محاولة اغتيال عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني في الحكومة الانتقالية نتيجة طبيعية لما نتابعه من مجريات الامور على أرض الواقع تداخلات كثيرة وتقاطع داخلية وخارجية و مصالح لمجموعات انتهازية والعامل الاهم لاحداث مثل هذه المحاولة هو تراخي قوة السلطة وانعدام الحسم في قضايا مصيرية لثوابت الثورة السودانية مثل الحرية والسلام والعدالة وأصبح كل يوم يتصاعد أصوات الضفادع من تبن الخريف الماضي ويعلو عواء الكلاب في جوف الليالي تشكل مشهد يلتقي مع الاشباح المتعطشة للدماء لم يجد الكيزان قانون رادع يحد من نشاطهم واعتبروا كلما تمت من إجراءات لتوقيفهم عن العمل مجرد حبر على ورق حتى المحاكمات الهزلية التي تمت لبعض المجرمين بالإعدام والسجن مجرد مسرحية لامتصاص غضب المظلومين بذلك كل اتباع النظام البائد مطمئنين تمام بأن الوضع القائم لا يمسهم بسوء حتى احتجاز رئيس النظام وبعض رموزه في في سجون تحولت إلى فنادق خمس نجوم تعتبر فترة إجازة واستجمام وسمعنا بان رئيس النظام السابق يعقد اجتماعا مع اتباعه داخل السجن فهل هذا سجن ولا قصر مؤتمرات ؟ فهم في حراسة وحماية الدولة العميقة االلجنة الامنية للمؤتمر الوطني واصبحت المجلس العسكري ثم تسيدت الحكم في المجلس السيادي بذلك وضعت ابوات العساكر على رقبة ثورة الشعب خنقها وإسكات صوتها . يعاني الدكتور عبد الله حمدوك حالة شاذة ومطلوب منه انجاز مهمة صعبة الحالة الشاذة هي تواجده كرئيس مجلس الوزراء ولا تعتمد قرارته إلا بعد مهرها بتوقيع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة مما يعني هو كرئيس وزراء ليست له صلاحيات مطلقة في دائرة مجلسه المكون من وزراء ذوي اختصاصات ومهام . المهمة الصعبة التي يجب تنفيذها هي تحقيق مطالب الثورة بإدارة دفة التغيير وصولا إلى رفع معاناة المواطن والطريق إلى ذلك شاق جدا ويكاد يكون مستحيل بوجود سدنة النظام السابق حراس على مكتسباته وأهمها الاقتصادية حيث أن مجلس السيادة وكبار الضباط العسكريين أو قل القيادات في كل القطاعات العسكرية يمتلكون استثمارات تجارية ضخمة ويمتلكون بذلك قوة هائلة ضاغطة على أي طرف يريد إزالتهم أو فرض سلطة عليهم علاوة على القوة العسكرية التي يمتلكها المجلس السيادي ممثلة في مليشيات الجنجويد المسماة بالدعم السريع بقيادة حميدتي دقلو وهي القوة التي حلت محل الجيش السوداني الوطني الذي اصبح ملغي عمليا من الساحة العسكرية كحامى للوطن والمواطن وهذه حالة في منتهى الغرابة أن تحل مليشيات تم تكوينها لقتل مواطنين الدولة والتنكيل بهم محل الجيش الوطني وتصبح هي المسيطر على الدولة تماما وهذه بالطبع تعتبر جريمة خيانة عظمى للوطن فأن الاحتلال من قبل تلك المليشيات للوطن السودان اصبح امر واقع الحل لهذه المعضلة يكمن في استرجاع هيبة الدولة وإعادة تكوين جيش وطني حر. الجنود الذين اقسموا على كتاب الله ثم حنثوا عما اقسموا من أجله لا يثق فيهم لأنهم لا يصلحوا أن يكونوا مواطنين صالحين . هذه الجزئية أعلى عن امتلاك الاستثمارات هي التي جعلت حمدوك وحكومته يعاني من حصار اقتصادي وسياسي داخلى على الرغم من محاولاته المستمية لخدمة أهداف الثورة إلا أنه واقع بين فيكي كماشة ممثلة في المجلس العسكري الذي يفرض سيطرته على كل المشهد السياسي ومجموعة قحت التي سرقت الثورة من الشعب وقايضت المجلس العسكري في اقتسام السلطة وحسب متابعتنا للرجل اتضح أنه رجل نزيه في وطنيته وقدير في القيادة وقوي العزيمة نحو تحقيق التغيير ويستطيع إخراج السودان من محنته لو استمر الشعب في دعمه و لكن وضعت امامه عوائق كثيرة اهمها هي الحكماشة القابضة على وسطه من مجموعة الثعالب وبنات آوى قحت واخواتها التي تدعي ابوة الثورة ورعايتها تفرض عليه سلطاتها وتهيمن على قراراته في تعيين من يجب أن يكونوا كفوء في شغل الوزارات والوظائف المدنية والقادرين على إخراج السودان من محنته وانتزاع حقوق الشعب من النهابة والحرامية فقحت هي المغصة التي قتلت الثورة واخرجتها عن مسارها بممارسة المحاصصة والمحسوبية في التوزير والتوظيف التي اتبعتها مع الاحزاب الحليفة في مجموعة نداء السودان وطبعا قحت صنيعة الصادق المهدي والرجل معروف بلهثه وراء السلطة ولعابه يسيل لها وليست من اجل خدمة الوطن والمواطنين بل بل لنفسه والرجل يعاني من حالة مرضية لأنه لم يتوظف في حياته في أي وظيفة عادية مثله مثل كل الناس المتعلمين بل كانت اول وظيفة له بعد تخرجه من اكسفورد رئيس حكومة في الفترة ما بين ١٩٦٧ - ١٩٦٩م ثم الفترة القانية ١٩٨٦- ١٩٨٩م التي غدر فيها بالشعب السوداني وسلم السلطة للعسكر بقيادة البشير في عام ١٩٨٩م النظام الذي اصبح نكبة السودان إلى يومنا هذا والصادق مولود وفي فمه ملعقة من ذهب وهو يشعر بعظمة لهذا السبب يعتبر الحكم لعبته المفضلة حتى ولو يمتلكه ثم يبيعه لمن يشتريه كما حدث في ١٩٨٩م مع الإخوان المسلمين. لهذه الأسباب نجد العوائق تمنع تنفيذ أي قرارات اتخذت من قبل مجلس الوزارة لصالح الشعب وإذا وجدت ما مدى نجاحها في كبح جماح الكيزان؟؟ ثم لماذا يوافق رئيس الوزراء على تعيين حميدتي ومريم الصادق في الآلية الاقتصادية ؟ نظرا بالخصوص حميدتي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس وفد الحكومة في المفاوضات بجوبا ورئيس جهاز الأمن والمخابرات ورئيس قيادة الدعم السريع هذه فوضى عارمة واستهبال على الشعب السوداني فأن حميدتي يخيف من حوله من العسكر بكونه يمتلك قوة مليشيا الدعم السريع وفي ذات الوقت هم يحتموا به من قوة الثورة لأن إرادة الشعوب لن تقهر وستظل شعلة الثورة متقدة حتى تحقق أهدافها وعليه وجب فرتقة التحالف بين قحت والعسكر وإعادة رص الصفوف بقوة الثورة الشعبية وشرفاء القوات المسلحة في حماية الثورة لانتاج حكومة مدنية خالصة لا عسكرية ولا حزبية وكتابة وثيقة جديدة واضحة الملامح بمثابة مجموعة قوانين تمنح السلطة الكاملة لمن يتم ترشيحهم لتلك الحكومة المدنية.الثورة مستمرة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة