجالاً بمعنى الرجال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست