في ضؤ الجدل الدائر حول نفوق كميات كبيرة من الفيئران في ولاية الجزيرة والبحث عن الأسباب التي تعددت باجتهادات علمية وغير علمية..يبرز سؤال هام وجوهري.. لماذا فيئران الجزيرة وليس فيئران الخرطوم؟ رغم وجود القاسم المشترك بين الولايتين وهو التلوث البيئي بسبب اندلاع الحرب بغض النظر عن نوعية هذا التلوث ...كيميائي أو غير كيميائي ؟ هناك تفاسير إجتهادية كثيرة..حيث من المبكر الجزم بالقول بأن هذا المتغير هو السبب الرئيسي ..فلابد من إجراء المسوحات البيئية والصحية والطبية المكثفة وبواسطة خبراء وعلماء متخصصين لمعرفة الأسباب وكيفة وقف الظاهرة ومعالجة الوضع بخطوات علمية محددة .. من الأسباب، الاحتمالية ،وجود عامل بيئي متوفر في ولاية الجزيرة فهي منطقة زراعيةأكثر قابلية لانتقال العدوي بين الفيئران ذات الكثافة العددية في الجزيرة..وربما كان المرض كامنا وقدساعدت حالة الحرب والزعر الذي انتاب الفيئران علي ظهوره بما يسمي ( حاملات المرض/The carriers ) لضعف المناعة.. وفي ذات السياق، فقد تختلف أنواع الفيئران في الجزيرة عن تلك الموجودة في بقية الولايات ومنها ولاية الخرطوم. ولكن ...لماذا الفيئران دون غيرها من الحيوانات الأخري ..حتي الطاعون لا يختار الا الفيئران ..وقد لاحظ ذلك ربان السفن في رحلاتهم الطويلة فكان محاربة الفيئران من أولويات التجهيز قبل انطلاق الرحلة البحرية...وهذا يفسر لنا بأن المناعة الطبيعية عند الفيئران أقل درجة عن بقية الحيوانات...ولهذا مرضت فيئران الجزيرة..غير أن هذا لن يمنع من ظهور أمراض أخري في مناطق أخري من ساحات القتال ..فبعض الأمراض تمتد فترة حضانتها لوقت طويل.. أعود وأقول..أن التفسيرات التي تطرح حتي الآن عن نفوق فيئران الجزيرة تظل تفسيرات اجتهادية.. بما فيها هذا المقال..ولن تطمئن التفسيرات واتخاذ الإجراءات الصحيحة الا بعد البحث العلمي الدقيق من خلال بيوت خبرة في مآلات الحروب ومضاعفاتها، وهذا ما جعلني في كل مقالاتي السابقةبأن انادي بضرورة معالجة آثار ومخلفات الحرب من خلال المسوحات البيئية(EIA ) ورفع المخلفات بواسطة الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال المعقد من المعالجات البيئية والصحية.. د.فراج الشيخ الفزاري رئيس لجنة شؤون البيئة بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين . [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة