"وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ". صدق الله العظيم في مقاله الأخير بعنوان (جرعةُ التضليلِ الأخيرة)، كتب الدكتور النور حمد يقول: "ما من شكٍّ أبدًا أن عملية تحرير الفاشر قد شابتها بعض الانتهاكات، التي قام بها متفلتون من قوات الدعم السريع. وهي انتهاكاتٌ اعترف بها قائد القوات، رئيس المجلس الرئاسي لتحالف تأسيس، الفريق محمد حمدان دقلو، في آخر خطابٍ له، وكوَّن لجنةً للتحقيق فيها. بل وجرى بالفعل اعتقال الفاعل الملقَّب بـ "أبولولو"، الذي أدان نفسه بنفسه، بتصوير تلك الانتهاكات التي قام بها. كما جرى اعتقال آخرين معه، أيضا.". أنا حقيقة استغرب كلما أقرأ مثل هذه الإفادة الكاذبة التي يكتبها واحد من تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه، تربى مثل غيره من بقية تلاميذه وبقية تلميذاته على التزام الصدق وقول كلمة الحق حتى ولو كأنت خصما عليهم، فلماذا نراهم اليوم يكذبون ويزيفون الحقيقة التي يعرفها كل الناس داخل وخارج السودان، وهي حقيقة أن هذه الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ظلت ترتكبها ولا تزال ترتكبها عناصر ومليشيات الدعم السريع بصورة منهجية طوال السنوات الثلاث الماضية ليست كما يحاولون تصويرها على أنها (بعض الانتهاكات)، ثم نسبتها عبثا إلى "أبولولو"، أو "كيكل" أو إلى (المتفلتين)! دعونا نسأل الدكتور النور الذي ظل يردد هذه الحجة: كم عدد هؤلاء المتفلتين المزعومين الذين نهبوا أكثر من مائة وخمسين ألف سيارة وشردوا الملايين من بيوتهم، وأقاموا فيها طوال سنوات احتلال مليشيات الدعم السريع وسيطرتهم على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها؟! وهل كان هؤلاء المتفلتين يفعلون كل هذه الأفاعيل تحت سمع ونظر الدعم السريع في المناطق التي يسيطرون عليها سيطرة كاملة، وعلى الرغم من ذلك سمحوا لهم بارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات التي طالت الملايين من الأبرياء ولم يتحرك قادة وعناصر الدعم السريع لحماية الأبرياء من عدوانهم، على الرغم من علمهم بأن هذه الانتهاكات ستنسب لهم وتشوه سمعتهم وتحولهم لمجرمين في نظر الشعب الذي يزعمون أنهم ما جاؤوا إلا لحمايته؟! هل يصدق أحد هذه المزاعم، ويصدق أن الملايين من ضحايا هذه الانتهاكات لا يعلمون حقيقة من هم الذين ارتكبوها ضدهم، وينتظرون أن يتطوع مزيفو الحقيقة من المخدوعين بمزاعم الدعم السريع، حتى يشرحوا لهم ويقنعوهم زوراً بأن عناصر ومليشيات الدعم السريع أبرياء من ارتكاب هذه الانتهاكات الموثقة، والتي عايشوها، والتي صورتها كاميرات الأقمار الصناعية داخل وخارج السودان؟! وهل يصدق أحد بأن هناك قيمة ترجى من تشكيل حميدتي للجنة تحقيق حول هذه الانتهاكات، أم هذا مجرد كلام يصدره رجل تمرس على خداع الشعب، ويروج لخداعه متواطئون معه من الشركاء في جرائمه، بعلمهم أو بجهلهم؟! وعلى نفس المنوال، وفي الأسبوع الماضي، وفي مقال الخميس بعنوان: *عن ماذا يعتذر الإخوان المسلمون؟!* كتب أيضاً الدكتور عمر القراي، أحد أشهر وأنشط تلاميذ الأستاذ محمود، شهادة زور شبيهة تهدف عبثاً إلى التطفيف، وتضليل الشعب عن حقيقة وحجم تورط ميليشيات الدعم السريع في ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة في حق ملايين الأبرياء من المواطنين السودانيين، واسمحوا لي باقتطاف جزء من تعقيب كتبته في تناولي لهذا المقال: (كيف حاول الدكتور القراي تطفيف وتزييف الحقائق؟! لقد حاول هذا كثيراً في مساهماته الأخيرة في ندواته ومقالاته، وفي مقاله هذا الذي أكتب عنه اليوم، وبعد أن عدد وفصل وأبدع في الوصف عند تناوله لجرائم الاخوان المسلمين والمؤتمر الوطني، وجاء دور الحديث عن انتهاكات وجرائم الدعم السريع، الطرف الآخر في هذه الحرب، وهي التي يعلمها القاصي والداني، داخل البلاد وخارجها، كتب يقول: (… ولا يعفي هذا بعض عناصر الدعم السريع، التي ارتكبت انتهاكات، من المساءلة والمحاسبة..)! ومضى في مقاله ولم يفصل، وكأنه غير معني بانتهاكات وجرائم ميلشيات الدعم السريع ضد الملايين من المواطنين السودانيين الأبرياء، إقرأ مرة أخرى عبارة (بعض عناصر الدعم السريع)! هل هذه العبارة صادقة في وصف الحقيقة)؟! (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا). صدق الله العظيم
11-03-2025, 07:53 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51881
أود أن أقول أنني أختلف مع الأخ النور والأخ القراي وكل من يقف مثل الموقف الذي انتقده الأخ بدر الدين عثمان موسى في مقاله بعاليه. ما ارتكبه الجنجويد ليس مجرد تفلتات من بعض الأفراد وإنما هو عمل ممنهج مقصود وتقف وراءه دولة الإمارات. عندما أقول هذا لا يغيب عن نظري الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها جيش الحركة الإسلامية والقوات المتحالفة معه مثل القوات المشتركة وكتائب الإسلاميين وغيرهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة