هل فكرتم في أحوال وظروف الأسر والآباء قبل أن تفتحوا تلك المدارس ؟؟
من الذي لا يريد أن تكون الحياة عادية بالسودان ؟؟ ومن الذي لا يريد أن تفتح تلك المدارس في الموعد المقرر وتستقبل الطلاب ؟؟ .. ومن الذي لا يريد ذلك العلم والتعلم للصغار ؟؟ .. وهؤلاء الآباء في كافة أرجاء السودان اشد حرصاً في تعلم الأبناء والبنات .. ولا يريدون ذلك الضياع الذي يلاحق مستقبل هؤلاء الصغار .. ولا يعجب الآباء والأسر إطلاقاُ ذلك التسكع للصغار في الشوارع والحواري .. ولكن مع الأسف فإن تلك الأحوال والظروف المالية القاسية التي يمر بها السواد الأعظم من الآباء والأسر السودانية تجعل من تلك الخطوة شبه مستحيلة في الوقت الحاضر .. وخاصة وتلك الجهات الرسمية في البلاد لا تملك المقدرات في محاربة الجشع وتحديد تعريفة المواصلات بالقدر الذي يواكب مقدرات الآباء والأسر .. والحالة السائدة في هذه الأيام أن أصحاب المركبات العامة والخاصة يملكون كافة التجاوزات في تحديد تلك الأجور العالية عند رأس كل ساعة حسب الأمزجة وحسب تهافت الركاب .. وفي الكثير من الأحيان فإن أصحاب تلك المركبات العامة والخاصة يرفضون بشدة ترحيل هؤلاء الطلاب والتلاميذ إذا لم يدفعوا تلك الأجور العالية المطلوبة ,, وهي تلك الأجور المتقلبة عند رأس كل ساعة !! ..وهؤلاء الآباء وأولياء الأمور لا يستطيعوا أن يجاروا تلك الحالات من الجشع المتواصل طوال الأيام والأسابيع .. وفي حالات كثيرة يعجز الآباء عن تحمل تكاليف ترحيل الطلاب .. وبالتالي فإن الشعب السوداني ينبه وزارة التربية والتعليم بأنه في لحظة من اللحظات سوف يعجز الكثير من الآباء والأسر السودانية عن ترحيل أبنائهم وبناتهم للمدارس .. وعند ذلك سوف يتغيب الكثير من الطلاب عن المدارس !! .. وتلك الصورة سوف تكون كارثة تاريخية في مسار وزارة التربية السودانية .. والمدارس السودانية في تلك الحالة سوف تكون خاصة فقط لأبناء وبنات المقتدرين الأغنياء والأثرياء في هذه البلاد .. أما أبناء السواد الأعظم من الآباء الفقراء والأسر الفقيرة فسوف يتوقفون عن الذهاب لتلك المدارس مرغمين فاقدين الحيلة !! .. ويسري الأمر كذلك على تكاليف تلك الإفطار للطلاب والطالبات .. وهي تلك التكاليف التي قد أصبحت مستحيلة في هذه الأيام .. والكثير من الآباء والأسر السودانية لا تملك تلك المقدرات المالية التي تغطي تكاليف الإفطار .
الآباء يريدون بشدة أن تفتح تلك المدارس وأن تستقبل الطلاب في مواعيدها .. ولكن قبل ذلك يجب على حكومة السيد عبد الله حمدوك أن تضع تلك الضوابط التي تحدد تعريفة ترحيل الطلاب للمدارس ذهابا وإياباً .. وكذلك تحديد قيمة الوجبات في بوفيهات المدارس السودانية .. وذلك بالقدر المعقول الذي يواكب مقدرات الآباء المالية .. والخطوة الهامة هي ضرورة إلزام أصحاب تلك المركبات العامة والخاصة بترحيل الطلاب دون ذلك الرفض المعهود في سابق السنوات .. حيث كان السواد الأعظم من أصحاب تلك المركبات يرفضون ترحيل الطلاب والطالبات إذا لم يدفعوا تلك الأجور المطلوبة .. كم وكم شاهد الناس تلك الصورة المؤلمة عندما كان أصحاب المركبات العامة يطلبون من الطلاب والطالبات أن ينزلوا من المركبات في حال عجزهم دفع تلك الأجور المطلوبة .. وتلك الصورة المحزنة المؤلمة كانت تقطع أكباد المراقبين من الناس .. حيث كان هؤلاء الطلاب والتلاميذ الصغار يذعنون لتلك الأوامر الصارمة الظالمة المجحفة ثم ينزلون من المركبات ويمشون تلك المسافات الطويلة بالأرجل وهم يفتقدون الحيلة .
الشعب السوداني لا يريد من هؤلاء المسئولين في وزارة التربية والتعليم أن يتبعوا نفس تلك الإجراءات والخطوات الروتينية المعهودة عند فتح المدارس ،، حيث مجرد الإعلان باستئناف الدراسة في الموعد الفلاني !! .. وذلك دون أي اعتبار للظروف والأحوال التي تمر بها البلاد !.. ولكن على وزارة التربية والتعليم أن تقدر بجدية تامة تلك الظروف والأحوال التي يمر بها الآباء والأسر السودانية في هذه الأيام .. وبالتالي فإن الشعب السوداني يريد من تلك الوزارة المرموقة أن تتكاتف وتنسق مع حكومة السيد عبد الله حمدوك لوضع تلك الضوابط الضرورية التي تضع الحد لذلك الفوضى في تعريفة المواصلات والترحيل بالنسبة للطلاب والطالبات .. وأن يلتزم أصحاب تلك المركبات بترحيل الطلاب في كل الأحوال والظروف .. وبتلك الأجور والتعريفة المحددة من قبل السلطات والحكومة .. وفي حالة عدم التزام أصحاب المركبات بتلك الشروط المحددة فعلى الجهات الرسمية أن تسحب التراخيص عن تلك المركبات المخالفة .. وأن توقع الغرامات الكبيرة على أصحاب تلك المركبات في حال تلك المخالفات لشروط الترحيل .. ويجب اعتبار إنزال الطالب أو الطالبة من المركبة العامة بحجة عدم المقدرة المالية جريمة يعاقب عليها القانون .. وبغير تلك الضوابط الضرورية والشروط اللازمة فإن فتح المدارس في مواعيدها تلك المعلنة تعد عبثاً في تقديرات الآباء .. وذلك القرار بفتح المدارس دون أي اعتبار لظروف الأسر والآباء يعد مجرد قرار مسترجل غير عاقل وغير حكيم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست