هذا الكلام يخاطب تلك العقول التي توازن الأحوال بتعمق شديد .. وليس ذلك الكلام المبذول فريةً ونفاقاً .. والحقائق عبر التاريخ لا تحتاج لذلك النوع من الدعاية والترويج .. بل هي حقائق دامغة أكيدة يقولها الواقع رغم أنف هؤلاء الناكرين .. وحين يجتهد البعض من هؤلاء السذج في محاربة العقيدة بأفكار الإلحاد فإن العقلاء من أهل العقيدة لا يتوجسون خوفاُ إطلاقاً .. ولا يتراجفون وجلاً من تلك الخزعبلات .. لأن التجارب في الماضي لمئات ومئات المرات قد أثبتت أن ( العقيدة ) تتحدى دائماً وتطفو على السطح في نهاية المطاف مهما يجتهد هؤلاء الخبثاء .. فهي تلك العقيدة السماوية التي تتجلى شامخة وتخرس هؤلاء الملحدين رغم المحاولات تلو المحاولات .. وتلك الصورة قد وردت عبر التاريخ لمئات ومئات المرات .
جاء ذلك المستعمر البغيض ذات يوم .. وانتصر على أهل الحق والعقيدة عند مشارف ( جبال كرري ).. وأراد أن يزيل تلك العقيدة السمحة عن أذهان تلك الأمة السودانية المسلمة .. ثم جاء بتلك الأفكار العلمانية الإلحادية البديلة .. وأجتهد لسنوات وسنوات وهو يحاول أن يمحو ويزيل آثار تلك العقيدة السمحة عن نفوس الأمة السودانية المسلمة .. فإذا بتلك السنوات الطويلة من محاربة وإزالة العقيدة تفشل في نهاية المطاف .. حيث عادت الأمة السودانية لكنف العقيدة من جديد .. وبطريقة أقوى وأوسع وأمكن عن الماضي .. فتلك المساجد التي كانت بالعشرات في يوم من الأيام في بلاد السودان قد أصبحت اليوم بالآلاف والآلاف .. فتلك بيوت الله مآذنها تناطح السماء بفضل الله تعالى في مشارق ومغارب البلاد ،، وتلك العبادات التي كانت محصورة في الغالب عل كبار السن في الماضي نجدها اليوم تمثل المناسك الأساسية للشباب والشابات والأطفال والنساء بجانب الكبار .. وكل ذلك بفضل الله تعالى .. ولذلك فحين ينادي هؤلاء المنادون بأفكار الإلحاد فإن المسلمين في السودان لا يخافون ولا يخشون إطلاقاً من تلك الصيحات والخزعبلات ،، لأن العقيدة الإسلامية السمحة تملك تلك المناعة الذاتية بأحكامها ومناهجها تلك العادلة المنصفة .. فهي عقيدة راسخة في أعماق النفوس ،، وتستطيع أن تتحدى وتطفو على السطح مهما يجتهد هؤلاء الخبثاء ليلاً ونهاراً لطمس آثارها ومعالمها .. وقد أثبتت قوتها وجدارتها بالعودة للساحات مرة أخرى بشدة حتى ولو بعد سنوات طويلة من المحاربة والإنكار .. والعالم يشهد كيف أن تلك الدول التي اتخذت الأفكار الإلحادية منهجاً في دساتيرها وحاربت تلك الأديان السماوية لسنوات طويلة وجدت نفسها أمام الأمر الواقع في نهاية المطاف .. حيث تلك الدول التي استولت على تلك المساجد والكنائس وحولتها إلى مصانع وإسطبلات للخيول .. ومنعت الناس عن تلك العبادات الشرعية ،، ثم وجدت نفسها بعد سنوات طويلة مازالت تقف عند المربع الأول !.. حيث ظلت تلك ( الأديان ) السماوية مقدسة ومحفوظة في صدور المؤمنين من الناس دون أي نسيان أو تراجع .. وقد عادت للساحات بذلك الإصرار الشديد الذي قد حير عقول الملحدين .. وتلك الأمم المؤمنة قد عادت لحالات العبادة بعد سنوات طويلة وكأن شيئاً لم ينقص من إيمانها .. فتلك الأديان السماوية حين ترسخ في النفوس فمن الصعب إزالتها ومحوها بتلك الأفكار الإلحادية .. والدين الإسلامي مازال ينتشر في أرجاء العالم رغم تلك الصيحات الإلحادية المكثفة التي تحارب الإسلام .. وفي السنوات الثلاثين الأخيرة تؤكد الإحصائيات بأن العقيدة الإسلامية تنتشر حول العالم كالنار في الهشيم .. وتلك المساجد الإسلامية تزداد في أعدادها سنة بعد سنة في أغلب مدن العالم .. كما أن أعداد المسلمين حول العالم تزداد بمعدلات تحير الألباب والعقول .. وذلك بطريقة تؤكد قول الآية الكريمة : ( إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ) .
وعليه فإن تلك التجارب العديدة عبر التاريخ تجعل من المؤمنين حقاً أن لا يخافوا ولا يحزنوا إطلاقاً من نزعات أهل الإلحاد .. فهؤلاء الملحدين كالكلاب ينبحون طوال حياتهم عبر التاريخ وتلك القوافل تسير في دروب النور والهداية دون أن تبالي .. وبنفس القدر فإن هؤلاء ( الخواجات ) حين جاءوا لاستعمار دولة السودان كانوا يزمعون أن يزيلوا تلك العقيدة السمحة عن أذهان الأمة السودانية المسلمة .. تلك العقيدة التي أزعجتهم كثيراُ وكثيراً .. وقد عملوا بشدة في ذلك الاتجاه كثيراً لسنوات وسنوات ،، ولكن ( سبحان الله ) فبمجرد أن غادر هؤلاء الأنجاس لأرض البلاد حتى انتفض الإسلام في البلاد من جديد ،، وبطريقة أشد ضراوة عن السابق .. وبدأت تلك الأفكار الإلحادية في الاضمحلال والتراجع .. حيث الحقائق تؤكد موت ملحد واحد في مقابل العشرات والعشرات من مواليد أهل العقيدة والإيمان .. وقد أصبح السودان اليوم ملاذاً مشرفاً لأهل القبلة أينما يتواجدوا فوق وجه الأرض .. والمعروف أن أهل السودان من أكثر الناس إخلاصاً لعقيدة الإسلام .. ويحبون تلك العقيدة بذلك القدر الكبير ،، ولا يحبون إطلاقاُ تلك النزعات الإلحادية وتلك الخزعبلات البغيضة .. ويمقتون كل من ينادي بالكفر والإلحاد .. وبفضل الله تعالى فإن تلك الفئات ( الملحدة ) التي تحارب الإسلام في السودان هي قلة لا تمثل ذلك الثقل عند المعيار .. وتلك ( القلة ) لن تستطيع أن تفعل أكثر مما فعلها هؤلاء الكفار أهل القوة والجبروت في محاربة الإسلام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست