إذا طلب الشعب السوداني من رجال الأمن والجيش أن ينزلوا في الأسواق والطرقات بكثافة في كل أرجاء السودان لحفظ الأمن ورقابة الأسعار ومعاقبة التجار المفسدين لما وجد الشعب عسكرياُ واحدُ يلبي تلك الدعوات !.. أما إذا طلب أحدهم من هؤلاء الجنود والأفراد أن ينزلوا في الأسواق والشوارع والطرقات لضرب الناس الأبرياء والتنكيل بهم حتى الممات لسارع هؤلاء دون التردد في الأداء !.. وهؤلاء الجنود هم فلذات أكباد الغلابة من أبناء السودان .. في الحياة اليومية يشتركون مع الشعب السوداني في السراء والضراء .. وحين يلبسون ( الكاكي ) يتنمرون بأخبث الصفات !.. ويتعجب الشعب السوداني ويردد كثيراُ : ( كيف أن هؤلاء الأبناء والإخوان من الضباط والجنود والعساكر تسمح لهم نفوسهم بأن يطلقوا الرصاص في صدور إخوانهم العارية دون ذلك الإحساس والضمير ؟؟؟ .. ومن سخرية الأحوال أن هؤلاء الضباط والعساكر والجنود يعودون للديار ليلتقوا مع الأهل مرة أخرى في بيوت العزاء !!! .. يقتلون الأبرياء من الناس بدماء باردة دون ذلك الوازع والضمير .. ثم يجلسون في المجالس لتقبل العزاء .. وقد جرى ذلك الأمر كثيراً في حالات الانتفاضات والثورات بالسودان ,, وكان الأخير ذلك القتل والتنكيل بالشهداء في ساحة الاعتصام .
ولو لا تلك الطيبة الزائدة في الشعب السوداني لما أستحق هؤلاء كلمة ( السلام ) في الطرقات !.. نجد أحدهم في ميادين المظاهرات يركض خلف هؤلاء الصغار ليقتل دون هوادة وهو يحمل البندقية في تجبر واستكبار !!.. وينسى هؤلاء العسكر أن رواتبهم ومصدر المعيشة في حياتهم هي من جيوب هؤلاء الغلابة الذين يقتلونهم بالسلاح .
ضباط وعسكر وجنود لا يجدهم الشعب السوداني يوماُ في مواقف تزيل الدموع عن الأحداق .. ولكن يجدهم دوماُ وكثيراُ في تلك المواقف التي تسبب الدموع والأوجاع !.. وهم هؤلاء الأبناء والإخوان الذين يتلذذون كثيراُ حين يستخدمون ( مسيل الدموع ) لأذية الناس !.. وتدريبهم في تلك الأذية والمضرة أكثر من تدريبهم في تلك المنافع للبشرية .. وقد يقول قائل أن أصحاب الأوامر هم هؤلاء في القيادات الذين يجب أن يتحملوا تلك المسئولية .. ولكن تلك فرية تجعل من هؤلاء الجنود والضباط مجرد جمادات لا تستحق مسميات ( الإنسان ) !.. بل مجرد بهائم لا تملك تلك الهمم في النفوس !.. وقد تكون للبهائم همم ونخوة أكثر من هؤلاء الإخوة الجنود والعساكر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة