للاسف عاش ويعيش كبار مثقفينا تناقضا عضويا فى دواخلهم مابين مكتسباتهم الثقافية وانتمأتهم النفسية عندما يواجهون بقضايا كبرى بالسودان متعلقة بتساؤلات كمثال الهوية او الحرب الان بالسودان.
وتجدهم يدخلون بتنقاضات فى توظيف معرفتهم حاشدين لها كل مايمتلكون من ادعاءات غير مترابطة ومتجانسة ذاتةبريق زائف من المصطلحات والسرديات وامكاناتهم الموسوعية بوعيهم لاثبات مايدور بخلدهم الموروث من ثقافات اجتماعية باليه ويبحثون لها عن الاسانيد المنطقية والتاريخية المنقولة وغير المثبتة...
فكبارنا امثال البروفسير عبدالله الطيب يرحمه الله وبروفسير عبدالله على ابراهيم امد الله فى ايامه ابلغ النماذج لهذه الحالات التى تثير الاستعجاب والدهشة للمراقب رغم هالات المعرفه الطاغيه والمنزهة عن اى اتهامات..
وهى حالة تثير الاحباط عن اثار المعرفه وتراكمها فى كتابة التاريخ والواقع بمصداقيه وتسير التساؤلات ايضا عن بلوغ الحقائق المجردة مداها فى واقع تتحكم فيه تراكمات نفسية وعصبيات جهوية فى مسيرة التطور الاجتماعى لشعب يبحث عن افاق جديدة بالمستقبل ويفرض تساؤلات سلبية عن مسار حركة التنوير وعواملها المساعدة والحاسمة...
وهى تجربه مارسها بروف عبدالله الطيب يرحمه الله فى السعى المهول والعميق لاثبات صلات السودان والسودانيين بالعروبة نسب وثقافة لغوية ارتكزت على بحوث نظرية عميقة نعم ولكن لم تجد مايسندها من واقع الحياة التاريخية او الزمن المعاصر...الاوالاحاجى المنقولة.
ويتجلى مثال بروفسير عبدالله على ابراهيم فى موقفه بهذه الحرب وجهة اصطفافه المعرفى والوجدانى ومايسوقه من منطق يظن انه يسند موقفه علميا بازلا قدرات خارقة بفن المداخلات والاستطدرادات وزواية الرؤية للوصول الى نتائج مخزونه سلفا بعقله الباطن وما توالى وتراتيب جمع المعلومات والتحليل الا شكل خاوى ومزيف من الاستناد العلمى ليتبت منطق قراره ومايظنه اثباتا لحقائق منوها وداعيا الى تبنيها..
وخطورة هذه الامثلة من المعرفة المبذولة انها تصنع وتراكم وعيا مزيفا بالذات مما يجعله شعبا متحوصلا حول اوهامه وعاجزا عن تحديات الواقع والمستقبل وصانعا لازمات متكررة لايعرف منها فكاكا وغير واعي بتحدياتها ومصالحه الحقيقية والاستراتيجية وجاهلا بتهديدات امنه الاجتماعى والقومى ويصنع مواته بايديه وهو يمارس الانتحار فى حالة زهو غريبة وعجيبة...وهو واقع لايمكن النجاة منه الا بتحطيم هذه الاصنام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة