منصور خالد من الذى قطع الخيط ؟ بقلم ناجى احمد الصديق الهادى المحامى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2020, 11:38 AM

ناجى احمدالصديق
<aناجى احمدالصديق
تاريخ التسجيل: 10-01-2017
مجموع المشاركات: 21

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منصور خالد من الذى قطع الخيط ؟ بقلم ناجى احمد الصديق الهادى المحامى

    11:38 AM April, 29 2020

    سودانيز اون لاين
    ناجى احمدالصديق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    جاء في القاموس المحيط ان كلمة رثى ورثوت فلانا ًتعنى بكيتهٌ وعدّدتَ محاسنه، وبين الرِّثاء والنّعي بونٌ واسع، إذ النّعي في القاموس هو الإنباء بخبر الموت فحسب. ومنصور يرثي أصدقائه المقرّبين، أولئك الذين أسهموا بقدر في الساحات العامة، فيرصد في رثائياته طرفاً ممّا خبر عنهم من محاسن ومساهمات، وَيُعدّ ما يكتبه إضافة تكمّل نظراته في التأريخ الاجتماعي لحركة التغيير في البلاد. والرثاء قد يبعد عن النظر الموضوعي، إذ يتناول المحاسن دون غيرها، ولكن برغم ذلك، فإن للرّصد وللتوثيق فيه مكاناً مقدراً وصادقا (جمال محمد ابراهيم الراكوبة)

    لطالما رثى منصور خالد ولطالما سال مداده ثم دمعه ثم دمه حزنا لفراق صديق او زميل او اديب او خطيب ولكنه نسى وهو فى خضم هذا البحر الهادر ان يرثى نفسه .... نعم نسيها او تناساها لانه ما علم ان لا نفسا تمتلك ملكة الرثاء غير نفسه وان لا لسان يمتلك ناصية اللغة غير لسانه ان لا قلم يمتلك فن الكتابة غير قلمه ... نسى ان النقد اللاذع فى رثاء محمود محمد طه قد مات بموته ، وان الوصف الباذخ فى رثاء الطيب صالح قد غاب بغيابه وان الدمع الهطول فى رثاء خوجلى عثمان قد توقف الى الأبد بتوقف قلبه ... نسى منصور خالد ان يرثى نفسه لان الناس سينعونه نعيا جافا بينما كان يرثى الآخرين رثاء رطبا تتقاطر الدموع من بين كلماته وتتقافز الحكمة من بين جمله وتطل الرفقة الحميمة من بين اسطره

    لم يكن منصور خالد بالنكرة بين قومه ولا فى المؤخرة بين اقرأنه ولا فى النهاية فى سباق النجابة والحصافة ... لا بل كان منصورا فى المقدمة دائما منذ كان فى عهد التلمذة الى ان ودع الحياة معتكفا فى منزله ومنكفئا على قلمه وورقه ، كان منصور خالد علما شامخا بين الاعلام ورمزا بازخا بين الرموز واديبا لامعا بين الادباء ومفكرا متمكنا بين المفكرين وسياسيا محنكا بين الساسة ..

    أتقن منصور خالد جملة من المعارف فى هذا الكون ولكنه بذ من سبقه فى ميدان الرثاء ..لم يكن رثاءه للناس تسكابا للدموع وان كانت الدموع تجرى من بين اسطره ولكنه كان تشريحا أدبيا لفسلفة الحياة وتوصيفا فنيا لوحشة الموت وتعدادا مهنيا لمآثر الناس ..



    فها هو يصفَ مِيتة صديقه السفير صلاح عثمان هاشم، وهو مُكبٌّ على كتابه فيقول ==========ى ( ان ماتَ صلاح وحيداً فما مات في وحدةِ الغربة، كما حسب بعضُ أهله وصحابه، بل مات مع جلسائه الذين اصطفى، وخير جليسٍ في الزمان كتابُ.. ويا لها من ميتة جاحظية.)

    وها هو يرثى الوزير السفير الرّاحل موسى عوض بلال قائلا:
    ((ما أكثر ما كنتُ أسعى إلي ذلك الصديق أبحث عن ما يُسلي كلما تكأكأت على الناس عساكر الهمّ في عهد الحكم الذي تشاركناه. . ذلك عهدٌ أتاح لنا أن نخالط الأبرار الأخيار، كما قضى علينا بأن نُعاشر قوماً آخرين لا يُرتجون في شِـدّة، ولا يصبرون عند كريهة، وبين أولئك كنت ورفاق آخرين، غريباً غربة أميّة بن أبي الصّلت:
    وَما غربة الإنسانِ في غير داره ولكنها في قرب من لا يُشاكِلُ)

    من الذى يستطيع ان يمسك بقلمه ويودع فيه كل هذا البهاء الباذخ لغة واسلوبا ووصفا ورسما .. من الذى تجتمع فى عقله معينات اللغة وفى قلبه موجبات الرفقة الحسنة وفى قلمه محددات الابداع فيعكف على رثاء منصور خالد بمثل ما رثى به الآخرين ...كان على منصور ان يرثى نفسه كما فعل آخرين غيره رثو أنفسهم فأبدعو لأنهم علموا ان ما قالوه لا يمكن ان يجرى على لسان غيرهم ، فكان أحق بمنصور ان يدرك بان ليس فى وسع احد ان يرثيه بما رثى به الناس تماما كما كان عليه ان يدرك ان لا بواكى له غير الطرس ولا نوائح عليه غير الاقلام ولا يتامى بعده غير المطابع ...تماما كما قال الشاعر

    تذكرت من يبكى عليا فلم أجد سوى السيف والرمح الردينى باكيا

    وأشقر محبوكا يجر عنانه الى الموت لم يترك له الموت ساقيا

    منصور خالد نفحة الدهر الماجدة شبت عن الطوق فى امدرمان ثم تماوجت لا تلوى على شئ وعطرت كل الدنيا شرقها وغربها ثم استقرت فى مركز العالم ، نعم فقد كان لمنصور عزيمة ماضية ليست كعزمات الجن فى تصاوير احمد شوقى ولكن كعزمات الإنس فى تجليات نابليون وتهويمات الحلاج .... عزمات جعلته يدرك ان لا حدود للطموح ولا نهاية للنجاح ولا قمة أبدا للمعالى

    كان سمه منصور التميز والتفرد منذ ان كان طالبا يتلقى العلم الى ان وصل الى هرم موظفى الامم المتحدة ... كان متفردا وهو يعمل سكرتيرا لرئيس وزراء السودان فى ربيع عمره وكان متفرادا وهو ينال الاستسفار والاستوزار فى منتصف عمره وكان وكان متفردا وهو يجلس على قمة هرم موظفى المنظمة الدولية وبين تلك المراحل قصص فلاح لا تنتهى وحروف نجاح لا تنمحي .....كان منصور خالد مفكرا خبرته مدارج التعلم فى امريك وفرنسا وخطيبا فهمته منابر التحدث فى اليونسكو .. واديبا تسابقت اليه محافل الأدب فى مشارق الأرض ومغاربها كان خبيرا بإسرار الثقافة طارفها وتليدها وكان عليما بأنماط الفكر قديمه وحديثه

    كان منصور خالد كاتبا مجيدا .. عرفته الصحف وخبرته الكتب وهشت لإطلاله الدوريات والمجلات وتسابقت للقائه الإذاعات ... كان كاتبا سلس الأسلوب بازخ العبارة له بصمة فى الكتابة ليس لها رديف وله رصانة فى التعبير ليس لها شبيه وله دقة فى التوثيق ليس لها مثيل .. كان غزير الإنتاج ما اكتفى بجمع مقالات وما قنع بطباعة الأبحاث إنما ألف كتب كبار ... كبارا فى أفكارها وفى علمها وفى ثقافتها

    فلا نظير لطموحات الحرب وأهوال السلام ولا شبيه لجنوب السودان فى المخيلة العربية ولا مثيل لتكاثر الزعازع وقلة الأوتاد لانها عناوين متفردة كتفرده ومتميزة كتميزه وبهية كبهائه رفد بها المكتبة وأدهش بها الناس وأصبحت ارقاما ضخام على صفحات الفكر وبين مرتادى الثقافة

    من الذى قطع الخيط يا منصور حتى تموت فى بيتك منعزلا ؟ من الذى قطع الخيط بينك وبين الساسة فى السودان فرحلت فى صمت كما عشت حياتك كلها . ,

    فسلام عليك فى سجل الخالدين يا منصورابد الدهر


    41272431_1111386272370906_3442225685685338112_n.jpg























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de