ما لم يقله التعايشي في خطابه الأول، ونتوقعه في خطابه الثاني كتبه خالد كودي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-15-2025, 08:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2025, 04:52 AM

خالد كودي
<aخالد كودي
تاريخ التسجيل: 01-01-2022
مجموع المشاركات: 157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما لم يقله التعايشي في خطابه الأول، ونتوقعه في خطابه الثاني كتبه خالد كودي

    04:52 AM September, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد كودي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    1/8/2025 ، بوسطن

    استمعتُ بعناية إلى الخطاب الأول للأستاذ محمد حسن التعايشي، رئيس الوزراء المعيَّن من قبل تحالف "تأسيس" لقيادة هذه المرحلة التاريخية الدقيقة من مسيرة السودان في نيالا. وعلى الرغم من النبرة الوطنية والتزامه بشعارات عامة تتعلق بالسلام والأمن ومحاربة الفساد، إلا أن الخطاب – بكل صراحة – جاء قاصرًا ومحبطًا، وافتقر إلى الجرأة التي تتطلبها اللحظة، ولم يكن في مستوى الرؤية التأسيسية التي قدّم السودانيون من أجلها التضحيات الجسيمة، منذ عقود.

    أول خطاب… بلا إعلان للدولة:
    في الدول الديمقراطية الثورية، تُعد الخُطب الأولى لرؤساء الحكومات لحظات مفصلية لتأكيد طبيعة الدولة التي يلتزمون بقيادتها. فهي ليست مجرد رسائل طمأنة، بل إعلانات سيادية تتضمن تعهدات صريحة تجاه طبيعة الحكم والمرجعيات الدستورية. ولهذا السبب، فإن غياب الإعلان الصريح والواضح عن هوية الدولة – كدولة علمانية، ديمقراطية، لا مركزية – في خطاب رئيس وزراء تحالف تأسيس، يُعد ثغرة خطيرة، ويفتح الباب للتأويل، والتشويش، بل وربما الارتداد.

    كان المنتظر من الأستاذ التعايشي أن يعلن في أولى كلماته إلى الشعب أن الدولة التي سيقود حكومتها، وفقًا لنصوص ميثاق تأسيس والدستور الانتقالي 2025، هي دولة جديدة بالكامل، تقوم على فصل الدين عن الدولة، وعلى الديمقراطية التعددية، واللامركزية السياسية والاقتصادية، باعتبارها المبادئ التي تم التوافق عليها كركائز لا تقبل التفاوض أو الالتفاف. فهذه المبادئ ليست شعارات، بل أسس تأسيسية فوق دستورية، من دونها لا يكتمل مشروع السودان الجديد.

    لماذا الإعلان الصريح مهم في أول خطاب؟
    يقول الفيلسوف السياسي حنه آرندت:
    ""السلطة السياسية تُولد حين يجتمع الناس على رؤية، لكنها تموت حين يُخدع الناس بشأنها.
    وهذا تمامًا ما حصل كثيرًا في تاريخ السودان، حين أخفى الساسة نواياهم، وموّهوا على الجماهير، ثم ارتدّوا على المبادئ بمجرد أن أمسكوا بالسلطة. السودانيون اليوم، وخصوصًا جماهير السودان الجديد، ليسوا جماهير 1964 أو 1985 أو حتى 2019. الذين قد يكون الأستاذ التعايشي علي دراية بهم، جماهير السودان الجديد أكثر وعيًا وعمقًا ومراكمة للتجربة، وهم يعرفون جيدًا أن الثقة لا تُمنح، بل تُكتسب، كما قال نعوم تشومسكي:
    "الثقة تُبنى على الشفافية والمحاسبة، لا على النوايا المعلنة"
    لذا، فإن أول خطاب دون إعلان واضح عن طبيعة الدولة، يبدو وكأنه تفادي متعمد للاشتباك مع الأسئلة الجوهرية، وهو ما يولّد الشك لا الطمأنينة.

    أين العدالة التاريخية؟ ولماذا الصمت عن ذكرها؟
    ثغرة أخرى مقلقة في خطاب التعايشي، كانت غياب أي إشارة إلى "العدالة التاريخية"، وهي إحدى ركائز مشروع السودان الجديد كما نص عليها الدستور الانتقالي 2025 ووثيقة المبادئ فوق الدستورية. العدالة التاريخية ليست مجرد مطلب أخلاقي، بل هي البوصلة التي تُعيد توزيع السلطة والثروة، وتعترف بالمظالم البنيوية التي وقعت على شعوب السودان المهمّشة.
    أما ربط العدالة التاريخية بالتسامح، فكان يجب أن يكون محورًا في الخطاب، فالتسامح لا يعني التجاوز عن الجرائم، بل الاعتراف بها ومحاكمة مرتكبيها، وفتح أبواب الحقيقة والمصالحة على أسس العدالة لا الإنكار. كما قال ديزموند توتو:
    ""لا يمكن أن يكون هناك مستقبل دون تسامح، ولا تسامح حقيقي دون عدالة.

    ما الذي ينبغي أن يُقال في الخطاب القادم؟
    إننا – كجماهير ومواطنين من مشروع السودان الجديد – ننتظر من الأستاذ التعايشي في خطابه القادم أن:
    ١/ يعلن بوضوح أن الدولة التي يقود حكومتها هي:
دولة علمانية، ديمقراطية، لا مركزية، تقوم على العدالة التاريخية، والمواطنة المتساوية، واحترام حق تقرير المصير.

    ٢/ يقرّ بتقصير خطابه الأول في التعبير عن جوهر المشروع السياسي التأسيسي الذي كلف لقيادته
    ٣/ يقدّم خريطة طريق سياسية وقانونية لترسيخ هذه المبادئ في كل التشريعات والإجراءات والمؤسسات، بدءًا من قوانين الأمن والشرطة والنيابة، وصولًا إلى مناهج التعليم والعدالة الانتقالية.
    ٤/ يؤكد التزامه بالمحاسبة الشعبية وبأن الثقة لا تمنح لأحد بلا قيد، وأنه سيخضع مثل غيره لمساءلة الجماهير ومحاسبتها.

    وأخيرا، لا شيء أخطر من التردد:
    لقد قال توماس جيفرسون يومًا:
    ""عندما يصبح الشعب واعيًا بحقوقه، لا يعود هناك مكان للمخادعين.
    ونحن نقولها بوضوح: جماهير السودان الجديد لن تقبل التردد، ولن تغفر المواربة. فإما أن يقف رئيس الوزراء في مقدمة المشروع، أو سيبقى خلفه، حيث يُطارد كل من ظنّ أنه يستطيع أن يُعيد إنتاج الفشل بلغة جديدة.
    في الخطاب القادم… نتوقع اعلان السودان الجديد، أو انسحاب من لحظة لا ترحم المتردّدين.

    النضال مستمر والنصر اكيد.

    (أدوات البحث والتحرير التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de