موسى عبد الله-الداعية الإسلامى الذى حاربته رجال الدين والحكومة فى السودان بقلم عبدالله ماهر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 00:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-29-2020, 00:59 AM

عبدالله ماهر
<aعبدالله ماهر
تاريخ التسجيل: 10-17-2017
مجموع المشاركات: 523

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موسى عبد الله-الداعية الإسلامى الذى حاربته رجال الدين والحكومة فى السودان بقلم عبدالله ماهر

    11:59 PM February, 28 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله ماهر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    كتبه / محمد الهوارى - هو موسى عبد الله بن يوسف بن الشيخ شاع الدين الخامس بن الشيخ شاع الدين بن الشيخ موسى البرد ولد الشيخ موسى عبد الله فى قرية جراد والتى تقع شمال مدينة ام روابة فى سنة 1928م.وهى قرية صغيرة نائية بعيدة ومعزولة تماماً عن المدن والحضر ولا توجد بها مدرسة، او مسجد، او خلوة لتحفيظ القرآن كما هو الحال فى بقية القرى الاخرى ، وكل سكانها أميون ليست لهم معرفة سابقة بالكتابة والقراءة وكانوا يجهلون أبسط القواعد والأسس التى يقوم عليها الدين ولا نبالغ ان قلنا انهم كانوا يجهلون تماماً اركان الصلاة وشروطها ، ولا يوجد اى مظهر من مظاهر العلم والدين . فى هذه البيئة الفقيرة للمعرفة والتى تسيطر عليها قوى الفقر والجهل والعادات الضارة التى لا تمت للدين بصلة نشأ وترعرع عبد الله ، كان عبد الله ولا يزال ينادى بمحاربة هذه العادات الضارة منذ نشأته منذ ان كان عمره سبع سنوات مثل ختان الاناث الذى كان يمارس بأبشع الوسائل والطرق وكان يبذل قصارى جهده لإقناع هؤلاء القوم من أهله وغيرهم بان الختان الممارس لا توجد صلة تربطه بالدين ، وان له آثار صحية ونفسية مدمرة ، ويؤكد انه انتهاك صارخ لحقوق المرأة وانه تبديل لخلق الله . وأيضا كان يعارض بشدة الزواج الذى يعقد دون مشيئة المرأة وكفاءة الرجل ، وكان يؤكد ان الزواج الصحيح لابد ان تكتمل شروطه وأركانه على الوجه الذى اذن به الشرع، وإلا أصبح باطلاً ، وحتى الآن نجده ينادى بحقوق المرأة لأنها انسان كامل لها كافة الحقوق والحريات ويحظر اذلالها وضربها وهجرها وطلاقها وعدم ذهابها للتعليم لأنها كما يزعمون بأنها(عورة) فى زمن لا يُعترف فيه للمرأة بأقل الحقوق ، حيث تعتبر المرأة مخلوق من الدرجة الثانية.

    وكذلك نجده يمنع ويستقبح زيارة القبور والاستنجاد بالأولياء والقسم بغير اسم الله ، ويؤكد ان القسم يجب ان يكون باسم الله وحده مستنداً فى أقواله على النصوص الشرعية وكان ذا بيان وحجة قوية ، كان يأمر أهله بالمعروف وينهاهم عن المنكر والعادات والتقاليد المنافية للدين. وقد كان أهل القرية يتوسلون بالشيخ شاع الدين ويسألونه شفاء المرضى وإنزال الغيث وإنجاب البنين ويقدمون النذور والذبائح بعد تحقيق رغباتهم ،فنهاهم الشيخ موسى عبد الله عن ذلك ،وكانوا يومذاك يمنعون أولادهم من التعليم في المدارس بدعوى إنها تفسد الأخلاق ، فأمرهم عبد الله بان يعلموا أولادهم في المدارس ويتركوا المزاعم الباطلة جانباً ، والغريب فى الأمر برمته ان الشيخ عبد الله لم يتلقى اى نوع من التعليم سواءً كان اكاديمياً او دينياً او غيره،ولم يذهب الى اى خلوة او كُتاب،ولم يذهب الى المدن،ولم يختلط بطبقة المتعلمين او رجال الدين ، حيث كان معزولاً تماماً فى قريته ، لم يتأثر بأحد ولم يعكف على قراءة الكتب . ومنذ نشأته كان مميزاً مختلفاً عن اقرانه يتعبد لله ليل نهار ، وجميع اهل القرية يثقون فيه لحكمته ودرايته فى معالجة الأمور.

    وللحقيقة فان للرجل أفق واسع وعلم غزير ومعرفة تامة بشتى الأمور من الأصول والعقائد والكتاب والسنة والناسخ والمنسوخ وأسس وأصول الديانات الاخرى ، دون ان يكتسبها من كتب او اى شخصاً كان كما جرت العادة عند العلماء حيث كانوا يكتسبون المعرفة بواسطة الشيوخ او العلماء ، بل كانت له معرفة خاصة من الله تكشف له كل الأمور تباعاً وعلى حسب المواقف والأحداث شهد له بها العلماء الذين زاروه من داخل السودان او خارجه من الدول العربية والاوربية والافريقية والاسيوية، ونذكر منهم فقط الاستاذ محمود محمد طه ، والامريكى البروفسور مايكل باركر الذى كتب كتاب عن الشيخ وقبيلته و مندوب بابا الفاتيكان وغيرهم مما لا يسع المجال لذكر.

    والجدير بالذكر ان الشيخ عبد الله تحدث عنه جده شاع الدين الرائى فى القرن السادس عشر حيث تنبأ بظهور الابن الموعود الذى ينادى بإصلاح العقيدة وتخليصها من الشوائب التى لحقت بها ، وحديث الشيخ شاع الدين الرائى عن الابن الموعود معروف ومحفوظ على ظهر قلب فى وسط أسرة الشيخ شاع الدين وعندما بلغ السادسة عشر من عمره طلب من والده أن يبنى له خلوة بعيداً عن دارهم لكي يتعبد فيها ، وبعد اكتمال بنائها وضع الشيخ موسى عبد الله أربع علامات على جنباتها موزعة علي الاتجاهات الأربعة ، وكان لون العلامات أبيض ،أحمر،أسود أخضر، وقد تم ذلك بإرشاد خاص من الله وكان يذهب كل سبت إلي مقام جده الشيخ شاع الدين الرائي، واستمر الشيخ موسى عبد الله علي صلاة السبت من السبت الأول والذي يليه حتى السبت الثامن، وفي السبت الثامن رأى رؤية فحواها إن هناك رجلاً قد خرج من بيت المقدس مرتدياً زياً سودانياً ويمشي بالخطوات وعند خطوته الثامنة وصل إلي مدينة مدني والتفت إلي الشيخ عبد الله قائلاً قابلني هنا ، وبعد هذه الرؤية قرر الشيخ عبد الله الذهاب إلى مدني لمقابلة ذلك الرجل بعد ان تكررت له نفس الرؤيا ، وقد شجعته والدته على ذلك مع انه لم يرى مدنى من قبل ، وفى السبت التاسع تقابل في مدينة ود مدني مع الرجل الذى راه فى الرؤيا وهذه هى مدة السبع وخمسين يوماً(ثمانية أسابيع ويوم سبت واحد) وبعد ان تقابل وجها لوجه مع الرجل الذى راه فى الرؤيا جرت بينهما محادثة وقال له الرجل ارجع الى اهلك فى القرية واخبرهم بانك قابلتنى وفيما بعد سازورك حتما لاؤكد لهم ذلك فرجع الشيخ إلى أهله وواصل صلاته الخاصة في مقام جده الشيخ شاع الدين وحدث ان زاره هذا الشخص فى قريته وتحدث مع اهل القرية واكد لهم بانه هو الرجل الذى راه فى الرؤيا.

    ومنذ 1951 وحتى 1958 ظل الشيخ في طواف مستمر على رجال الدين والفكر ما بين كردفان و الجزيرة والخرطوم يدعوا الناس الي عبادة الله وحده وإخلاص النية له محذراً إياهم من عبادة الأوثان ،وكان الناس يدعونه بالنبي موسى أو عيسى ، ولكنه رفض ذلك مصراً علي ان يدعى باسمه فقط ، وقد نشبت خلافات بينه وبين الشيوخ والعلماء لأنه جاء مخالفاً لهم، فهم يدعون الي المذهبية والحزبية ،وهو يدعوا الي توحيد الله ولم الشمل دون خلافات مذهبية.

    وعندما كثر الحديث عن الشيخ موسى عبد الله قام بكتابة راية لكل العلماء داخل وخارج السودان فكتب لكل من الشيخ محمود شلتوت بالجامع الازهر والسيد عبد الله غوش بالجماعة الاسلامية بالاردن والى السيد عبد الرحمن الوكيل بجماعة انصار السنة المحمدية بمصر و جمعية الكتاب المقدس، بيروت، لبنان كما ارسل وفد مكون من شخصين وثالثهم الشيخ مصطفى طالب الله من مدينة القطينة للدكتور حسن عبد الله الترابى وكان حينها عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم ، وحث المتحدث باسم الوفد الدكتور الترابى بان يجهر برايه صراحة باعتباره راس الجماعة الاسلامية فى السودان وان لم يفعل فسيكون هو شاهد عليه و سيحاسب مستقبلا.

    ومن المشايخ الشريف نور الله ، والشريف بلة بكركوج ، والشيخ الطيب عبد الجبار بطابت ، والسيد ابن عمر من المغرب و السيد محمد الحافظ من التجانية بمصر. وفى مدينة ام روابة اثار بعض ذوى الغرض من المستفيدين من جهل المجتمع بان الشيخ اخو مسلم وبعضهم نسبه للشيوعية فكان ان ذهب البعض للقاضى الشرعى فى ام روابة مطالبا بمحاسبة الشيخ.
    اليوم الموعود
    بتاريخ الاربعاء 11 سبتمبر 1963م ، كتب عبد الله إلى جميع المسيحيين والمسلمين على السواء عن طريق القضاء وذكر لهم في خطابه كثير من التوجيهات الدينية والعرفية، وعندما أطلع القاضي ومن معه على مذكرات عبد الله قال له: هل أنت مرسل إلينا؟ فأجابه عبد الله: أنا مرسل إلى جميع الناس . فقال له أيضاً: من أنت حتى تدعوا الكل لله؟ فقال له عبد الله: أنا فقط عبد من عباد الله وأبى أطلق على اسم موسى ، وأنا اخترت لنفسي اسم عبد الله فيمكن أن تدعوني بإحدهما دون تكليف . فقال له القاضي: نحن قبلنا اسم عبد الله، ومن تلك اللحظة كان القاضي يقول أخونا عبد الله قال كذا وكذا، وأنا قلت كذا وكذا، حتى أنكر بعض الناس هذه اللهجة ، وما زال القاضي مستمراً في هذه الكلمة ( أخونا عبد الله) وبصوت مرتفع حتى سمعه كل المجتمعين وكان عددهم أكثر من عشرين ألف.
    فقال القاضي لعبد الله مرة أخرى: أنت قلت لنا قبل قليل انك لا تدعى النبوءة. فقال عبد الله: نعم، لان النبوءة في القرآن ورثة من الآباء إلى الأبناء، وان محمداً (ص) ليس له ابن يرثه من اجل ذلك ختمت النبوءة في القرآن ، فقال القاضي لعبد الله أيضاً : أنى علمت برأيك في النبوءة وأنا لا أؤمن ولا اعترض عليك ، وناقش القاضي عبد الله في تلك المذكرات أكثر من ست ساعات ، وفيها يسأل وعبد الله يجيب وكان القاضي قد سمح لعبد الله بحرية الكلام ، وعندما اشتد النقاش بين القاضي وعبد الله ؛ قال الجنود المكلفون بحراسة عبد الله وعددهم أربعة عشر جندي وشاويش: النبي غلب القاضي ، وعندما سمع الناس المجتمعين كلام الجنود هتفوا قائلين: لا نبي بعد محمد، فقال القاضي أوقفوا الهتاف وكان غاضباً ، فقال لهم إن الحديث الذي جرى بيني وبين عبد الله لن أقوله لكم الآن، فاجتمعوا لي بعد صلاة المغرب في الجامع لاقوله لكم بالتفصيل.

    فذهب القاضي إلى الجامع بالمساء وكان المجتمعين أكثر من خمسة وعشرون ألف، وبعد ما تلي عليهم الكلام الذي جرى بينه وبين عبد الله قال للناس آمنا بقول هذا الرجل، وكفرنا بشخصيته، وكان من بين الحاضرين الشريف محمد الحبيب الكبير والذى جاء خصيصاً من مدينة القضارف لهذا الأمر ، وجمع علماء الشناقيط وعلماء الفلاتة من خلفه وقال للقاضي: هل انتم تعرفون أسماء كل الرسل والأنبياء وصحفهم وأمكنتهم وأزمنتهم في القرآن.. ؟ وقال ذلك بكل شدة للقاضى والعلماء من خلفه صامتين فدخل الجنود بين القاضي والشريف ، فقال القاضي اتركوه يتكلم وفى النهاية قال القاضي وصلتني تعليمات من جهات عليا على أن أؤمن على الرجل وأسرته في بيته وألاّ يتصل به احد الا أقربائه ، لان هذا الرجل صادق في قوله فعندما سمع الناس هذا قالوا إن القاضي آمن بالشيخ.

    وظل عبد الله حبيسا في بيته تسع سنوات وتضرر كثيراً من هذه العزلة هو وإخوته فتركوا كل ما يمتلكون وكتبت عنه الصحف السودانية يومذاك كجريدة الصحافة لمحررها عبد الرحمن مختار ، وجريدة السودان الجديد ، وجريدة كردفان لمحررها الأستاذ الفاتح النور وكثير من الصحف فى الفترة من 11 إلى 30 سبتمبر من نفس العام ، منها من كان مهتم بهذا الموضوع ومنها من كان متهكم ، وقد قرأ الناس كل تلك الأخبار وظلوا صامتين طيلة هذه المدة، والقليل منهم اتصل بالشيخ عبد الله وناقشوه حول هذه الموضوع بغض النظر عن أسمائهم ومكانتهم بالسودان.

    وبعد كل هذا ضُرب حصار على الشيخ عبد الله في بيته بواسطة أولياء السودان لان السودان شركات مؤممة لهم ولأبنائهم من دون منازع ، ولان السودان هو مملكة الأولياء لا يلحقها طارد ولا يفلت منها هارب إلا ما شاء الله.

    وفى وفى يوم الاحد الموافق 5/9/65 اغرق عمدا الطفل احمد ابن الشيخ عبد الله وكان معه ايضا ابن الشيخ حمدان صديق عبد الله ، ويبلغ عمر كليهما سبعة سنوات ، واغرقا معا فى بركة ماء لم يتجاوز عمقها المتر دون ذنب جنوه وقد اخطر شخص مجهول الهوية ناظر محطة القطار بمدينة ام روابة التى كانت قريبة من موقع الحدث بان هناك طفلين غريقين فى بركة الماء ، فاتصل ناظر المحطة تلفونيا بالشرطة وعندما التفت الى الرجل الذى كان يقف بجواره فلم يجده وكأن الارض قد ابتلعته ، واخذت الشرطة الطفلين الى المستشفى وتعرفت عليهما الاسرة .

    ورغم تلك المآسى التى حلت بالاسرة الا ان الشيخ لم تلين له عزيمة مع العلم بانه مسجون بمنزله بامر القضاء وظل على اتصال بالعلماء ورجال الدين داخل وخارج السودان وزاره بمنزله فى ام روابه الاستاذ محمود محمد طه ثلاثة مرات وقال للشيخ ماهى رسالتك..؟ فرد الشيخ ان رسالته هى القرآن ، وقال محمود للشيخ ان القرآن ليس رسالتك ، وعندما ذكر الشيخ للاستاذ محمود امر الدابة رد الاستاذ محمود بقوله نحن لم نسالك عن الدابة لان الدابة عندنا هى المسيح وقد اتفق كل من الشيخ عبدالله والاستاذ محمود على ان رجل اخر الزمان سيخرج من السودان ولكن اختلفا فى التفاصيل .

    وعندما ضاقت الارض بما رحبت بالشيخ و اسرته خاصة بعد فقد الاسرة لاثنين من فلذات اكبادها ظلما وغدرا اصبح الاطفال يعيشون فى وضع نفسى لا يحتمل نتاج الضغوط بسبب فكر الشيخ كما فقدوا التعليم ايضا وغيره ، وعندما راى الشيخ كل ذلك قرر ان يهاجر للجزيرة مدنى لان معظم اخوته سبقوه الى هناك اذ توجد فرص اكبر للعمل والاهم من ذلك الانفتاح النسبى فى مجتمع ود مدنى ، لذلك عندما علم بعض اعيان مدينة ام روابة ومنهم السيد ميرغنى عبد الرحمن الحاج سليمان والسيد ابكر مزمل عميد اسرة الهوارة بام روابة زارا الشيخ فى منزله وقالا له ان كان سبب هجرتك للجزيرة بسبب الظروف المعيشية فنحن على استعداد لتذليلها ، ولكن الشيخ شكرهما على مبادرتهما الكريمة وقال لهما بانه يريد فقط ان يلحق باخوته فى مدنى .

    وفى عام 1970 ترك الشيخ مدينة ام روابة وهاجر الى ود مدنى واستقر فى منزل بحى الهوارة ، وقام بتكوين وفد مهمته الاتصال باعيان البلد بغية الحصول على منزل بالايجار يسع الشيخ واسرته الكبيرة ويتكفل الشيخ و اخوته بدفع الايجار المتفق عليه ، وباءت كل المحاولات بالفشل ، وفى تلك الاثناء سمعت الكنيسة الكاثوليكية باخباره بعد ان ارسل لها وفدا مكون من ثلاثة للاستفسار عن بعض النقاط وطلب نسخة من الكتاب المقدس الذى يضم التوراة والمزامير والاناجيل وكانت تلك اول مرة ترى الاسرة فيها الكتاب المقدس وكل معرفتنا السابقة للمسيحية و المسيح كانت من خلال القرآن . فارسلت الكنيسة وفدا كبيرا للشيخ وظل يتباحث معهم منذ1970 و حتى 1974 وقال له رئيس الكهنة بانهم اصدقاء فقط والشيخ رئيس فى شعبه كما عرضوا على الشيخ المساعدة فى تعليم الاطفال ووافق اولياء الامور على ذلك على ان يتركوا لهم حرية العقيدة.

    وفى مدينة ودمدنى بدات المشاكل تطل على هذه الاسرة ، فلمجرد دخول المسيحيين البيت اصبحنا نعيش فى عزلة وتطاردنا الشائعات بالكفر رغم اننا مؤمنين و موحدين نشهد ان لا اله الا الله ونتقيد بشرعه ونحمل كل صفات مجتمع شمال السودان الطيبة ، وما يؤسف له حقا ان بعض الناس يحكمون على الانجيل بافعال بعض القبائل الوثنية دون روية او تمحيص بالرجوع للانجيل لمعرفة ما به و من ثم الحكم عليه على بينة من الامر ، كما ان المسيحيين يمكنهم قراءة كل كتب الديانات الاسيوية و الوثنية ولكن لمجرد ان تذكر القرآن فالامر يختلف ، لذلك فلمجرد دفاعنا عن الكتب السماوية كالتوراة والانجيل جعل منا كفارا فى نظر البعض ، كما ان غيرتنا لبنى جنسنا ودفاعنا عن الاسلام ومبادئه وشهادته العظيمة للسيد المسيح ووالدته جعل بعض قصيرى النظر من المسيحيين لا يرون فينا الا عربا مسلمين يحملون افكار تنافى القانون الكنسى فاصبحنا بين بحرين ، وبمعنى آخر فان ايماننا الراسخ بكل الكتب السماوية وتقديرنا لكل الرسل دون ان نفرق بين احد منهم جعلنا ندافع عن كل الكتب دون تحيز او مراعاة لمصلحة الا احقاقا للحق بغية الوصول لمجتمع متسامح يقدر ما جاء فى كل الكتب وياخذ بايسرها ، مع العلم بان الشيخ حث كل قادة الكنائس داخل وخارج السودان على قراءة القرآن كما اهدى نسخ منه الى الكثير منهم .

    وفى يوم الخميس 14/7/1994 أُعتقل الشيخ عبد الله وإخوته بمدينة مدني ، وبدون سبب أو بلاغ مدون ضدهم أُخذوا إلى السجن وجُلدوا وعوملوا معاملة لا تليق بمكانتهم الاجتماعية والدينية ، ووضعوا في الحبس مع المخمورين والمجرمين دون ادنى اعتبار لمكانة الشيخ الدينية او حتى كبر سنه ، فذهب المحامون إلى ديوان النائب العام ولم يجدوا اى بلاغ موجه ضدهم فجاءوا إلى القاضي وطالبوه بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين لأنهم لم يجدوا اى بلاغ ضدهم ، فقال لهم القاضي بأنه مأمور من جهات عليا لم يعينها لهم .

    وفى اليوم الخامس يوم الاثنين تم إطلاق سراح الشيخ عبد الله وأخوته وأبنائه من السجن، فعادوا لبيوتهم ليجدوها خراباً وخالية من الأثاث، علاوة على ذلك تم حرق كتبهم الدينية الإسلامية والمسيحية والصوفية والتاريخية، والمستندات المهمة جداً لمعظم الاحداث المذكورة منذ الستينات ، فهرب الأولاد والبنات إلى الخرطوم وهم في حالة نفسية حادة خوفاً على أنفسهم و أبنائهم ، لان القاضي شَهَرَ بهم واعتقل بعضهم من دون بلاغ ضدهم أو جناية وهددهم بالقتل ولأنهم شاهدوا آبائهم القدوة الحسنة لهم في الحياة يتعرضون لمثل تلك المواقف التي يعف اللسان عن ذكرها ، فنجدهم قد تركوا بيوتهم وتوقفت دراستهم ، وكذلك الآباء طردوا من أعمالهم وانقطع حبل مصالحهم وتكررت عليهم مأساة كان وقعها أكثر من المأساة الأولى في مدينة أم روابة ومن حولها .

    ثم هاجر الشيخ عبد الله إلى مدينة الخرطوم ومعه ثمانية عشر أسرة وتكدسوا جميعاً بمنزل واحد ، وكان لعبد الله بنت تسكن في هذا البيت مع زوجها وعندما انتهى عقد الإيجار جاء صاحب البيت وقال للشيخ عبد الله اسكن في هذا البيت أنت ومن معك دون إيجار حتى تجدوا لكم سكن، وكان المنزل غير صالح للسكن.

    وبعد ذلك ذهب بعض المنتفعين إلى صاحب المنزل وقالوا له ان الشيخ رجل ليس مسلم فأخرجه من منزلك ، وكانت هناك دعايات تطارد الشيخ وأسرته من مكان لآخر وكان عندما يأتي احد المحسنين ليمد يد العون للشيخ في السكن أو العمل أو التعليم يصده أصحاب النفوس الدنيئة عن فعل ذلك حسداً ، ولم يعرف الشيخ سبب ذلك الحسد مع انه رجل مسالم وليس له أعداء بل هو صديق للكل يحب الخير للجميع ، وأخيراً جاء صاحب المنزل وطلب من الشيخ إخلاء المنزل، وفى هذه المدينة لم يجدوا لهم أعمال تكفيهم وتسد حاجتهم عدا الأعمال الهامشية التي كانت بالكاد تكفى لمأكلهم ثم توزع بعض أبناء الأسرة داخل الخرطوم ، وبعض منهم لجأوا إلى الكنائس مستنجدين فصاروا بذلك تجارة رابحة لضعاف النفوس .

    وختاماً إن حادثة مدني هي السبب في تفكك هذه الأسرة المتماسكة وتشريدها بين المسيحيين والمسلمين بعد أن كانوا جسداً واحداً يصلون سوياً ويتشاركون سوياً في الصغيرة والكبيرة و رغم ذلك رفض الشيخ ان يقاضى احد ، كما رفض الادلاء باى تصريح لاى من مناديب السفارات ومنظمات حقوق الانسان الذين زاروه فى منزله و كانت تعج بهم العاصمة بل فضل ترك امره الى حكم الله وتدبيره لأنه رجل مؤمن و مسامح للجميع ، ومن ضمن الذين زاروه و كتبوا عنه البروفسور الامريكى مايكل باركر فى كتاب بعنوان نحو مجتمع مفتوح وقد قال عن الشيخ عبد الله بانه الشخص الوحيد الذى دعا المسلم الى اتباع القرآن والمسيحى الى الانجيل دون تحيز .
    يتبع























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de