وردت انباء ان القوات السودانية قبل اسبوع حررت منطقة قفشة المحتلة من يد الاحباش وهلل بعض الناس بهذا الانجاز العسكري الكبير .نعم يمكن الفهم بان الناس الذين يعيشون في تلك المناطق بسبب المتاعب التي يواجهونها باستمرار الا ان في حقيقة هذا الانجاز من المحال ان تصب في خانة الشهامة اوالكرامة او البطولات. لان الصراع في المنطقة ليس بامر جديد .وقد حدثت اعتداءات متكررة اشتكت منها الناس في فقد الارواح والممتلكات للشعوب السودانية بشكل متكرر مع ذلك ان الحكومات السودانية لم تتحرك حتي للدفاع عن مواطنيها ووقف التوسع في الاحتلال ناهيك عن التحرير ما تم احتلالها. الرغم من الاصوات السودانية التي بحت من دعوة الحكومات في عدم التفريط في الاراضي السودانية .ولم نسمع الا مرة واحدة علئ لسان البرهان عن تحرير هذه الاراضي بما فيها الحلايب حتي في اطار الحلم السوداني. ولكن المدهش في الاحتلال الحبشي ان الحكومات لم تبذل حتي الجهد السياسي الدبلوماسي الضروري لاسترداد الاراضي المحتلة او وضع اثيوبيا كدولة محتلة لاراضي السودانية في كل عهد حكومة البشير وحتي قبلها واستمرت العلاقات السودانية الاثيوبية افضل بكثير من علاقة الخرطوم مع الاقاليم السودانية اخري . هربت كل الاموال السودانية وانتقلت كل مقرات الشركات المشبوهة وباتت منصة لغسيل الاموال السودانية والاخوانية والمنهوبات من اموال البترول والذهب تصل نقدا بالحاويات الي البنوك الاثيوبية مع التنسيق في المواني البرية و البحرية واخرها موضوع سد النهضة طرحت في الوقت الذي باتت اثيوبيا الدولة الوحيدة توفير الحماية لتحركات البشير المطارد من المحاكم الدولية فضلا عن التسويق لنظام البشير في المحيط الافريقي لرفض ملاحقته . واستمرت العلاقة بعد الثورة لان اثيوبيا تعلم ان بنائها وتطورها الاقتصادي قامت علي اكتاف علاقاتها مع السودان ورات ان تاخذ السبق في الترتيب الاوضاع السودانية وجاء ابي احمد مدفوع من شخصيات تتبع المؤتمر الوطني لتشرف علي مشروع اعادة الانتاج الذي تم هندسته في العاصمة الاثيوبية قبيل انهيار نظام البشير وذرف الدموع بنجاح المشروع الذي تم تكليفه. وبعد عام من افضال ابي احمد علي الحكام الحالين تعلن السودان الحرب علي اثيوبيا وتعيد الاراضي التي تمت احتلالها بعد ان انصرف الجيش الاثيوبي للحرب الاهلية مع الاقليم تقراي ووكان ذلك عملا قصد منه التخلص او اضعاف الجيش السوداني لاحلاله بجيش الامن بفهم ان الجيش لم يدين بولاء للقيادات السياسية لحكومة الثورة . ان هذه العملية لها دلات اخري كثيرة اذا كانت بالفعل العلاقات مع اثيوبيا التي يحج اليها السياسين علي مدار اليوم لتلك المتانة وان الرئيس الورزاء نفسه اتي منها حيث كان يقيم فيها وزارها مرات كثيرة وبشكل مكرر .فان هذه العملية ليست هي المناسبة لاستراد الاراضي المحتلة . والشئ الطبيعي ان تبدأ بالحوار الجاد واطلاع المنظمات الاقليمية الدولية وبعدها تبدأ بالشكوي الرسمية الي ان تصل مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية واغلاق الحدود وتصنيف دولة العدو وممارسة الضغوط حول سد النهضة . وتأتي بعدها العمليات العسكرية وخاصة لاننا لم نسمع عن السلطات الاثيوبية انها قالت لم تتفاوض بشأن هذه الاراضي كما تقولها المصريون بشان الحلايب ولذلك اذا كانت هناك ضرورة لاجراء عسكري كان اولي ضد مصر . فالجهات السياسية التي اتخذت قرار التحرير في هذا الوقت تسئي الي الطبائع السودانية ووضع الجيش في موقع لا يحسد عليه. لان اذا كانت هذه هي الفرصة سانحة ومناسبة و لا تتكرر لتحرير الاراضي تعبر عن عدم ثقة الدولة في امكانياتها وقدراتها. مع ان الاحباش لم ينتصروا علئ السودان عبر التاريخ في كل الحروب التي خاضوها عبر التاريخ . وهو معني واجب التفكير مليا في الامكانية التي تمكنها من الاحتفاظ والدفاع عن هذه الاراضي عندما تتفرغ الجيش الاثيوبي من حروبها الداخلية . وفوق ذلك تفقد الموقف السوداني الاحترام والتعاطف الاقليمي والدولي ويفقد الحجة الكاملة في الادعاء بتبعية الاراضي الي السودان .اذا كانت كذلك ان تحررها في الظروف العادية او اوقات الاحتلال بدلا من الطعن في الخلف بينما تسعي اثيوبيا ليس فقط في ترميم علاقة مع السودان وتحسينها باستمرار وتطوير الشراكة الاقتصادية واشراك السودان في منافع سد النهضة بل العمل الدبلوماسي المضني لحل الصراعات الداخلية بالدموع . والمصريون يعلنون التحدي والتعدي علي مدار اليوم وعلينا ان ننتظر ولربما تدخل مصر في الحرب مع إسرائيل لتكون سانحة لاسترداد الحلايب الحبيبة المفقودة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست