إن ظهور الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، قائد ثاني قوات الدعم السريع، في حقل هجليج النفطي بولاية غرب كردفان، برفقة المسؤول الإداري الأستاذ يوسف عليان والقادة العسكريين في غرب كردفان، ليس مجرد زيارة ميدانية، بل هو حدث سياسي وإجتماعي يحمل دلالات عميقة. أولًا، يعني أن الحق عاد إلى أهله. فالبترول الذي كانت تنهب عائداته الطفيلية في الخرطوم، أصبح اليوم في يد أبناء الفقراء والكادحين من الرعاة والمزارعين، الذين ظلوا لعقود يعانون من التهميش رغم أن أرضهم هي مصدر الثروة. ثانياً، يعني أن حقول البترول عادت إلى أصحابها، ولن تُستغل مرة أخرى في مربع النهب والفساد الذي حكم السودان لعقود طويلة. هذه العودة هي كسر للقيد الذي كبّل مناطق الإنتاج، وبداية لزوال الفقر من ربوع كردفان ودارفور وسائر الأقاليم المهمشة. ثالثاً، يعني أن مستقبلاً جديداً يتشكل لأبناء وبنات الهامش، ولكل أحرار وحرائر السودان. مستقبل يقوم على العدالة في توزيع السلطة والثروة، وعلى مشاركة حقيقية تضمن أن كل إقليم يحتفظ بنصيبه من موارده للتنمية والتطور. رابعاً، يعني أن واقعا جديداً خالياً من الظلم بدأ يفرض نفسه، واقع يقطع مع الماضي القريب والبعيد، ويؤسس لرؤية سياسية جديدة تُبنى على التضحيات الجسام للشهداء والجرحى الذين دفعوا ثمن الحرية والانعتاق. إن ظهور قائد ثاني في هجليج هو إعلان بأن زمن الطفيلية قد انتهى، وأن السودان الجديد يُصنع في الميدان، لا في الفنادق والمنتجعات. هو رسالة بأن أبناء الهامش الذين حملوا السلاح دفاعًا عن كرامة الشعب، هم أنفسهم من سيحملون راية التنمية والعدالة، ليكتبوا تاريخاً جديداً عنوانه الحرية والمساواة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة