لم يكن في تاريخ هذه الكرة الأرضية دولة مستقلة قدمت لدولة اخري اكثر مما قدمتها السودان لمصر ولكن حكمة الله بالغة ان اطماع الدول لا حدود لها وفي المقابل لم يحدث علي الإطلاق دولة مستقلة تتحمل الأذي طوعا من دولة اخري اكثر مما تقدمه مصر للسودان. مصر الدولة التي عملت علي تقويض التطور الديموقراطي في السودان بتآمرها المستمر مع الضباط المغامرين وفرضت سلطة الأقلية الإثنية في البلاد واستمرت في توفير الحماية لها مقابل الابتزاز . لدرجة اجبار السودانين لاستهلاك ثقافاتها . وتطويع نظام التعليم السوداني الذي هو الارقي الي المقاييس المصرية . ومن ناحية اخري استفادت مصر من الحروب الدائرة في الدولة السودانية بسبب سيطرة الاقلية في السلطة ،التي شغلت السودان عن البناء والتطور والاستفادة من مواردها وأراضيها الزراعية .لتجعل السودان سوقًا لمنتجاتها الصناعية والزراعية الرديئة .هذا فضلًا من ان هذه الحروب كانت كافية لصرف السودان عن المشروعات الزراعية حتي لا تستهلك مياه النيل حتي في حدود النسبة المقررة لها علي قلتها. وكل ذلك مقابل بقاء الاقلية في السلطة ودفع فاتورة الاستنصار بمصر من القرن الماضي ضد الخليفة التعايشي والان وصلوا مرحلة اليأس . نعم ليس لطمع الدول حدود سوي الردع بالقوة وافقت عملائها في السودان اغراق أراضي السودانية بمساحة تساوي دولة الكويت فضلا الخسائر المعروفة بسبب اغراق المدينة بكاملها ومزارع النخل بعدد تجاوزت المليوني .وغطت المياه اكبر منطقة اثرية في الكرة الأرضية لتختفي تحتها اقدم الحضارات ومدنا اثرية بحالها وتتمسح عصورا بحالها من التاريخ البشرية شاهدا علي قيام أعظم الدول في العالم القديم ،ومعالم الرسل والأنبياء. لتنفرد مصر بما تبقت من امتداد تلك الحضارات وتجعلها مصرية فقط بكسر الأنوف الفطس وإعادة ترميمها لتحقق وهم بعدها من الحضارة الأفريقية، . هذا الي جانب الفيضانات التي تجتاح البلاد وتدمر كل مدن الشاطئ بما فيها العاصمة كل عام بسبب السد العالي .وتحدث الخسائر بالملايين الدولارات كل عام والي الأبد. وكل هذه الأضرار ظلت السودان تتحملها بلا مقابل . ان تخزين المياه كان من ضمن اغراضه توليد الكهرباء الذي فاضت عن حاجة مصر وتعرضها للبيع لدول الجوار مع ذلك لم يفكروا يوما حتي انارة لمبة واحدة في الميناء البري الذي يمر منها كل منتوجاتهم الردئية والمسرطنة، ولو انارت مصر مدن الشمال بسعر تفضيلي لم تحتاج السودان الي دعم قيام السد لحاجتها الي الكهرباء. ولم تكتف مصر بذلك بل احتلت أراضي سودانية التي تساوي مساحة أربعة دول عربية.والغريب مازالت تعشم اكثر من السودان الي درجة التي أخجلت حتي عملائها وقالوا لا كفاية ،وهم منكسري الرأس لانهم ليس في استطاعتهم تقديم اكثر من ذلك لدولة التي يسمونها الأخت بلادي الكبري ولكن هي نفسها اختارت ان تكون دولة العدو ، ولذلك رفضوا قبول الأوامر التي تصدر بالفاكس من الخارجية المصرية كل صباح ليوضح لهم ماذا ينبغي عليهم فعلها. فمصر الدولة الوحيدة في هذه الكرة الأرضية تنشأ كلية خاصة لدراسة دولة اخري علنا هي معهد الدراسات السودانية ،الذي يخرج طلاب سنويا وينالون شهادة تخصص السودان وهم كلهم عملاء يحملون حقائبهم الي السودان لم يحتاجوا اكثر من الفترة الكافية لتعليم اللهجة السودانية ويشغلون ارفع المناصب في الدولة منها المخابرات ويعملون داخل القصور والسفارات وهم في إعداد اهل السودان ولم يلقوا فيها اكثر من عام يصفون اهله بالأجانب ينتظمون في حزب الاتحادي ، ويمارسون العمالة الغنية مع ان هذا المعهد احق بالمصريين الذين لا يعرفون حتي اين تقع مدينة أسوان من بين دول العالم . ولم يفطنوا لقبح هذا الفعل الا بعد ست عقود ليغيروا الاسم الي معهد الدراسات الافريقية ولكن ظل الجوهر كما هو . وهو معني منسوبي الحكومة المصرية يقولون علنا انهم يعرفون السودان اكثر من السودانين انفسهم .نعم لديهم عملاء احزاب بحالها ومنهم رؤساء حكموا السودان امثال جعفر نميري الذي طلب من السودانين ان يعلنوا الحداد علي مقتل سادات أربعين بينما المصريون انفسهم اكتفوا بحداد ثلاث أيام، وقال احد الظرفاء وقتئذ لم يبق لنميري الا ان يقول لنا اكملوا ايام العدة ، نعم المصريون يعلمون حتي السطور المكتوبة في الادارج داخل القصر الجمهوري هذا صحيح ولكن اكثر شعوب الدنيا بعدًا عن معرفة الشعب السوداني ولو كانوا يعرفون حقيقة الشعب السوداني لتم تحقيق حلم دولة وادي النيل ،ولكن اعتادوا ان يسمعوا صوتًا واحدًا بذات الرنين ولم يصحوا الا في نيفاشا.لان السودانين وبل الاتحادين انفسهم لا يمكن ان ينسوا كيف مات الزعيم اسماعيل الأزهري الذي ارسي دعائم الحزب الاتحادي وفرض العروبة علي السودان ليحرجهم باحتلال الحلايب بينما يسعون ضم كل السودان الي مصر .ولا احد يعلم عبقرية السلطة المصرية التي تتعمد الي إساءة العلاقة وتريد تأخذ من السودان بالقوة في إمكانها ان تاخذ اكبر منها بحكم الاخاء بين الشعبين لا شئ يمكن وصفها غير الاخاء الصادق. والموقف الأغرب جاء من الدول العربية من جامعتهم كما لو ان لم يكن من بينهم شخصا رشيدا كيف يقدمون علي ادانة السودان بسبب عدم وقوفها مع مصر ناهيك حتي من الاعتقاد ان مصالحهم تمكن الوقوف بجانب إثيوبيا. كيف تطلب الجامعة مساندة السودان مصر وهي الدولة التي تحتل أراضي سودانية تساوي مساحة تقترب من اردن وفلسطين معًا . مع ان فلسطين وحدها أزعجت الدول العربية العالم كلها . والجامعة نفسها قاطعت مصر سنينا بسبب كامب ديفيد .هل مصر هي التي تستحق ادانة الجامعة لاحتلالها الاراضي السودانية وترفض حتي الحوار بشأنها ام السودان التي لم تكن حتي الدولة التي تبني السد علي ارضها ؟ اعتقد جازمًا ان الجامعة العربية اذا لم تتراجع عن هذه الادانة سوف تخسر السودان وخاصة ان السودانيون انفسهم لم يكونوا متحمسين لهذه الجامعة وبل يرونها مصدر كثير من متاعبهم وأسباب تخلفهم. اما اننا نقف مع مصر في الحرب المحتملة ضد اثيوبيا اعتقد ذلك عمل في حكم المستحيل ليس لان اثيوبيا اكثر صداقة ولكن مصر اكثر عداءا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست