تلك الأفكار والاتجاهات السياسية قد تبدلت كثيراً في السنوات الأخيرة .. وذلك اللون من التفاني حتى النخاع من أجل فكر من الأفكار اليسارية أو من أجل فكر من تلك الأفكار اليمينية قد بدأ يضمحل ويتلاشى في عالم اليوم .. والإشارات تؤكد أن تلك الدول العملاقة التي تمارس وتدافع عن تلك الأفكار اليسارية تتوفر فيها الكثير والكثير من مظاهر الأفكار والتوجهات اليمينية !.. وبنفس القدر فإن الإشارات تؤكد بأن تلك الدول التي تمارس وتدافع عن تلك الأفكار اليمينية لا تخلو كليا من تلك التوجهات والأفكار اليسارية في ناحية من نواحي الحياة .. والتقارب بين تلك النظريات اليسارية واليمينية بدأ يسقط ذلك النوع من التطرف الشديد الذي كان سائداً في العالم في يوم من الأيام .. وفي عالم اليوم حين ينادي أحدهم بتلك النظريات اليسارية أو اليمينية لا يجد ذلك الاهتمام الشديد من الناس في أرجاء العالم .. حيث قد ولت تلك الأزمان التي تتصارع فيها النظريات في الشرق أو الغرب .. وذلك الإنسان الذي يعود مرة أخرى ليروج من جديد لفكر من تلك الأفكار اليسارية أو اليمينية ينظر إليه الناس في العالم على أنه ( دقة قديمة !! ) .. ولا يجلب الاهتمام كلياً مهما ينبح في الساحات .. بل يسخر العالم من عقل ذلك الإنسان الذي مازال يعيش تلك الأحلام القديمة ،، وهو ذلك الإنسان الذي لا يملك الفكاك من عقدة ( اليمين واليسار ) .. وكل الدلائل والإشارات في العالم تؤكد أن تلك الحروب بين التوجهات اليسارية واليمينية قد انتهى عهدها .. والنظريات الحديثة في العالم هي تلك النظريات التي تقارب وتوفق بين تلك الأفكار اليسارية والأفكار اليمينية بالقدر المتاح المستطاع .. وذلك دون التعصب والتطرف كما كان يحدث في الماضي .
دولة السودان في حل كلياً عن تلك النظريات اليسارية أو اليمينية المتطرفة .. وفي حاجة شديدة إلى تلك الوضعية الوسطية التي تبني البلاد بعيداً عن تلك النزاعات السياسية البغيضة .. والأحرى القول بأن دولة السودان في حاجة شديدة إلى ذلك القائد الذي يرى الأمور بزاوية مختلفة كلياً عن تلك الزوايا المعهودة منذ مولد الدولة الحديثة .. وتلك الخانة العليا في البلاد خالية تماماً طوال أكثر من ستين عاماً الماضية .. وحواء السودانية كانت بخيلة للغاية ولم تنجب ذلك العبقري المنتظر الذي يقود البلاد لبر الأمان .. ولكن مع الأسف الشديد فقد جرت الأحوال بالبلاد بما لا تشتهي السفن .. وفي انتظار ذلك الفارس المغوار تبادل الأدوار في قيادة السودان فئات من أبناء الوطن الغير مؤهلين كلياً والغير قادرين .. وكانوا مجرد هواة من أصناف البشر الذين لا يجيدون غير الثرثرة .. وبالمختصر المفيد كانوا يفتقدون كلياً تلك المواصفات التي تليق بالقادة والرؤساء .. ولقد طال انتظار الشعب السوداني لذلك المفكر العبقري صاحب تلك النظرات الثاقبة المتفحصة .. والذي يرى ما لا يراه الآخرون من أبناء الشعب السوداني .. وقد أثبتت سنوات التجارب منذ استقلال البلاد أن هؤلاء الذين حكموا البلاد كانوا بمنتهى الضحالة في الأفكار والتوجهات .
كم وكم يتمنى ويحلم الشعب السوداني بذلك اليوم الذي يتجلى فيه ذلك ( الأب الروحي ) لدولة السودان .. ذلك البطل القومي صاحب الأفكار العميقة الواعية التي تتقدم بالبلاد نحو الأمام .. ثم يأتي بالجديد والجديد من تلك الأفكار والابتكارات حتى يشار إليه بالبنان .. وتلك الأمنيات والأحلام للشعب السوداني لا تعرف النهاية أو الحد أو اليأس .. بل تتعدى ليكون الأمر بمثابة الهلوسة في بعض الأحيان .. وذلك في حالات اليقظة والصحيان .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي يرسم في الخيال صورة ذلك العبقري من أبناء السودان الذي يجلس في مقعد المقدمة ليعزف تلك الأفكار الإبداعية التي تتقدم بالبلاد نحو الأمام .. ويأتي بتلك الأفكار النيرة التي لا تخطر إطلاقاً في أذهان ذلك الإنسان العادي البسيط .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة