ما فرقت كثيراُ : ( هي خربانة خربانة من أساسها ) !!
بحكم الطيبة الزائدة عن الحد قد أدمن الشعب السوداني حالة العفو والتسامح .. والملاحظات العميقة التي يراها العقلاء في هذا البلد المنكوب تؤكد أن أكثر من 70 ألف عامل وموظف سوداني يتقاضون الرواتب والأجور شهرياُ دون أي وجه حق ،، ودون أية خدمات يقدمونها للشعب السوداني وللدولة السودانية بالمقابل .. فإذا سلمنا جدلاُ بتلك الحقيقة المريرة القاسية التي تعيشها البلاد لسنوات طويلة فلا تفرق كثيراُ تلك الرواتب والمخصصات والامتيازات التي ينالها هؤلاء الوزراء في حكومة عبد الله حمدوك دون أي مقابل من الإنجازات للدولة أو للشعب السوداني .. حتى ولو تنازل هؤلاء الوزراء عن تلك الرواتب والأجور والمخصصات والامتيازات للدولة فإن المطلوب في نهاية المطاف هو تغطية واجبات الوظيفة بالقدر الذي يحقق طموحات الثورة والانتفاضة .. والشعب السوداني يردد اليوم عبارة : لم تنجح جهة من الجهات في أداء مهامها على الوجه الأكمل بعد الانتفاضة الأخيرة إلا لجنة ( إزالة التمكين ) .. والفشل الكبير يطال كافة المجالات .. كما يطال كافة المسئولين في البلاد .. لا قائد ناجح في موقع القيادة .. ولا رئيس ناجح في موقع الرئاسة .. ولا وزير ناجح في موقع الوزارة .. وذلك الشعب السوداني بطبعه كريم وسخي يعفو عن الآخرين كالعادة بمنتهى السماحة .. وعلى حساب الشعب السوداني يثري الأثرياء في هذه البلاد .. ويكفي في يوم من الأيام أن ذلك المشير عمر حسن البشير كان يخلق الوزارات الوهمية على حساب الشعب السوداني ،، وذلك حتى يرضي هؤلاء الخصوم في الساحات السياسية ,, وفي يوم من الأيام بلغ عدد الوزارات في السودان أكثر من عدد الشعب السوداني .. وكل وزير ( حقير ) كان يتقاضى الرواتب والمخصصات والامتيازات ليعيش طوال السنين عالةً على حساب الشعب السوداني .. وبنفس القدر فإن هؤلاء الوزراء ( المدلعين ) في أحضان السيد عبد الله حمدوك يتصفون بنفس المواصفات !.. ويتساوون مع هؤلاء الوزراء الذين كان يطلق عليهم الوزراء ( الطماعون المتسلقون الظالمون ) في أيام عمر حسن البشير .. كما أنهم يدخلون في نفس خانة هؤلاء العاملين والموظفين الذين يشكلون تلك الجيوش الجرارة التي تعيش على أكتاف الشعب السوداني .. ولا يتفاضل هؤلاء الوزراء في أيام عبد الله حمدوك عن هؤلاء الوزراء في أيام عمر حسن البشير !.. في الماضي لا نخوة ولا رجولة من الوزراء في أيام البشير ،، وفي الحاضر لا نخوة ولا رجولة من الوزراء في أيام عبد الله حمدوك !!.. بل مجرد زمر تتسلق الأكتاف لتنهب أموال الشعب السوداني !.
والصحيح أن يقال : إذا كان أحد هؤلاء الوزراء في أيام عمر حسن البشير أو أحد هؤلاء الوزراء في أيام الرئيس عبد الله حمدوك يملك مثقال ذرة من كرامة النفس وعزة الذات لتراجع وتوقف عن تلك الشبهات التي تلوث السيرة الذاتية من تلقاء نفسه !.. حتى ولو كان في نفسه نظيفاُ .. لأن العزة تمنع التواجد في باحة الشبهات والأدران !.. فلماذا يسقط هؤلاء الوزراء بالجملة في امتحان العزة والكرامة ؟؟ .. ولماذا لا يتجلى أحدهم يوماُ بطلاُ شجاعاُ يتحدى بالإنجازات التي تسعد الشعب السوداني ؟؟ .. بدلاُ من ذلك الإقرار والاعتراف بالإخفاقات والأخطاء ؟؟ .. ومن العجب العجيب في هذه الأيام أن تتداول تلك الأسطوانة المشروخة !.. حيث الأسطوانة التي تردد مقولة : الوزير ( فلان ) قد أعترف وأقر بالأخطاء !! .. وأن الوزير ( علان ) قد أعترف وأقر بالأخطاء !!.. فكأن الشعب السوداني كان ينتظر تلك الإخفاقات بفارق الصبر بعد الانتفاضة !.. بل كأن الشعب السوداني ينتشي ويفرح بتلك الاعترافات والإقرارات !!.. وبالمحصلة فإن الانتفاضة الأخيرة قد خابت في كل الاتجاهات بكل القياسات .. حيث لم تتبدل حياة الشعب السوداني بعد الانتفاضة العظيمة إلى الأفضل والأحسن .. ولم تتوفر تلك الإنجازات الكبيرة التي تستحق التضحيات بالأرواح النفيسة الغالية .. بل كانت الأيام كلها سوداء كالحة .. حيث تلك الإخفاقات تلو الإخفاقات !!.. إلا إذا استثنينا تلك الإنجازات الباهرة التي بدأت تلوح بأيدي أعضاء لجنة ( إزالة التمكين ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة