يحرثون في الهواء لسنوات وسنوات دون ذلك التفكير والتدبير ،، ويزرعون في الهواء دون ذلك التفكير والتدبير ،، ثم يقطفون ثمار الحصاد حنظلاً وعلقماً في نهاية المطاف !،، هؤلاء طوال حياتهم يمتطون أفراس الأوهام ،، ويركضون خلف السراب والضباب ،، وفي الختام يكتشفون أن أقدامهم لم تتقدم خطوةً نحو الأمام ،، والمضحك في الأمر أنهم يجهلون تلك الحقيقة ،، ولكن الأذكياء من الناس يعرفون تلك الحقيقة جيداً ،، وهذا الكلام هنــا فقط للأذكياء أولي النهى والألباب ،، والذكاء جدل يمثل ذلك ( الكنز المفقود ) لدى الكثير من الناس ،، وهو ذلك ( الذكاء ) الذي يمثل سلاح العصر والأيام !.. يعيشون لسنوات وسنوات في أتــون ( التوجسات ) ،، و( التوجس ) داء يؤرق تلك النفوس التي تفتقد مؤهلات التفكير والتدبير والذكاء ،، وتلك الحقائق في أرض الواقع تقول أن البعض من أصحاب ( العقول الذكية ) لا يجتهد كثيراً ليربح ويكسب تلك المعارك ،، ورغم ذلك له دائماً ذلك ( القدح المعلى ) في كافة الأوقات وفي كافة المجالات ،، وهؤلاء ينومون نوم العافية والصحة طوال الحياة دون تلك ( التوجسات ) !.. أما الآخرون من الناس فمهما يكابدون ويجتهدون ويكسبون تلك الأرضيات لا يحسون إطلاقاً بتلك السعادة المرغوبة .. وذلك لأنهم مصابون بداء ( التوجس ) ،، ومهما يكسبون ويربحون يرون أن الآخرين في مقامات أفضل من مقاماتهم ألف مرة ومرة ،، والمصاب بداء ( التوجس ) لا يستطيع النوم هانئاً مطمئناً حتى ولو كان عائشاً في أتون الفراديس !.. وتلك التجارب لما يشارف القرن من الزمان قد أثبتت بأن البعض من هؤلاء الناس يشتكي من أوهام النقص طوال الحياة منذ لحظة المولد وحتى لحظة الممات ،، وهو ذلك البعض الذي لا يملك تلك ( المهارات العقلية والذكاء ) ولا يستطيع النوم دون ذلك الأرق والسهاد .. وكذلك فإن التجارب قد أثبتت بأن هؤلاء لا يملكون في الحياة إلا تلك ( العضلات ) سلاحاً في مقارعة الآخرين !.. ورغم أنهم يستخدمون تلك ( العضلات الواهية ) فدائماً وأبداً يشتكون من قلة المكتسبات !.. وكل ذلك بأسباب تلك ( التوجسات ) ،، والعلة الأساسية تكمن أولاً وأخيراً في تلك ( العضلات ) التي يستخدمونها كسلاح في مقارعة الآخرين ،، والآخرون دائماً وأبداً يعتمدون على ذلك ( العقل والذكاء ) سلاحاً ثم يتواجدون دوماً في المقدمة ،، ولا يشتكون إطلاقاً من تلك ( الهواجس ) الفارغة .
ومن سخرية الأحوال في هذا العصر أن البعض من هؤلاء يجتهد ثم يدعي الذكاء مقلداً للآخرين دون أن يمتلك ( مؤهلات الذكاء ) بالفطرة ،، فهو يدعي بأنه يملك تلك المقدرات لبيع الآخرين في ساحات الأسواق ،، ويجهل كثيراً بأن هؤلاء الآخرين أصحاب ( العقول والذكاء ) في مقدورهم أن يبيعوا أمثالهم في الطريق قبل الوصول لساحات الأسواق !!.. فشتان شتان بين عباقرة يقاتلون بالعقول سلاحاً وبين جهلاء يقاتلون بالعضلات ،، ومن تلك النكات التي تتداول بين الأذكياء من الناس يقال : ( المصارع صاحب العضلات المفتولة قد يبكي بتهديدات ذلك المصروع تحته !! ) .. وذلك لأنه لا يثق في مقدرات الذات ومصاب بداء ( التوجس ) .. وعلماء النفس يقولون : معيار الهزيمة أو الانتصار يتمثل في مقدرات العقل والذكاء ،، ولا يتمثل إطلاقاُ في مقدرات الجسم والعضلات ،، وتلك البغال قد تملك العضلات والقوة ولكنها مع الأسف الشديد لا تملك الحيلة عندما تتورط في الأوحال ،، ولا يفيدها إلا صاحب عقل وذكاء لينقذوها من تلك الأوحال ،، وهؤلاء كانوا لثلاثين عاماً يستخدمون سلاح ( العضلات ) في مقارعة الطغاة بالبلاد ثم لم يتمكنوا من التخلص ،، حتى هب أهل ( العقول والذكاء ) ثم في أيام قليلة تمكنوا من اقتلاع تلك القلاع من جذورها !! .. والعالم قد شاهد كيف أن هؤلاء الأذكياء من أبناء الشعب السوداني قد تمكنوا من تحقيق تلك الغاية التي عجز عنها هؤلاء الآخرين ( أصحاب العضلات ) لثلاثين عاماً ،، وهذا الكلام هنا فقط حتى يفهم هؤلاء أصحاب ( العضلات ) بأن سلاح العصر هو ( سلاح العقل والذكاء ) وليس سلاح العضلات .. وقد جاء الوقت على هؤلاء ليضعوا سلاح ( العضلات ) جانباً ،، وهو ذلك السلاح الغير مجدي والغير مفيد إطلاقاً وأن يقاتلوا بأسلحة العقول قبل أسلحة العضلات !،، ولكن مع الأسف الشديد فإن مثل تلك النصيحة الغالية تمثل ألغازاً وطلاسماً في عرف هؤلاء الناس .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست