مأزق السودان بين جنرالين كتبه أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 09:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2025, 09:51 PM

أبوهريرة زين العابدين
<aأبوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 24

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مأزق السودان بين جنرالين كتبه أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

    09:51 PM September, 14 2025

    سودانيز اون لاين
    أبوهريرة زين العابدين-usa
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    زورق الحقيقة


    مدرسة منهارة الجدران، لا تقي مطر ولا حر ولا برد تسكنها عشرات الأسر، الطيور بنت لها أعشاش في اعاليها و تزقزق وترفرف محدثة شقشقة وزقزقة، جماعات النمل تزحف في اتجاهات مختلفة، بعض الأغنام في الخارج تأكل يابس العشب حيث بقايا اوراق وقد اصبح جنبات المدرسة حمامات، مواطنون يسكنون المدرسة جراء الحرب اللعينة وبدل أن تكون المدرسة مكان للتعليم اصبحت مأوى لمشردي الحرب العبثية التي حرمت ٧٠ بالمائة من اطفال السودان تعليمهم. وهكذا حال أسر سودانية كثيرة في داخل وخارج السودان لا يجدون قوت يومهم والمجاعة في الطريق. فهل الحل استمرار الحرب تحت دعاوى ايديولوجية زائفة أم إيقافها فوراً؟

    أي قائد يجب أن يدرس ويتعلم مفهوم الأمن القومي قبل أن يلج إلى دنيا السياسة، فعند إتخاذ أي قرار تكون المعلومات أمامك بهذا المفهوم الشامل الذي يحتوى على كل ما يأمن حياة الناس في معيشتهم وأمنهم وتعليمهم والقائد الحقيقي دائما يرجح ما هو في مصلحة الأمة، ولكن طلاب السلطة والذين تعميهم الأيديولوجيات يصنعون حبكتهم الأيديولوجية السياسية ويقنعون العامة بها و تصبح شيء مقدس غير قابل للنقاش ومجرد التفكير خارج الصندوق يبدأ الاتهام بأنك مع هذا الطرف أو ذاك وماتت الحقيقة مخنوقة من الطرفين.
    ما هو تعريف الحرب، في أبسط صورة انها سياسة بطريق عنيف. أي إنه عمل سياسي عن طريق القتل والسحل والارهاب لتحقيق اهداف سياسية أو طموحات شخصية في الحكم، وفي الغالب تنتهي في طاولة المفاوضات، مثلاً حرب الجنوب هلل نظام الإنقاذ وكبر في أنها حرب الكرامة وأنها الجهاد الإسلامي وبعد كل ذلك خضعوا وذهبوا لطاولة المفاوضات وانفصل الجنوب فهل سألناهم عن كيف إنتهى الجهاد والكرامة إلى مفاوضات عبر "الكفار" و"معهم"، وللأسف في جهادهم المزعوم ذاك قد خموا الكثيرين وها هي نفس آلتهم الإعلامية والسياسية تكرر نفس السيناريو وخموا أُناس كثر.
    أيضا في دارفور كرر نفس السيناريو وإنتهى الأمر بإتفاق بعد إتفاق وحتى مع التجمع الوطني الديمقراطي الذي وصفوه بشتى الأوصاف عندما قال البشير إنه لا يتفاوض معهم إلا بعد أن يغتسلوا في البحر الأحمر. البرهان وحميدتي كانوا أدوات يستخدمها نظام البشير فبعد أن ارتكبوا الفظائع في دارفور وأصبحوا بندقية بلا عقل لها طموح اقتصادي و سياسي تبحث عن مستاجر وبعد أن تم تأجير البندقية في اليمن ركبوا موجة النضال وخدعوا الجميع بأنهم أصبحوا من قادة الإنتقال ولأنهم يملكون القوة العسكرية ملأوا الفضاء السياسي والاقتصادي وبدأ كل واحد في التفكير في إحتكار السلطة والتسلط والتجارة وخاصة تصدير الذهب وفي نهاية الإنتقال بدأ ثعالب الاسلاميين يحيكون الشراك لكي يملأون الفراغ وان يكونوا حاضنة للإنقلاب و برهانه كقائد ونجحوا وكرروا نفس السيناريو القديم عند نهاية الديمقراطية عندما كان يزور علي عثمان الحاميات و إخترقوا الجيش وخونوا جميع القوى السياسية ومهدوا لانقلاب البشير. فالدرس المتعلم من الإنتقال الأخير ألا تسمح للبندقية بأن تكون جزء من السياسة او التجارة في الانتقال او في اي نظام حكم ديموقراطي مستقبلي.
    فالحرب ليست حل لأي شيء بل تدمير لكل شيء، وخسر السودان مليارات الدولارات من الصعب إرجاعها وتعمير البلد في وقت قريب. لذلك طالما الحرب مستمرة لا يجب أن ننشغل بمن اخذ هذه المدينة او تلك. فالمعادلات الاقليمية سوف تتدخل ولا تترك لاي طرف أن ينتصر كما حدث في حرب الجنوب ودارفور. والغريب في الأمر أصحاب الحركات يتحالفون مع سفاح دارفور البرهان الذي لقب ب "رب الفور" والآخرين تحالفوا مع صديقه ورفيقه الآخر حميدتي لكي ياتي لهم بالديمقراطية فكيف تتوقع شخص كل تاريخه عبارة عن بندقية للإيجار وقوة لمن يدفع أن يكون داعية للديمقراطية وفي أول ترتيب أصبح رئيسا وهذا يثبت فرضية إنه صراع على السلطة ولا ديمقراطية ولا بطيخ.
    الانقلابي السفاح البرهان الذي تعلم من سلفه السفاح البشير يدير السودان ككتيبة أو لواء بمفهوم التعبئة العسكري لتحميس الجند للقتال وليس بمفهوم الأمن القومي وهدفه السلطة كما السفاح الآخر حميدتي لأن طبيعة الشمولية لا تقبل الشراكة فهي بطبعها صمدية أحادية فقد أصبح هذا رئيس لمجلس السيادة والقائد العام وكذلك حميدتي في الجانب الآخر جاهل يقود متعلمين انتهازيين وأصبح رئيسا ايضا وكأن السودان يحتاج لرؤساء بلا عقل ولا حلول بل خلق حبكات نظرية سردية جاهلة ظاهرها نضال وداخلها جهل و انتهازية صماء وعدم وعي وخلق اصطفافات جهوية غبية بين جهلاء ما بين دولة البحر والنهر ودولة اخرى بدأت عاصمتها في نيالا وكلهم فرحون بصنيعهم الجاهل في دق إخر مسمار في الوحدة الوطنية.
    فما ذنب الشعب المغلوب على أمره، والواضح بعد نهاية الخريف كل طرف حشد للمزيد من المعارك وسفك الدماء تحت شعارات أيديولوجية تغذيها آلة الإعلام الاسلاموية الإنتهازية في جانب بغرض الرجوع للحكم وفي الجانب الآخر آلة اعلام افندية انتهازية وعطالة السياسيين متدثرة بشعارات التهميش والعلمانية بقيادة أمي الثقافة والمعرفة جاهل نصبوه رئيساً مسخاً مشوهاً ويسبحون بحمده وبمال السحت من ذهب السودان المسروق الذي يغدق عليهم المال ويلبسون فاخر البدل وعلى الارائك يجلسون وعطر الورد والزهور تملأ المناضد امامهم وكأن البلد ليس فيها حرب وتظن انها حكومة سويسرا وليس حكومة في جمهورية الفقر والحرب.
    فما ذنب الأمهات الثكالى والأطفال في هذا الصراع العبثي العدمي لجاهلين كانا صديقين ووصلا لقمة هرم السلطة العسكري والسياسي واوردا البلد المهالك.
    الإشكالية الكبرى في إنقسام المجتمع بين حبكتين نظريتين جاهلتين اقتنع كل طرف بأحدها، وأصبح الموت العبثي أمر عادي فمسلمين يقتلون مسلمين والغريب في الأمر أن الطرفين يرفعون أياديهم تكبيراً وتهليلا وجوقة الإنتهازية والمتعلمين يرددون الجهل خلف هذا الطرف او ذاك وفي تصوري الموقف الصحيح الوقوف ضد الطرفين وهزيمة الحرب و فكرتها وحبكتها النظرية لهذا الطرف او الآخر.
    لو رجعنا القهقرى لوجدنا البرهان وصديقه السابق حميدتي أطاحا بالحكم المدني واقاما انقلابهم المشئوم وانتهى حكم وحكومة ثورة ديسمبر وبعدها دب الخلاف بينهما إلى أن وصل لمرحلة الحرب الشاملة. فقد كان الإسلاميون في اواخر ايام البشير يقولون أي محاولة للثورة على حكمهم سوف تكون نهاية السودان، أي أما نحكمكم أو سوف ندمر كل شيء وحققوا ما أرادوا.
    المحير في الأمر موقف القوى المدنية والأحزاب السياسية حيث أصبحت تابع بدل أن تصبح قائد للتغيير الإيجابي ولوقف الحرب وأن يتحدوا على موقف لرفض الحرب وقيادة التغيير. فقد تم تقسيمهم وأمسوا بين مؤيد لهذا الطرف أو ذاك وأصبحوا جزء من الإشكالية بدل أن يكونوا فوق الصراع او جزء من أدواته وفجع الشعب السوداني في أحزابه وقادتها إلا من رحم ربي. وبلا شك إستطاع البرهان وحميدتي عبر المال والسلطان إختراق هذا الطرف أو ذاك وجمع التناقضات لغياب العقل السياسي المثقف ورجوع المجتمع لما ورائية دون القومية والرجوع للمكونات التقليدية من قبيلة وجهوية.
    فما العمل الآن؟
    وسط هذا الموت والجهل والتخوين فالأفضل الدعوة لازاحة الطرفين البرهان وحميدتي وتوابعهما من المشهد السياسي والعسكري و أن يوجه كل المثقفين الحاديين على اهل هذا البلد نداءا بذلك. فاذا كان الطرفان جادان في تسليم السلطة للشعب ليبدأوا بوقف اطلاق النار لمدة ستة اشهر وتستمر كل جهة في مواقعها ويمكن ان يشرف علي وقف اطلاق النار ضباط بالمعاش عبر الإتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة وبدء عملية ارجاع السلطة للشعب مباشرة وبتشكيل لجنة أممية لإجراء انتخابات تبدأ من مجلس القرية والمدينة الى الولاية ثم لكل السودان في غضون شهور وبعدها البرلمان الإتحادي ينتخب رئيس الوزراء بصلاحيات محددة وبرنامج انتقالي لمدة يتم الإتفاق عليها وبهذا الشكل نوقف الحرب ويحكم الشعب نفسه. يبدو الامر كتفكير مثالي ولكنها فرضية لإختبار صدقهم وتشتت القوى السياسية وعدم مبادرتها وتغيير شعار "بل بس" لشعار "الحل بس". و أيضا يمكن أن تتفق القوى السياسية على مؤتمر مائدة مستديرة لكل السودانيين والقوى السياسية التي تؤمن بالديمقراطية ليحددوا مستقبل بلدهم.
    فقد فشلت كل المبادرات وكلّ النداءات وهناك محاولة ومبادرة من فرانسيس دينق سوف تصتدم بنفس العوائق وأيضا مبادرة الرباعية. فلو رفض نظام البرهان كل مبادرة فسوف يكون الخيار هو استمرار الحرب الى ان يصل الطرفان لحالة الانهاك المتبادل عندها سوف تكون هناك نيفاشا ثانية لتقسيم السودان او لتقسيم السلطة والثروة بين الجنرالين واتباعهما.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de