لقد مارست حكومة الإنقاذ تقية إنتقامها السياسي ضد أهل شرق السودان عموما ومزارعي منطقة هوشيري بصفة خاصة وذلك حين عملت على مصادرة أخصب أراضيهم الزراعية بمنطقة هوشيري جنوب مدينة بورتسودان، وذلك بغرض بناء ميناء بشائر لتصدير خام النفط السوداني عليها ، ومن ثم لم تقم بتعويضهم اللاحق عليها أبدا، ولا الإعتراف بمشاكلهم كمواطنين سودانيين سببت لهم بسياساتها الفاسدة العنصرية الإفقار الإقتصادي في عملية إنتقام سياسي حاقدة ومنظمة لانرى فصول تطبيقها العملية إلا في إسرائيل ضد أهل فلسطين الصابرون تباعا على ظلم العالم ووحشية الاحتلال ، وتركتهم رغم كل ماقاموا به من شكاوى في إطار المعروف، وبكل ما يتوافق أيضا مع أخلاقيات شعب السودان، ومع روح نصوص القانون الوطني تحت رحمة المعاناة اليومية بعدما فقدوا مصدر رزقهم الوحيدة الأرض الزراعية التي كانوا يقيمون عليها ومن انتاجهم الموسمي منها يعتاشون بكرامة، وكأن أهالي منطقة هوشيري وافدون أقاموا بهذه الأرض من جغرافية السودان وليسوا من أهل البلد، وكأنهم كانوا يعتاشون في حياتهم على مكارم وزير الطاقة آنذاك د.عوض احمد الجاز وجماعة حكم الاخوان المسلمين ومن هم على شاكلتهم الفكرية والعنصرية المقيتة واللادينية، والأغرب من كل ذلك أن تجد حتى الوافد يعيش في هذه البلاد بكرامة لايجدها في الغالب مواطن البلاد واقعيا، وفوق كل هذا يتملك ويعمل بكل أريحية الحركة والفعل والتجنيس أيضا ليس بالأسس التي تخدم البلاد بل على هوى الحكام وميولهم السياسية ، وقد فعلت الإنقاذ كل هذا الإجرام اللا إنساني بإصرار عجيب من وزير الطاقة في عهد البشير د. عوض احمد الجاز على ظلم مزارعي منطقة هوشيري بمشاركة ومباركة كل كهنة الجماعة وأحبار حكمها الماسوني الجائر إبتداء من شخص الرئيس المخلوع إلى مسئولي حكم الفساد والإفساد بإسم الله ومعاداة المواطن على جريرة إحترام المواطن لسلطة البلاد السياسية التي يرى فيها عن إمتثال العقلانية تجسيد السيادة، لقد تم كل هذا بمنهجية الإذلال الإقتصادي لمزارعي المنطقة لأسباب سياسية باتت معروفة هي لأن أهل الشرق في غالبيتهم كانوا تابعين لحزب الإتحاد الديمقراطي المقبور هو الأخر سياسيا، رغم إن شباب الشرق خرجوا على هذه العباءة الطائفية السياسية التي باتت مهترئة هي الأخرى أخلاقيا منذ زمن طويل نسبيا، ولم يؤمنوا به إلا في إطار قلة من كبار السن المشرفون على الإنقراض، لقد تركوا تمام فرية الإخلاص بالولاء للسادة المراغنة السياسيين المدعون لشجرة نسب تم إستغلاله هو الآخر سياسيا كما قامت الإنقاذ بإستغلال جوهر الدين الإسلامي وسماحة شريعته العادلة في خداع الناس ، ونحن في منطقة هوشيري لن نسكت أبداً في المطالبة عن هذه الحقوق بعيدا عن كل المسميات الحزبية ذات الواجهات القبلية المعروفة بالشخصنة، ونطالب الحكومة الجديدة بمراعاة ملف مزارعي منطقة هوشيري وبالتالي إنصافهم عملا بتغيير مسار ظلم الآخر الممارس منذ الإستقلال في هذه البلاد الى العدل في الرعية إحتراما لمفهوم المواطنة الذي حورب في عهد الإنقاذ الإجرامي، والمطالب هي التعويض المادي العادل للأراضي الزراعية المنزوعة وفق قانون جمهورية السودان لنزع الأراضي للصالح العام، وبأثر رجعي تتم فيه مراعاة ماحاق بهؤلاء المزارعين من ظلم وذلك منذ تأريخ نزعها الفعلي وتسويرها، مع رفد المنطقة بالخدمات الضرورية كالماء والكهرباء، بجانب توظيف بعض الخريجين من أبناء هذه المنطقة في وظائف الميناء دون الإستيعاب الخجول رفعا للحرج للبعض منهم في العمالة اليومية المؤقتة وعلى علاتها بإختصار لأننا لسنا وافدون كما إننا لسنا رعايا ومواطنين بالأصالة عن قدم التأريخ إلا لجمهورية السودان وذلك حتى قبل تشكيلها السياسي كدولة حديثة، وسنظل نطرق على الحجر حتى يلين مادامت مظالمنا مستمرة ولا يضيع حق ورائه مطالب ، وتبقى الحقيقة المرة التي أدركناها أخيرا وبالصورة التي لايشوبها أدنى شك هي بأن شرق السودان ككل يعيش سياسة الغدر السياسي والإقتصادي والإجتماعي وهو منطقيا في حكم المحتل وليس إلا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد هيس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست