كدت أتوقف عن سماع أخبار التاسعة مساء ، خصوصا بعد توقف ماكان ياتى بعدها من مبهجات لجنة التفكيك ! فشكرا لأخبار الأقاليم بعد مدنية ولاتها التى أعادتنى الى الأستماع ،بل والأستمتاع بها . وكنت فى آخر مقالاتى قد طلبت من الدكتور حمدوك أن ينظر الى ما يفعله الولاة الجدد ، وانا أعلم انه لن يستنكف الأخذ منهم بل ومن جماهير الشعب عامة ، برغم انه لم يفعل حتى الان مع وعوده بأن يفعل وآخرها بعد مواكب يونيو 2020 ! ولتأكيد العنوان ، نأتيكم اولا ببعض أخبار المركز الأخيرة : اقرار الميزانية المعدلة وهى تحمل الغاء الدعم عن سلع رئيسة وترفع السعر الرسمى للدولار بوعد الوصول الى سعر موحد خلال سنتين . وبعد الأعلان عن هذه القرارات مباشرة ارتفع سعر الدولار الأسود بفارق خمس جنيهات عن اليوم السابق . ولاأدرى كيف توقعت الميزانية المعدلة بواسطة اقتصاديين كبار ان تتوقع غير ذلك والقرارات السابقة للحكومة تبعد حصيلة العملات الصعبة من ايدى الحكومة وهى ليس لديها مصدر آخر غير الذهب الذى لايزال يهرب تحت عين لجنة الطوارئ الأقتصادية العليا التى احتجت على الأمر ! قبل يومين ، رئيس الوزراء يتلقى محادثة من وزير الخارجية الأمريكى يبلغه بقرب ازالة اسم السودان من لائحة الارهاب .ث اليوم، امريكا تزيل القيود عن تعاملات الأمريكيين المالية مع السودان . وكذلك امريكا تقول بأن أسم السودان لايزال على لائحة الأرهاب. وقبلها بيوم أمريكا تحذر رعاياها من السفر للسودان ! ورد الفعل السودانى لكل هذا العبث هو احتجاج وزير الخارجية المكلف ، فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ! توقف شركة ويتا عن الأنتاج لعدم القمح ! اين الأنتاج المحلى غير المسبوق وماجاء عن طريق برنامج الطعام الأممى ! وفوق ذلك أين الرد على الأشاعة المدونة باسم شخص معروف عن عدم قبول مكتب رئيس الوزراء لمشروع زراعة مليونى فدان بالقمح لعدم توفر الأراضى ! العاملون بالضرائب يطالبون بأقالة الأمين العام فى وقفة احتجاجية . وهنا يبرز سؤال : هل هو نفس الشخص الذى لم يأخذ مليما واحدا من ضرائب فندق كورنثيا الذى فصل اربعين موظفا سودانيا وفي سبيله لفصل خمسين آخرين لأحلال اجانب مكانهم ! توقع قرارات هامة من اجتماع اللجنة العليا للطوارئ الأقتصادية ، هكذا بشرتنا مذيعة التاسعة ، ثم نقلتنا الى مراسل التلفزيون بقاعة اجتماعات اللجنة ، الذى طلب العودة اليه بعد انتهاء الأجتماع الهام ليطلعنا على القرارات . وانتظرنا بتلهف عسى ان تكون بصدد توفير السلع الرئيسة وانخفاض اسعارها ..الخ فماذا كانت النتيجة ؟ تكوين عدد من لجان التحقيق فى اغلب المسائل وعلى راسها ما أثاره رئيسها فى حديثه الشهير عن صادر الهدى الذى أعيد من السعودية وفقد جزء كبير منه فى طريق العودة ! لكن اللواء ادريس وجه خطابا لرئيس الوزراء ، الذى هو نائب رئيس اللجنة المذكورة ، يتهم فيه صراحة ربان السفن الناقلة التابعة لبلد جار بأنه يعمد الى قفل التكييف عن الخراف وقد فعل ذلك كذلك ، حسب نفس المصدر ، مع شحنتين من البصل والفول السودانى . وزادنا المصدر من الشعر بيتا بأن مفتشى استقبال هذه السلع ، وهم من نفس البلد صاحب سفن الشحن ،يقومون بواجب الأرجاع ! هناك المزيد من الآخبار المركزيةالمحبطة جدا ، غير ان هذه النماذج تكفى ليس فقط للأحباط ، ولكن ايضا لتأكيد ماذهبنا اليه فى مقال سابق من اعانتها للثورة المضادة بأكثر من افعالها الذاتية المكشوفة للشعب الواعى . فاذا انتقلنا الى الطرف المبهج فى الولايات ، فاننا نجد النماذج التالية : ادكتورة أمنه والى النيل بدأت البداية بديهية الصحة بعزل جماعة النظام النقاذى من المواقع المهمة . وبالرغم من رد فعل الوالى السابق الذى ازال الحراسات عن مواقع هامة مما أدى الى سرقة الملايين من احدى خزائن الولاية ، الا انها بالأمس اتخذت قرارات أكثر ثورية لحل مشكلة المياه فى ولاية "النيل " ! فقدبدأت البداية الصحيحة باعادة الهيكلة فى ادارة المياه ، حيث لاحظت ان عدد الأداريين يفوق عدد الفنيين وانه حتى هذا العدد القليل من الفنيين لايجد مايفعله لعدم وجود الحفارات ، فتصور ! اما البروفسير ، والى الشمالية ،فبعد تفقدها شخصيا للمواقع التى تاثرت بالسيول ذهبت الى اقصى شمال الولاية لتستجيب لمطالب المعتصمين فى مسألة العلاقة مع مشروع امطار الأماراتى والقصة العجيبة للمصنع الذى رحل بليل الى مصر واعدة بارجاعه ! وفى الجزيرة ، يركز واليها على العلاقة مع المشروع مؤكدا على العلاقة الوثيقة بين نجاح الولاية ونجاح المشروع . وفى هذا يعتمد على علاقة ضرورية بينهما وجماهير المزارعين وفصائل القوى الثورية الاخرى بالولاية من لجان مقاومة وحرية وتغيير ..الخ . والى شمال كردفان ،يبدأ ايضا بنظافة الموقع من بقايا النظام السابق ومن أولويات هذه النهج اجتماعه بلجنة ازالة التمكين والآهتمام بالربط بين اعمال الأدارة الحكومية والفصائل المساندة من قوى الثورة . وينطبق الأمر ايضا على ولاة دارفور والنيل الأبيض، كنماذج للبدايات الصحيحة ، التى لابد أن تقود الى نتائج صحيحة . ونعود الى المركز فى الختام فقط للتذكير بما ظللنا نردده من انه لكى يقوم بدوره كحكومة ثورة فليس امامه غير الآرتباط بعناصرها من قوى لجان مقاومة وحرية وتغيير . هذا الى جانب النظر الى الحلول فى الداخل ومااكثرها وصرف النظر عن الخارج وقد اثبتت التجارب العملية للحكومة الأنتقالية ذاتها عدم جدواها . امريكا لاتريد حل للقضايا الاقتصادية للسودان الا بها وليس أدل على ذلك من تسرب الشركات الأمريكية الى بعض الأعمال فى مجال الكهرباء والقرار بسماح تعامل الامريكيين ماليا مع السودان مع بقائه فى القائمة .. الخ وباقى المجتمع الدولى والاقليمى كذلك بخططه . والى السيد رئيس الوزراء : الملايين يطالبون بأستكمال مهام الثورة وعلى رأسها اكمال المدنيه ولتفكيك ، فتوكل وهم وراءك والأمم المتحدة تسندك !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست