نبيل أديب(كارب قاش) نتبعه جوقة من "النكب"!!! من القانوني الحذر إلى السياسي المربك لمسار الانتقال المدني،، تمهيد: يُعد نبيل أديب أحد أبرز القانونيين السودانيين الذين ارتبط اسمهم بفترة الانتقال بعد سقوط نظام البشير، خاصة من خلال رئاسته للجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة عام 2019. غير أن مسيرته الفكرية والسياسية، كما تعكسها مقالاته ومواقفه العامة، تكشف عن موقف مركّب من فكرة الديمقراطية والحكم المدني، ما جعله — بوعي أو بغير وعي — أحد العوامل التي أربكت مسار الانتقال، ووفّرت للمكون العسكري غطاءً قانونيًا وسياسيًا للاستمرار في السيطرة على السلطة. 1. الخلفية الفكرية: شكوك في النموذج الحزبي والديمقراطي في مقاله المنشور على موقع "سودانيز أونلاين" عام 2015 بايحاءات «الطعن في النظام الحزبي»، قدّم نبيل أديب نقدًا جذريًا لفكرة الديمقراطية التمثيلية، مؤكدًا أن الانتخابات ليست بالضرورة ضمانًا لاختيار الحاكم الأفضل، بل قد تصبح أداة لبقاء الطغاة في الحكم. ورغم أن هذا التحليل قانوني في ظاهره، إلا أنه يحمل رؤية متشككة في جدوى النظام الحزبي كأساس للحكم المدني، ويميل إلى فكرة أن الديمقراطية تحتاج "تهيئة مجتمعية" وهذا تعبير عن فكرة "كارب قاش "قبل الممارسة السياسية. هذه الرؤية سطحية في الأصل (تتجاهل التطور الديمقراطى للمجتمعات بالممارسة)، غالبًا ما تُستخدم لتبرير تأجيل الانتقال الديمقراطي بحجة "عدم النضج السياسي" أو "غياب الشروط الكاملة". من هنا، يظهر أن أديب لم يكن مؤمنًا بالديمقراطية الليبرالية القائمة على التداول السلمي السريع للسلطة، بل كان يرى أن تغيير الأنظمة لا يعني بالضرورة خلق مجتمع ديمقراطي — وهي الفكرة التي سيُعيد إنتاجها لاحقًا في مواقفه من الانتقال بعد 2019. 2. دوره القانوني: تفسير أربك الانتقال المدني عُيِّن نبيل أديب رئيسًا للجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام، وكان يُنتظر من اللجنة أن تمثل نقطة تحول في مسار العدالة الانتقالية، لكن التحقيقات تعثّرت دون صدور تقرير نهائي، رغم مرور سنوات. وبرر أديب التأخير بصعوبات فنية وقانونية، لكنه في الوقت نفسه أطلق تصريحات اعتبرها كثيرون تسويغًا لتأجيل العدالة، منها قوله إن «الإعلان عن النتائج قد يؤدي إلى اضطرابات أو انقلاب». بهذا التصريح، بدا وكأنه يُقرّ بضرورة مراعاة توازن القوى العسكرية على حساب مطلب العدالة، ما عكس ذهنية قانونية تُقدِّم الاستقرار على المساءلة — وهو جوهر المشكلة في تجربة العدالة الانتقالية السودانية. كما أن تفسيراته للوثيقة الدستورية، خاصة حول مدة الـ21 شهرًا لانتقال رئاسة مجلس السيادة إلى المدنيين، كانت تميل إلى الصيغة القانونية التي أبقت السلطة فعليًا في يد المكون العسكري، . من القانوني إلى السياسي: التحول نحو الكتلة الديمقراطية!!! بعد انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021، اتخذ نبيل أديب مواقف مترددة تجاه توصيف الحدث، إذ لم يصفه صراحة بـ"الانقلاب العسكري" في بداياته، بل تحدث عن "انحراف في مسار الانتقال". ومع مرور الوقت، انضم إلى الكتلة الديمقراطية، وهو تحالف سياسي تشكّل لاحقًا ليعارض قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، ويقترب أكثر من المكون العسكري الذي قاد الانقلاب. هذا التحول من موقع “المحامي المستقل والحقوقي” إلى “الفاعل السياسي داخل كتلة ذات موقف مناوئ للمدنيين التقليديين” يعكس تطورًا في موقف أديب من الدفاع عن الانتقال المدني إلى المساهمة في إعادة إنتاج بنية الحكم العسكري-المدني المشترك، تحت لافتة “التوافق الوطني”. 4. قراءة في المسار: من التحفظ إلى الإرباك حين نجمع محايد، بل فاعل ذو أثر في مسار الانتقال، فكريًا: ينطلق من رؤية متحفظة على الديمقراطية الحزبية المباشرة. قانونيًا: فسّر الوثيقة الدستورية بطريقة أعطت أفضلية للعسكر في توقيت الانتقال. عمليًا: تأخر في ملف العدالة الانتقالية، ما أفقد المدنيين أهم ورقة ضغط أخلاقية ضد المكون العسكري. سياسيًا: انخرط لاحقًا في تحالف يُعد الأقرب للمؤسسة العسكرية في المشهد الراهن. كل هذه المحطات جعلت من أديب، دون أن يكون بالضرورة داعمًا صريحًا للانقلاب، أحد أبرز من وفروا الغطاء القانوني والفكري لتأجيل التحول الديمقراطي. خاتمة نبيل أديب نموذج فريد للمثقف القانوني الذي حمل مشروع إصلاح دستوري، لكنه تاه في تفاصيل الشرعية الإجرائية على حساب المبدأ الديمقراطي. تحفظه الفكري على النظام الحزبي، وتردده في مواجهة السلطة العسكرية، وتحوله السياسي إلى أحد أركان الكتلة الديمقراطية، كل ذلك جعله جزءًا من المشهد الذي أضعف الانتقال المدني في السودان بدل أن يدعمه. لقد تحولت مواقفه من الدفاع عن سيادة القانون إلى تبرير تأجيل الديمقراطية باسمها، وهو ما يجعل اسمه اليوم مرتبطًا — في الذاكرة السياسية السودانية — بـمرحلة الارتباك الكبرى في مسار التحول المدني المراجع: 2020 على الأبواب فماذا نحن فاعلون؟ا بقلم نبيل أديب عبدالله2020 على الأبواب فماذا نحن فاعلون؟ا بقلم نبيل أديب عبدالله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة