نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2021, 03:58 PM

عادل عبد العاطي
<aعادل عبد العاطي
تاريخ التسجيل: 04-05-2014
مجموع المشاركات: 92

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من ٥) بقلم:عادل عبد العاطي

    02:58 PM August, 21 2021

    سودانيز اون لاين
    عادل عبد العاطي-بولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ٤/ من الدعم السلبي للدعم الإيجابي للديكتاتوريات

    ١/ مقدمة :
    تابعنا في المقالة السابقة الاسس النظرية لدعم الجمهوريين للدكتاتوريات والتعايش معها ، ورأينا كيف دعموا اكبر انقلاب في المنطقة العربية وأفريقيا وهو انقلاب جمال عبد الناصر ومحمد نجيب ، ودعوا قادته لممارسة الديكتاتورية ، التي وصفوها بأنها أفضل الطرق للحكم في أول عهد الانقلابات ، بل وصفوها أنها أفضل الطرق لحكم الشعوب المتأخرة .

    ورأينا أيضا وأنه حتى بعد أن اتجه انقلاب ٢٣ يوليو شرقا وتحالف مع الشيوعية العالمية التي كانوا يرونها من أكبر الشرور ، لم يكفوا عن وصفه بالثورة ، ولم يطالبوا بعودة الحياة الدستورية المدنية ، ولم يدافعوا عن الديمقراطية الليبرالية المذبوحة تحت اقدام الجنرالات.

    اليوم نتناول مواقف الجمهوريين في السودان ، ودعمهم السلبي والإيجابي للدكتاتوريات والديكتاتوريين.

    ٢/ الجمهوريين بعد الاستقلال والموقف من نظام عبود :
    تأسس الحزب الجمهوري كما علمنا في عام ١٩٤٥ ، وعمل بنشاط في سنواته الاولى ثم توقف نشاطه او كاد عند اعتكاف محمود لسنتين ، ليعاود النشاط في عام ١٩٥٢ ، وليشارك برأيه بعدها في كل الأحداث السياسية المحلية والإقليمية والدولية .

    إلا أنه من الغريب أن الحزب الجمهوري لم يخض اي انتخابات في تلك الفترة ، حيث كانت هناك انتخابات ١٩٥٣ التي أنتجت اول جمعية تأسيسية أعلن من داخلها البرلمان. ولقد كان من الراجح أن يفوز محمود على الأقل بدائرة واحدة في تلك الانتخابات . وقد يقول الجمهوريون أن تلك انتخابات تمت بوجود المستعمر . لكن محمود والجمهوريون قاطعوا أيضا انتخابات ١٩٥٨ ، فما هو السبب يا تري ؟!

    السبب الأول في تقديرنا هو احتقار محمود و الجمهوريين للعملية الديمقراطية برمتها ، واعتبارهم الشعب السوداني شعبا متأخرا غير قادرا على الاختيار وبالتالي غير مؤهلا للديمقراطية والانتخاب، ولا ننسى قول محمود في رسالته لمحمد نجيب في ذات تلك الفترة ، أن الديكتاتورية هي افضل أنظمة الحكم للشعوب المتأخرة.

    أما السبب الثاني فينتج من ان الجمهوريين منذ عام ١٩٥٢ قد حولوا حزبهم من حزب سياسي إلى جماعة دينية ، وأن محمودا منذ ذلك الوقت كان يظن نفسه المسيح المحمدي ، وأن ما يطرحه من افكار انما هو من علم لدني ومن فهم اتاه الله له عن القرآن ، وأن فكرتهم هي الاسلام نفسه وهي الدين نفسه ، فهل يتورط انسان كهذا في دخول انتخابات مع بقية السياسيين الذين لا فهم لهم من القرآن ولم يؤذن لهم بالكلام ؟! هل ينافس المسيح المحمدي في الانتخابات ؟! حاشاه وكلا.

    هذا هو السبب الذي جعل الحزب الجمهوري يقبل بقرار نظام عبود بحل كافة الأحزاب السياسية ، بما فيها الحزب الجمهوري. بل لقد اعتقدوا أن الانقلاب انقذ البلاد ، دون أن يعرفوا أن أخطاء الديمقراطية تعالج بالمزيد من الديمقراطية . هذا هو السبب في أن الجمهوريين لم يخرجوا ببيان واحد لإدانة عبود أو انقلابه ، ولم يشاركوا في حركة المعارضة له طوال ٦ سنوات ، وأن كان نشاطهم الدعوي لم يتوقف في الندوات اولا ثم في البيوت بعد عام ١٩٦٠، وخلال ستة سنوات أصدروا كتابا واحدا هو كتاب فكري ليس فيه شيء من السياسة باسم ( الاسلام) ، وقد صدر في طبعته الاولى باسم محمود محمد طه وليس تحت اسم الحزب الجمهوري .

    يكتب الجمهوريون في توثيق تلك الفترة في كتاب ( معالم في طريق تطور الفكرة الجمهورية) الجزء الثاني التالي :
    (في هذه الأحوال وفي يوم 17 نوفمبر 1958م وقع إنقلاب الجيش برئاسة الفريق عبود فكان جرعة مرة في الحلق ولكنها مرارة لا بد من تجرعها فقد أنقذ الإنقلاب البلاد من ضياع استقلالها وذهاب كيانها إلى أمد لا يعلمه إلا الله.) .

    كما يسترعى انتباهنا منشور أصدره الجمهوريون في نوفمبر ١٩٦٤ ، اي بعد ثورة أكتوبر ، يبررون فيه لحكم العسكر بزعم قصور الشعب هذه المرة حين قالوا :
    ( إن الحكم العسكري سيء، من حيث هو عسكري، ولا يجد له ما يبرره على الإطلاق إلا أمراً واحداً هو قصور الشعب الذي يخضع له، وعجزه عن حكم نفسه بأساليب الكرامة والشرف.
    ولقد تعرضنا لهذا العجز المهين في ساعة من ساعات تاريخنا القصير في ممارسة حكم أنفسنا، حتى استهدفت البلاد للنفوذ الخارجي حين باع نوابنا أنفسهم لمن يدفع أكثر، وأصبحت حكومتنا الدستورية معرضة للسقوط غداة فتح البرلمان.)

    والشاهد أن الشعب السوداني لم يكن في يوم من الايام قاصرا ، فقد ناضل السودانيون ضد المستعمر في ظل ظروف صعبة، وفي ١٩٥٣ صوتوا لافضل المسيئين من الأحزاب واسقطوا الطائفييين ، وفي ١٩٥٩ تجمع الغضب الشعبي ضد ممارسات الحكومة وكان يفترض اسقاطها من البرلمان وتكون حلف سياسي جديد يعقب انهيار حكومة السيدين ، لولا انقلاب عبود الذي برر له الجمهوريون . كما أن الشعب السوداني قد أنجز ثلاث انتفاضات سلمية شعبية بعد الاستقلال مناديا بالحرية والسلام والعدالة في كل مرة ، فهل هذا شعب قاصر ؟!

    ٣/ الجمهوريون وفترة ما يعد اكتوبر :
    لم يكن للجمهوريين اي اسهام في ثورة أكتوبر ، والتي وصفوها بالعاطفية وقالوا إنه كان ينقصها الجانب الفكري ( ومن صاحب الجانب الفكري غير الجمهوريين في نظر الجمهوريين ؟! ) ولكنهم مع ذلك عادوا للنشاط العلني باسم الحزب الجمهوري بعدها ، وفتحوا عدة دور للحزب، وقاموا بإصدار الكتب وتنظيم الندوات الخ.

    لكن مرة أخرى لم يشارك الجمهوريون في الانتخابات التي تمت في عامي ١٩٦٥ و١٩٦٨ ، الأمر الذي أدى لإضعاف الفترة الديمقراطية الناشئة والمليئة بالتحديات والمشاكل، والشيء الذي يثبت موقفهم التخريبي تجاه مؤسسات الديمقراطية الليبرالية .

    ولم يتورع الجمهوريون عن التشنيع بالتجربة الديمقراطية بعد اكتوبر، مع غيرهم من الأحزاب المعادية للديمقراطية من اليمين واليسار. ورغم أن الأحزاب الطائفية بطبيعتها نفسها مناقضة للديمقراطية الليبرالية بما تقوم عليه من اسقاط لاستقلالية الفرد، ورغم أن الحزب الشيوعي كان يهاجم الديمقراطية الليبرالية ويتآمر عليها بزعم أنها ديمقراطية برجوازية، إلا أن كل هذه الأحزاب كانت فيها اجنحة وشخصيات ديمقراطية بهذا الحد او ذاك ، وكانت تشارك في الانتخابات على علاتها، عكس الجمهوريون الذين ساهموا كما القوى الإنقلابية في تشويه سمعة الديمقراطية الثانية، ومن ثم التمهيد للعسكر للانقضاض عليها.

    كان التبرير الاهم عند الجمهوريين لدعم الحكم العسكري هو فساد الأحزاب ، حيث يكتب الجمهوريون في البيان المشار إليه اعلاه :
    ( ما ينبغي أن نذهل في نشوة الظفر بإسقاط الحكم العسكري عن حقيقة هامة وهي أن هذا الحكم جاء في ساعة رهيبة كان فيها بمثابة إنقاذ للبلاد من النفوذ الخارجي الذي مكن له فشل قادة الأحزاب. إننا إن ذهلنا عن هذه الحقيقة نكون حريين أن نتورط في نفس الخطأ الذي جعل الحكم العسكري على سوئه بمثابة إنقاذ للبلاد)

    ان فساد الأحزاب وفشل قادتها لا يحل بالحكم العسكري والانقلابات ، وانما بتطوير الأحزاب وتكوين أحزاب جديدة وانتشارها وسط الشعب وكسب ثقته وخوضها الانتخابات . إلا أن الجمهوريين كانوا قانطون من الشعب ، حالمون بالديكتاتور المصلح القادم. ذلك أن التغيير عندهم مرتبط بفرد وليس بوعي وإرادة الشعوب.

    في هذا الصدد قال الجمهوريون في بيان بتاريخ ١/١ /١٩٦٧ في الدعوة لمجي الديكتاتور الجديد أو "الرجل' الموعود التالي :
    (ألم يأن لهذه البلاد أن يقوم فيها بأمر الله قائم، يحلم أحلامها، ويحس إحساسها، ويحيا مشاكلها، ثم هو قادر أن يثير في شعبها النبيل خصائصه الكوامن التي تجعله يسير إلى مشارق النور ومشارف الحضارة؟ بلى فإن ليل التضليل والمضللين قد طال، وقد آذن بزوال "إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب").

    ٤/ مايو ودعم الديكتاتورية الإيجابي :
    في مثل هذه الظروف والدعوات برزت ديكتاتورية مايو وحلت كل الأحزاب وخضع الجمهوريون للحظر ولم يخرجوا بيانا واحدا ضدها ، رغم أنها في سنتيها الأوليتين كانت متحالفة مع الشيوعية المحلية والدولية، باكثر مما كان عليه نظام عبد الناصر عندما انتقدوه.

    إلا أن هذا التأييد السلبي قد تحول إلى تأييد إيجابي بعد ضرب مايو لخصوم الجمهوريين من أحزاب طائفية واخوان مسلمين وشيوعيين. وقد أصدر الجمهوريون في وقتها كتابا بعنوان ( لماذا نؤيد ثورة مايو ) قاموا لاحقاً - ضمن منهج التزوير للتاريخ - باخفاءه وعدم نشره في موقع الفكرة الجمهورية. كما أصدروا كتابا لم نطلع عليه باسم ( ما هو البديل عن مايو ؟! ) وهو من شاكلة تنفير الناس من التغيير بسؤال : البديل منو ؟! وايضا لا يوجد هذا الكتاب في موقع الفكرة اليوم.

    مع ذلك يمكن أن تجد توثيق ذلك الموقف المؤيد لمايو في كتب وبيانات اخرى ، حيث يمكن أن تقرأ مثل هذه الدرر في كتاب (هذا هو الصادق المهدي) المكتوب في ابريل ١٩٨٢، اي قبل ثلاثة أعوام فقط من سقوط النميري ونظام مايو :
    ( ربما كان الصادق يقصد بحديثه عن مهادنة، ومخادعة، الحكام في الدول الإسلامية، تأييدنا لثورة مايو. فنحن قد ظللنا نؤيد ثورة مايو منذ قيامها تأييدا مبدئيا، وندعوا الشعب لتأييدها)

    وتجد أيضا في نفس الكتاب عن الصادق المهدي التالي :
    (اننا في تاييدنا لثورة مايو ننطلق من موقف مبدئي ثابت لا تمليه رغبة في كسب سياسي، ولا تحركه نزعة للاحتواء والوصاية. ونحن قد بينا اسباب تاييدنا لثورة مايو في كتابنا (لماذا نؤيد سلطة مايو)، ولذلك نحن لا نحتاج ان نفصل في هذا الامر هنا. ويمكن ان نلخص هنا اسباب تاييدنا لثورة مايو في النقاط التالية: -
    1) لقد اوقف نظام ثورة مايو المد الطائفي الذي كاد ان يعزز سلطته الدينية بالسلطة الزمنية الشاملة، وقد قطعت مايو الطريق الى السلطة امام الطائفية، واجهضت كل محاولاتها لاستعادة مراكز نفوذها القديمة، وهي الآن تقف سدا امام الطائفية، وهذا بالذات ما يجعل السيد الصادق يحقد علينا وعلى مايو معا.
    2) قامت مايو بحل مشكلة الجنوب فاوقفت بذلك سفك الدماء بين الاشقاء.
    3) اتجهت مايو الى اللامركزية والى تسليم السلطة للشعب.
    4) اتجهت مايو الى التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية.
    5) وقفت مايو ضد الخطر الشيوعى الذي يهدد البلاد.
    6) اتخذت مايو سياسة خارجية واعية، خصوصا بالنسبة لمشكلة الشرق الاوسط، ووقوفها الى جانب المرحوم السيد انور السادات الذي قاطعته جميع الدول العربية ماعدا السودان وعمان والصومال)

    وتجد في كتيب ( الإخوان الجمهوريون في جريدة الايام السودانية) التالي :
    ( أما موقف الاخوان الجمهوريين، من ثورة مايو فهو موقف مبدئ ومعلن، ومثبت، ضمنوه عدداً من كتبهم، وحملوه إلى سائر المناسبات. إنه موقف التأييد والدعم الايجابيين).

    وكذلك تجد في نفس الكتيب التالي :
    (وانطلاقاً من هذا الأساس المبدئي وقف الأخوان الجمهوريون مواقف ايجابيه مشهوده في مساندة هنا النظام، في أحلك الظروف، كما قد حدث إبان مؤامرة شعبان، وإبان مؤامرة سبتمبر، وإبان الغزو الطائفي الليبي )

    إن أسباب دعم الجمهوريين لمايو تنطق بالسذاجة السياسية ان لم تكن تنطلق من الانتهازية البحتة . فالديكتاتوريات العسكرية لا تقضي على الطائفية، ولا تقوم بتنمية ، كما أن الشيوعية وأمثالها من الأفكار الشمولية لا تهزم بالقتل والقهر، وانما بالديمقراطية والفكر.

    ان الايام قد أثبتت أن الطائفية عادت بعد مايو اقوى مما كانت عليه قبلها، كما أن الحرب في الجنوب اندلعت مرة أخرى من بعد بصورة اشرس وامتدت لجبال النوبة ، ولم تسلم مايو السلطة لأي شعب وانما كانت حكرا لرجل ديكتاتور ارعن مهووس بالسلطة ، كما أن علاقاتنا الخارجية كانت قائمة على الانحياز للمعسكر الشرقي وحلفاؤه في بداية مايو ثم للمعسكر الغربي وحلفاؤه بعد ١٩٧٢، ولم تكن سياسة خارجية واعية أو مستقلة ابدا .

    ٥/ الصدام مع مايو والموقف من نظام الإنقاذ والانقاذ ٢:
    في عام ١٩٨٣ أعلن النميري تطبيق ما أسماه بقوانين الشريعة الإسلامية ، كآخر محاولة لتأمين سلطته المتداعية، كما مكن للإخوان المسلمين منذ عام ١٩٧٧، اي عام ما يسمى بالمصالحة الوطنية .

    وقف الجمهوريون ضد تلك القوانين باعتبار أنها تمثل عندهم اسلام القرن السابع والرسالة الاولى من الاسلام ، وما كان لهم أن يقبلوا بهذا الأمر وهم يبشرون الناس بقرب نزول المسيح المحمدي الذي اظلنا ظله والذي سيحكم بالرسالة الثانية، في القرن العشرين الذي تهيأ لها وله، فجائتهم قوانين سبتمبر بالنقيض تماما .

    وقف محمود محمد طه ضد تلك القوانين دون أن يقف ضد مايو كنظام وضد النميري شخصيا ، وكان الجمهوريون يزعمون أن السبب في تلك القوانين وفي انحراف مايو هو الهوس الديني الذي تسلل للسلطة ! وبما أن نميري لم يكن يقبل اي معارضة ، وبما أن محمود كان الحلقة الضعيفة وكان الجمهوريون معروفون بالسلبية والجبن وأنهم بدون محمود لا يسوون شيئا ، فقد اعدم نميري محمودا ، وسار محمود بشجاعة إلى الموت في خطوة أشبه بالانتحار، وهو يرى كل مشروعه ينقلب إلى النقيض، كما أوصى تلاميذه بفداء الشعب .

    لم يرفض الجمهوريون فداء الشعب فحسب ، وانما تراجعوا بشكل مخز وذليل عن أفكارهم وعن زعيمهم ، وشتموه في جلسات الاستتابة على رؤوس الاشهاد ، ووقع المئات منهم تعهدا بالتخلي عن افكار محمود وعدم معارضو السلطة ، ثم ما لبث الرجل الثاني فيهم أن حل التنظيم ورجع إلى مدني يجرجر أذيال الاستسلام والخيبة.

    انتصر الشعب - من دون الجمهوريين - مرة أخرى في ابريل ١٩٨٥ ، وانشغل الجمهوريون بعد الانتفاضة فقط بقضية محمود ، وحين جاءت الانقاذ لم يكن الجمهوريون من المعارضين الأشداء لها ، رغم أنهم في أغلبيتهم لم يؤيدوها. ورغم الموقف المعارض لبعضهم تجاه نظام الإنقاذ إلا أن أغلبيتهم قد سكتت عنه أو هاجرت من البلاد ، بل لقد انضم شاعرهم ومنشدهم الكبير - عوض الكريم موسى - للانقاذ في فترة من الفترات.

    إن أسباب وقوف الجمهوريين ضد مايو في ١٩٨٣ وضد الإنقاذ لم تكن مبدئية على الاطلاق، ولم تكن بسبب إيمانهم بالديمقراطية وحقوق الشعوب ، وانما فقط لأن هذه الأنظمة كانت تشكل النقيض العقائدي لأفكارهم وتثبت لهم أن دولتهم لم تأت.

    الشاهد الآن أن جناح من الحزب الجمهوري يشكل أحد أركان النظام التسلطي الراهن لبرهان وحميدتي، اي نظام الإنقاذ الثاني ، ولهم ممثلون في شراكة الدم على مستوى مجلس الشركاء وعلى مستوى الوزراء والسفراء، ناهيك عن تسلطهم لفترة على المناهج ومحاولتهم تغييرها بشكل عقائدي لمصلحة فكرهم ، وتعيين العديد منهم في مؤسسات الدولة دون فتح الفرص للآخرين، وفي محسوبية ومحاصصات واضحة .

    أن الجمهوريين اليوم لا يتحدثون اطلاقا عن حقوق الناس وحرياتهم المغتصبة تحت حكم الطغمة التسلطية الحاكمة ، طالما هي تسير في اتجاه قريب من أفكارهم ، كما أنهم مستعدون لبيع السيادة الوطنية في انحيازهم الاحمق لإثيوبيا المحتلة لاراضينا - كما مصر تماما - والتي تهددنا بسدها الكارثة .

    كما من الواضح أن أغلب الجمهوريين اليوم يدعمون ممارسات السلطة القائمة غير الشرعية وغير الديمقراطية وتغييبها حتى لما أقرته بنفسها من مؤسسات، مثل المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي الخ ، ولم اجد جمهوريا واحدا يطالب بالانتخابات كاستحقاق ديمقراطي لشعب السودان. بل لقد رشحت معلومات عن تجنيد أعضاء في الحزب الجمهوري (يدا بيد مع البعثيين) لشباب بسيط متحمس في ما يسمى ب كتائب حنين، وتحريضهم ودفعهم لهم لضرب المتظاهرين وسحلهم واعتقالهم في ٣٠ يونيو المنصرم. فتأمل.

    عادل عبد العاطي
    ٢١ اغسطس ٢٠٢١م























                  

08-23-2021, 02:22 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من (Re: عادل عبد العاطي)

    كتب عادل عبد العاطي في مقاله هذا بعاليه:
    Quote: هذا هو السبب في أن الجمهوريين لم يخرجوا ببيان واحد لإدانة عبود أو انقلابه

    البروفيسور عبد الله الطيب في قصيدته المشهورة في رثاء الأستاذ محمود وذكر مناقبه ونضاله كتب ما يُعتبر توثيقا مهما:

    Quote: سبق الناس في السياسة رأياً حين فيها تفكيرهم محدود
    وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمان صوتٌ يذودُ
    ذاك أول انقلابٍ بلوناه وللشر مبدئٌ ومعيدُ

    article_page_view_a.php؟article_id=52andpage_id=3andkeywords=%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC+%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87

    والمقصود أن الأستاذ محمود احتج على حل البرلمان السوداني غداة انقلاب 17 نوفمبر 1958. وكان قبل الانقلاب قد كتب في أول نوفمبر 1958 ما أورده الدكتور عبدالله الفكي البشير في صفحة 466 من كتابه "صاحب الفهم الجديد .. محمود محمد طه والمثقفون" "قراءة في المواقف وتزوير التاريخ" ما يلي:

    ((إننا ننصح هذه الحكومة أن تحفظ اتزانها فلا يحملها النقد الذي ينصب عليها الآن على ارتكاب حماقة ضد النظام الديمقراطي في البلاد))
    (( نقول قولنا هذا بعد أن اطلعنا على تصريح في الصحف منسوب للسيد رئيس الوزراء وقد كان التصريح غير حكيم فيما نرى فهو يحمل تهديداً ونذيراً ويذكر أن هذه البلاد تتمتع بحرية ديمقراطية
    واسعة وأن بعض الناس يسيئون استعمالها.. فإن يكن ذلك فإن واجب الحكومة أن تقدم من يسيئون استعمال الحرية إلى المحاكمة لا أن تهدد الشعب بعمل ضد الديمقراطية)) انتهى.



    أرجو أن أجد الوقت للتعليق على المواضع، التي تحتاج لتعليق أو تصحيح، في هذا المقال وغيره من مقالات الأخ عادل عبد العاطي.

    ياسر
                  

08-26-2021, 12:44 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من (Re: Yasir Elsharif)

    اهلين دكتور ياسر

    كتبت أنا :



    Quote: هذا هو السبب في أن الجمهوريين لم يخرجوا ببيان واحد لإدانة عبود أو انقلابه



    ورددت انت :

    Quote: والمقصود أن الأستاذ محمود احتج على حل البرلمان السوداني غداة انقلاب 17 نوفمبر 1958. وكان قبل الانقلاب قد كتب في أول نوفمبر 1958 ما أورده الدكتور عبدالله الفكي البشير في صفحة 466 من كتابه "صاحب الفهم الجديد .. محمود محمد طه والمثقفون" "قراءة في المواقف وتزوير التاريخ" ما يلي:

    ((إننا ننصح هذه الحكومة أن تحفظ اتزانها فلا يحملها النقد الذي ينصب عليها الآن على ارتكاب حماقة ضد النظام الديمقراطي في البلاد))
    (( نقول قولنا هذا بعد أن اطلعنا على تصريح في الصحف منسوب للسيد رئيس الوزراء وقد كان التصريح غير حكيم فيما نرى فهو يحمل تهديداً ونذيراً ويذكر أن هذه البلاد تتمتع بحرية ديمقراطية
    واسعة وأن بعض الناس يسيئون استعمالها.. فإن يكن ذلك فإن واجب الحكومة أن تقدم من يسيئون استعمال الحرية إلى المحاكمة لا أن تهدد الشعب بعمل ضد الديمقراطية)) انتهى.
    هذا رد محمود على عبد الله خليل وتهديداته؛ وهو كما تفضلت أنت ( غداة انقلاب 17 نوفمبر) وكما كررت ( قبل الانقلاب)

    ما علاقة هذا بكلامي ان محمود (والحزب الجمهوري) لم يخرج بيانا ضد الانقلاب ولم يدنه ؟


    اذا اردت فعلا تصحيحي عليك بايراد بيان من الجمهوريين او من محمود بعد الانقلاب يدينونه فيه.

    ما كتبه محمود ضد عبد الله خليل ليس له علاقة بكا كتبته أنا
                  

08-26-2021, 02:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من (Re: Abdel Aati)

    سلامات يا عادل
    Quote: اذا اردت فعلا تصحيحي عليك بايراد بيان من الجمهوريين او من محمود بعد الانقلاب يدينونه فيه.



    أنا لم أجد بيانا بهذا المعنى ولكني أعرف أن كثيرا من وثائق الحركة الجمهورية، وما جاء عنها في الصحف لم يُحصر، ولذلك اعتبرت ما قاله الدكتور عبد الله الطيب في حد ذاته وثيقة.

    ومع أن الدكتور عبد الله الطيب لم يكن جمهوريا ولكن كانت له صلة قربى قريبة بالشاعر محمد المهدي المجذوب الذي كان وقتها جمهوريا، ومن هنا كان يعرف باحتجاج الأستاذ محمود على حل البرلمان بعد الانقلاب.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de