للأسف القوى الأوروبية الليبرالية لم تدرب عملاءها من نشطاء قحط تدريباً عالياً على العمل السياسي، بل دربوهم عبر آلية السمع والطاعة وليس التحليل العميق للمعطيات التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، فجاءوا كالنبت الشيطاني وأحس الشعب بأنهم نبت شيطاني منبت الصلة عنه، لا أخلاقهم أخلاق الشعب ولا تفكيرهم يستصحب الشبكات الثقافية التاريخية. لذلك ما أن جاءوا جاءوا بتفكير أسوأ من تفكير الكيزان، وهو الشيطنة العشوائية لكل من يخالف توجهات أوروبا، لم يحاولوا شيطنتنا نحن فقط كأفراد أحرار في تفكيرنا ومنهجنا، بل شيطنوا كل مكونات المجتمع السودان فادعوا أننا كيزان والصوفية كيزان ورجال وقيادات المجتمع المدني كيزان والدعم كيزان، ولكن نتيجة هذا المنهج الغبي، وجدوا انفسهم وحدهم في مواجهة بقية الشعب، لأنه وللأسف أصبح الشعب كله (بحسب منهج قحط) كيزان. لا أعرف هل أخطأت الدول الأوروبية وهي تأتي بملاقيط قحط من هنا وهناك أم أن الدول الأوروبية كانت تقصد أن تأتي بهؤلاء لإفشال الثورة والتحول الديمقراطي الذي راح ضحيته شباب أغر. القحاطة عملاء المنافي من موصلاتية البيتزا وسواقي التاكسي وغيرهم كانوا ممثلين هزليين، ضعيفي الشخصية، منحوهم تمويلاً بملايين الدولارات، واستطاعوا بالفعل شراء مجموعات كبيرة من البشر خارج وداخل السودان لكنهم رغم كل ذلك طردوا من الباحة السياسية رغم إصرار بعض دول أوروبا على إقحامهم في المشهد السياسي وهو مشهد أكبر من حجم هؤلاء الأقزام. ولا زالت بعض وسائل الإعلام العربية تحاول اقحامهم في المسرحية الكبرى عسى ولعل أن يكون لهم دور في المستقبل. لكنهم لا يعلمون أنه لا مسنقبل لهؤلاء، فلقد كان الحكم بأيديهم وفشلوا فشلاً ذريعاً، واستطاع الكيزان (الثعالب الذين لديهم خبرات طويلة) في جر الجيش للانقلاب على حكومة قحط الفاشلة بكل سلاسة وأريحية (ومنح القحاطة الجيش الشرعية بوثيقتهم التي أسموها دستورية). حتى الشعب كله كان يدرك أن حمدوك وقحاطته مجرد أرجوزات فاشلين لا يملكون الذهنية المناسبة لإدارة الدولة. كانت بداية فشل قحط هي محاولة التكويش على الثورة، مجرد غلمان صغيري السن، فرحين بالدعم المالي والإعلامي الضخم الذي وفرته لهم أوروبا، ظنوا أن الحكم مسألة بسيطة، لذلك خانوا عهدهم بعدم المشاركة في السلطة وشاركوا كلهم بل حتى أقاربهم في السلطة، وهم يعتقدون أن المسألة بسيطة. حاول القحاطة التكويش على الثورة ثم السلطة وعدم إشراك أي شخص لا ينضوي تحت جناحهم منعوه من حقه في المشاركة ليس في السلطة فقك، بل أن إحدى وزيرات قحط المعتوهات قالت بالحرف: لن يبق أي موظف في الجامعة في وظيفته إن لم يكن (يؤمن) بميثاق قحط. وهكذا بدأوا في ممارسة قمع سلطوي وتنمر إعلامي ضد كل من لا ينتمي لهم، ونصبوا من أنفسهم سادة الثورة وسادة النضال، رغم أنهم حين كنا نناضل ضد الكيزان كانوا هم يغسلون الصحون ويقومون بتوصيل البيتزا في أوروبا صامتين خائفين لا تسمع لهم ركزا. بدأ القحاطة بداية أسوأ من دكتاتورية الكيزان وشنوا حملات تشويه سمعة ليس ضدنا فقط بل حتى ضد الطرق الصوفية والقبائل ورجال الدين وزعماء الإدارات الأهلية والجيش والدعم السريع، بأسلوب عشوائي حقود، فانتهى بهم الأمر معزولين عن الجميع وهكذا أصبحوا صيداً سهلاً لجيش الكيزان. حاول القحاطة بعدها الدخول من باب الدعم السريع عبر يوسف عزت، لكن يوسف عزت نفسه أصبح من الماضي وذلك لأن من يتابع الدجاج يصل معه إلى القمامة. مع ذلك، ورغم أنه لا مستقبل لقحط، سواء انتصر جيش الكيزان أو انتصر الدعم، لكن لا زالت أوروبا تقدم لهم الإعانات الشهرية وبعض المنابر هنا وهناك عسى ولعل أن يلعبوا دوراً في المستقبل.. ولكن هيهات.. وحين أقول هيهات: فأنا أقول ما أعني وأعني ما أقول.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة