بعد مجزرة الساحل السوري بحق العلويين ثم تهديد المسيحيين وتفجير الكنائس جاء الدور على الدروز في السويداء ولم تكن هناك مفاجئة مما حدث أمس أو ما سيحدث، ولكن ونحن نتقصى بصمات الحقيقة في سوريا بالأونة الأخيرة وتحديدا بعد حرق جبال اللاذقية على يد دواعش الشرع وجدنا أمر مريب جدا، فقد اكتشفنا ان هناك من يسعى بكل قوة لشراء الأراضي والعقارات بتلك المناطق المتضررة بفعل اعتداءات الدواعش المتكررة، فمن الذي يضع مثل تلك الأموال في مناطق لم يعد بها أمن أو أمان في ظل ضبابية مستقبل سوريا !!
ولم يمر وقت طويلا حتى تبين ان من يشتري تلك الأراضي والعقارات تابعون لقطر.. فلمن تشتري قطر أراضي سوريا هل لصالح اردوغان الذي يسعى لتكريس سلطته على سوريا وفرض قبضته على قصر دمشق ؟
أم ان قطر تلعب نفس دور أحد جاراتها بالخليج التي تعرض مبالغ يسيل لها اللعاب على سكان القدس لشراء منازلهم ومن ثم تسليمها لإسرائيل بعد ذلك ؟
عموما حقيقة ما يحدث في سوريا باتت واضحة للجميع في ظل الإجماع على تصفية سوريا من كافة مكوناتها وجعلها قاعدة لكافة أشكال الجهاديين والتكفيريين من كافة انحاء العالم لإعلان الحرب ليس على إسرائيل طبعا ولكن على المكون الشيعي في الشرق الاوسط، فالمخطط بات يهدف لكي تكون المنطقة ملاذ أمن لأسوأ إنتاجات MI6، الصهيونية الإسلامية والصهيونية اليهودية معا.. الإسلام السياسي بالعباءة الواسعة الإخوان وكافة مشتقاتها، ودولة الإحتلال الإسرائيلي.
وكما أيقظت بريطانيا في يوم من الأيام الأمير فيصل من نومه وهو يحلم بالإمامة على واقع الخلافة، حتى أسقط العرب الاحتلال العثماني كي يفتحوا بعدها دون ان يدروا الطريق أمام بريطانيا وفرنسا لإحتلال بلاد العرب والمسلمون ويقتسما كلاهما دول المنطقة كما يقتسم الأطفال الكعكة بكل سهولة، كذلك يتكرر المشهد اليوم بعد ان صدر الأنجليز مسميات لها تأثير السحر على العقول المتخدرة بماضي الإرهابيين الأوائل، فيصدر لنا إعلام المحتل القديم الجديد الناطق بالعربية مصطلح كـ "فاتح الشام" و "بنو أمية" قبل ان يقنعوا ولي العهد الشاب إن من دمشق الأموية ستبدأ خلافته الجديدة بالأسم الذي يحبه "السعودية العظمى"، بعد ان صنعوا دمية تناسبهم بأسم "أحمد الشرع" تحركها اليهودية الفلسطينية كلير حجاج مديرة منظمة إنتر ميديت البريطانية التي يرأسها جوناثان باول رئيس جهاز الأمن الوطني البريطاني حالياً ومسؤول الجماعات الإسلامية في جهاز المخابرات البريطانية، كما كان الظابط البريطاني "توماس إدوارد" الشهير بـ "لورانس العرب" يحرك الحجازي والنجدي في السابق، وكما كانت البريطانية "جيرترود بيل" الشهيرة بـ "ميس بيل" في العراق بنفس الحقبة، والتي عملت سويا مع توماس إدوارد في عملية استخباراتية في القاهرة أثناء الحرب العالمية الأولى، عُرفت باسم "المكتب العربي"، وكان المكتب أحد أقسام المخابرات البريطانية في القاهرة وقتها.
فعلى أي كابوس سيستيقظ العرب قريبا، هل بعد سقوط باقي الجمهوريات العربية، أم بعد فرض إسرائيل احتلالها على أراضي جديدة، أم على حرب إسلامية إسلامية على أساس طائفي ومذهبي يخوضها فريق لصالح الكيان الصهيوني ؟
فادي عيد المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة