غايتو، لو كان المتكلم أحمق فربما المستمع مجنون. محاولات محمومة لصناعة بطولة وهمية لحمدوك كما صنعها قوش في يوم واحد منتصف عام ٢٠١٨، بدعاية اليوم الواحد. الإشكالية ان الناس زمان لم يكونوا يعرفون شيئاً عن حمدوك. فهو شخصية كالنبتة الظلية..لا حس ولا خبر ولا تتحمل الشمس. لكنهم الآن باتوا يعرفون ان حمدوك، لهث لهاثا شديداً وراء حميدتي ليكون حميدتي رئيس اللجنة الاقتصادية. ولهث وراء الخواجات، بلا فائدة تذكر. ونقدر له كمواطنين هذه الجهود، لكن هذا لم يكن المامول فيه. حمدوك، كان قد تحدث اول يوم له في لقاء تلفزيوني عن الاقتصاد السوداني، فقال كلاما، فهمت منه أن حمدوك إما لا علاقة له بالاقتصاد أو أنه يخاطب الشعب بخطاب عاطفي يناسب سذاجتهم. لذلك تمت محاولات أخرى متلاحقة لتحسين صورته وإبقائه كايقونة تمثل الحكم المدني، فطارت دعايتهم بكلمة براغماتي وكأنما هي كلمة لم ينطقها غيره. الكلمة التي يعرفها كل من استطاع فك الخط، بل حيث تمتلئ بها الكتب والمجلات والصحف، بل وكان الصادق المهدي يبهر جهلاء الشعب بكلمات غير معروفة وليس ككلمة براغماتية المعروفة. ومن قبيل الدعايات الساذجة لهذه الجهات الغريبة التي تتعامل مع الشعب كمجموعة من الأميين اختلاقهم لمسرحية غريبة عن محاولة اغتياله، ونزل منشور مذيل باسم زوجته تبكي على زوجها الذي اساسا لم يخرج من منزله بل كان معها. ثم حاولوا وضع مساحيق تجميل أخرى، مثل أن حمدوك أعاد العلاقات الدولية، وهذا مدهش طبعا، لأن اول زيارات الوفود الأوروبية كانت لحميدتي اول ايام حكم العسكر، ثم للبرهان، وأخيرا لحمدوك. وأنا شخصيا كنت مندهشا من أن وفود المانيا وامريكا وبريطانيا كانت لحميدتي، وبررت ذلك بأن حميدتي هو من يحمي حدودهم من الهجرة غير الشرعية. المهم كانوا كل مرة يختلقون حجة لتبرير نوم حمدوك في العسل، وآخرها حديثهم عن أمريكا اعتبرته احد اكثر خمسين شخصية مؤثرة في العالم. وأعتقد ان ذلك قد يكون صحيحاً، فحمدوك مؤثر سلبي على الشعوب التي كانت تتوق للحرية، فحمدوك حقق أكبر انجاز له وهو أنه لم يفعل شيئاً، لا على المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا الأمني. الحقيقة أن المهمة الوحيدة التي جيئ به لتنفيذها وهي تحسين الوضع الاقتصادي، تركها لحميدتي. وحتى مسألة اسرائيل طنشته اسرائيل، ثم الآن يدبجون بيانات اعتقد ان من كتبها هو الشيخ الخضر الذي يحاصر حمدوك حصاراً شديداً حتى لا يقابل اي شخص بدون معرفته-أي الشيخ-. لذلك لا أعرف من قال بأن لحمدوك سلطة الاعتراض على قرار من مجلس السيادة (الذي عين حمدوك). فهذا عمل مجلس السيدة وليس حمدوك. فوفقا للقانون، لا يملك حمدوك اي سلطة للاعتراض على قرار يصدر من رئيس مجلس السيادة. مع ذلك نحسبها له نجاح ما. كيف لا اعرف، فلقد اقتنعت بمنشورات جداد الشيوعيين التي حولت حمدوك لبطل لأنه اخيرا نطق، وبعد أن نطق نطق بما لا يدخل في اختصاصاته ولا صلاحياته، فالمبدأ القانوني أن الأدنى لا يملك حق تحديد صلاحيات الأعلى) وإلا كان على حمدوك أن يلغي مجلس السيادة ويعين مجلس سيادة جديد. وليس العكس. المهم، وبغض النظر عن المسرحية الراهنة، وهي استمرار لمسرحيات الشيوعيين، التي تشبه كثيراً مسرحيات القذافي. بغض النظر عن ذلك كله. فلنسأل انفسنا السؤال التالي: هل يمكن لقرار يصدر من رئيس مجلس ااسيادة بتاريخ ورقم تسجيل، أن يصدر بدون موافقة من وردت اسماؤهم فيه؟؟؟ طبعا لا.. والسؤال: هل وافق حمدوك بدون ان يقرأ ما وافق عليه ام انه كما يفعل ذلك وافق (غميضي)؟ أم أنه قرأ ولم يفهم ما قرأه إلا متأخرا (كزين العابدين بن علي). أم انه يوافق ثم ينتظر رد فعل الناس فيتحرك على أساسه لإخماد غيظهم المستمر من عدم فعله شيئاً. فواقعياً، ترك حمدوك للعسكر فعل كل شيء. بل حتى وزراءه الذين عينهم يحصلون على مرتبات ضخمة دون ان يفعلوا اي شيء على أرض الواقع. وكأنما هم خشب مسندة؟ حتى الآن لم يساهم حمدوك بأي شيء في ما حدث وسيحدث، فحتى اتفاقية جوبا لم يلعب فيها أي دور يسطر به اسمه. بل ولم يقدم اي مشروعات سياسية أو اقتصادية أو أمنية.. وهو قابل وراضي بتحويله لشعار على فشل الحكم المدني (إذا افترضنا أن هناك حكم مدني بالفعل). لم اعد أفهم ماذا يريده حمدوك بالتحديد.. أنا حائر حقاُ.. إنه يترك كل الملفات للآخرين. ثم يستيقظ ويرفع اصبعه ويقول: "objection" ثم يغمض عينيه ويعود للنوم من جديد. طالب حمدوك قحط بتقديم برنامج ليطبقه لهم..وهذه قصة مضحكة، اضحكت الجميع. لكن حمدوك لا يضحك إلا عندما يقابل خواجة بأذن حمراء. وجداد الشيوعيين يريد الإبقاء على صورة حمدوك حية تحت الأضواء كلما نسيها الناس. ولا أعرف لماذا؟ لقد ورد إلى خاطري أن العسكر لا يرغبون في تغيير حمدوك، حتى لا يقال أنهم سيطروا على الحكم. فوجود حمدوك يخدمهم. فهم يريدون جثة باسم المدنيين. لذلك لا استبعد أن الدول التي ترغب في توطيد حكم العسكر ستحاول دوماً تفجير بالونة فسفورية فوق رأس حمدوك لتضيء ملامحه كلما غمره الظلام والصمت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست