لسانان بلا بوصلة.. تناقضات البرهان تفضح أزمة قيادة السودان السيادية!! كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-28-2025, 02:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2025, 05:29 AM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 597

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لسانان بلا بوصلة.. تناقضات البرهان تفضح أزمة قيادة السودان السيادية!! كتبه عبدالغني بريش فيوف

    05:29 AM October, 22 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    منذ الخامس عشر من أبريل 2023، يتأرجح السودان على حافة الهاوية، تتقاذفه أهوال حرب لا تبقي ولا تذر، بينما يطل علينا قادة هذه المأساة بتصريحات تتناقض مع بعضها البعض، بل وتتضارب داخل الخطاب الواحد، وفي خضم هذه الفوضى، يبرز اسم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، كأبرز شخصية يبدو أن بوصلتها القيادية قد فقدت اتجاهها، أو ربما سُلمت لجهات أخرى تتحكم في خيوطها الخفية.
    إنها دراما سودانية بامتياز، يختلط فيها الدم بالدموع، والبيانات بالأكاذيب، فيما يبقى الشعب السوداني هو الضحية الأكبر.
    دعني عزيزي القارئ، نبدأ بالرقصة الغريبة التي أداها سيادته في أحدث تصريحاته يوم السبت الموافق 18 اكتوبر 2025م، رقصة تتأرجح بين النفي القاطع والإذعان المشروط، وكأن لسان حاله يقول: أنا لا أتفاوض، إلا إذا تفاوضت، ففي لمحة بصر، أعلن البرهان بملء فمه، وبنبرة لا تقبل الشك، أنه لا تفاوض مع أي جهة كانت، سواء كانت رباعية أو غيرها.
    يا له من موقف حازم، ويا له من قرار استراتيجي لا يتزعزع، لعل الحضور ابتهج للحظات لهذه القوة المزعومة، لهذا الصمود الذي لا يلين أمام ضغوط الإقليم والعالم، ولكن، لم يكد صوت الحزم يخفت، حتى انبرى سيادته في ذات الخطاب الذي ألقاه خلال تقديمه العزاء في المقدم مزمل عبدالله، ليقول وكأنه يلقي بتصريح جديد تماما، أو كأن ذاكرته تعرضت لخلل مفاجئ، ليقول، نحن مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان وينهي الحرب بصورة تعيد للسودان كرامته ووحدته، وتبعد احتمال حدوث أي تمرد.
    لا تفاوض مع أي جهة كانت، نحن مستعدون للتفاوض. هذا ليس مجرد تناقض بلاغي، بل هو انفصام سياسي كامل، يكشف عن عجز واضح في صياغة موقف موحد، أو ربما يعكس تعدد الأجندات التي تحرك هذا الكرسي المهتز.
    تصور عزيزي القارئ هذا المشهد: يخرج قائد الأوركسترا ليعلن بحزم أن الفرقة لن تعزف اليوم، ثم يلتفت للجمهور بنفس الحماس ليقول: لكننا مستعدون للعزف بما يرضي الجمهور ويضمن وحدة الفرقة!!
    أي رسالة يريد البرهان أن يوصلها، هل هي رسالة طمأنة للجهات الداخلية المتشددة التي ترفض أي حل سياسي، أم هي محاولة لامتصاص الغضب الدولي والإقليمي الذي يدفع نحو الحوار، أم أن الرجل يتحدث بلسانين، كل لسان يخدم غرضا مختلفا، وكل غرض تتحكم به يد خفية؟
    الأكثر إثارة للسخرية هو إضافة البرهان: "من يسعى للسلام ويضع مصلحة الشعب السوداني نصب عينيه، أننا نرحب به، أما فرض السلام أو الحكومة على الشعب الذي يرفضها، فلن نقبله.
    يا للإستهبال والنفاق!، ألم يكن البرهان جزءا من حكومة فرضت نفسها على الشعب عقب انقلاب أكتوبر 2021، أي شعب يتحدث عنه الآن، الشعب الذي مزقته حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، أم الشعب الذي يمثل حاشية القصر واللوبيات المتنفذة؟
    إنها مفارقة لاذعة أن يتحدث من يُتهم بفرض واقع الانقلاب، عن رفض فرض السلام أو الحكومة، هذه التصريحات ليست مجرد زلات لسان، بل هي كاشف حقيقي لحالة التيه السياسي التي تعيشها قيادة الجيش.
    إنها تعكس صورة قائد يتلقى التعليمات من مصادر متعددة، كل منها يشد الحبل في اتجاه مختلف، فيبدو كدمية تحركها الأيدي الخفية، ولسان حاله يتغير مع كل نفخة هواء سياسي.
    عندما تتضافر هذه التناقضات حول ملف التفاوض، يصبح السؤال المركزي أكثر إلحاحا، وهو، هل يملك الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرار نفسه وحكومته حقاً؟
    إن حجم هذه التناقضات، وسرعة التحول من موقف إلى نقيضه، لا يمكن تفسيرها بزلات لسان عابرة أو خطأ في الصياغة، إنها تُشير بوضوح إلى أن هناك أياد خفية، وأجندات متعددة، تسحب البرهان في اتجاهات مختلفة، وتحوله إلى دمية تتلقى التعليمات من قوى داخلية وخارجية مؤثرة.
    إن حديث البرهان بحزم عن رفض التفاوض، ثم يعود بعد ساعات ليؤكد استعداده له، يظهر ضعف القيادة في اتخاذ القرار، وتشوشا في الرؤية الاستراتيجية، وفشلا ذريعاً في توحيد الخطاب، وهذا قد يعود للعوامل التالية:
    الأيادي الداخلية: قد يكون البرهان محكوما بصراعات داخلية داخل المؤسسة العسكرية، حيث تختلف الأجنحة حول مسار الحرب ومستقبل السودان، فربما يضطر لإرضاء المتشددين برفض التفاوض تارة، ثم يقدم تنازلات جزئية للمعتدلين تارة أخرى.
    الأيادي الإقليمية والدولية: لا يخفى على أحد أن السودان أصبح ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، فبعض الدول قد تضغط لعدم التفاوض، بينما تدفع أخرى نحو الحل السياسي، وقد يكون البرهان مضطرا لمجاراة هذه الضغوط المتعارضة.
    اللوبيات الاقتصادية والسياسية: هناك مصالح عميقة الجذور تستفيد من استمرار الحرب والفوضى، وهذه اللوبيات قد تمارس نفوذها على القرار العسكري والسياسي، مما يدفع البرهان إلى تبني مواقف تخدم تلك المصالح.
    إن التناقض في الخطاب السياسي ليس مجرد ضعف بلاغي، بل هو مرض عضال يُصيب جهاز الدولة بأكمله، ويقوض أي ثقة بين القيادة والشعب، ويُلقي بظلال كثيفة على مستقبل الوطن.
    إن هذه الحالة من التخبط ليست مجرد مشكلة شخصية للبرهان، بل هي كارثة وطنية، فعندما لا يملك رأس الدولة قرار نفسه، يصبح السودان برمته رهينة لأجندات الآخرين، تتفاقم الحرب، تزداد المعاناة، وتتبدد آمال السلام، لأن الطرف الذي من المفترض أن يقود البلاد نحو بر الأمان، يبدو أنه يتلقى الأوامر من جهات متعددة، كل منها يخدم مصلحته الخاصة.
    كيف يمكن للسودانيين أن يثقوا بقيادة تتناقض تصريحاتها في غضون ساعات، كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتعامل بجدية مع طرف تتغير مواقفه كالريشة في مهب الريح؟
    إن هذا التخبط ليس دليلا على حنكة سياسية، بل هو مؤشر صارخ على فقدان السيطرة، وغياب الرؤية، وتفشي النفوذ الأجنبي أو الداخلي على القرار الوطني.
    على العموم، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بالأسف الشديد لحال السودان، الذي تحول إلى مسرح مكشوف لأداء هزلي، يقوده ممثل يبدو أنه نسي نص دوره، أو ربما سُلم له أكثر من نص في آن واحد.
    إن تصريحات الفريق أول البرهان المتناقضة، ليست مجرد أخطاء إعلامية، بل هي أعراض لمرض خطير يُصيب جسد الدولة السودانية، مرض يتمثل في فقدان السيادة الحقيقية على القرار، وتشتت الأهداف، وغياب القائد الذي يملك زمام أمره.
    بين لا تفاوض و نحن مستعدون للتفاوض، وبين الجيش لا يستهدف قبائل ووقوع مجازر مروعة، يضيع صوت الحقيقة، وتتلاشى آمال السودانيين في الخروج من نفق هذه الحرب اللعينة.
    إنها سخرية القدر أن تُحكم بلاد غنية بمواردها وبشعبها الأصيل، بقادة تبدو أقوالهم كأقوال "جحا"، تتغير وتتبدل حسب الموقف والمصلحة، أو حسب إملاءات الأطراف الخفية التي تحركهم، لكن هل سيأتي يوم يفيق فيه السودان من هذه الكوابيس السياسية، ويُفصح قادته عن حقيقة مواقفهم، ويملكوا قرارهم بعيدا عن الأيادي التي تحركهم، أم أننا سنستمر في مشاهدة هذه الرقصة البلهاء، التي لا يصفق لها إلا تجار الحروب، بينما يئن الشعب تحت وطأة القصف والنزوح والمجاعة؟
    لقد تجاوزت هذه التناقضات مرحلة الخطأ البشري لتصبح دليلا دامغا على أزمة قيادة عميقة، وعلى أن السودان، ويا للأسف، قد أصبح ساحة خلفية لأطراف أخرى تمسك بخيوط اللعبة، بينما يبقى البرهان، والقادة من حوله، مجرد شخوص على مسرح الحرب السودانية الدامية، يرددون ما يُملى عليهم، ويغيرون مواقفهم مع كل تغير في الرياح السياسية.
    **************
    وبعد كل هذه الرقصات السياسية البهلوانية، والتصريحات التي تتلوى كالأفاعي في جحر واحد، لا يسع المرء إلا أن يصفق بحرارة لعبقرية القيادة السودانية، قيادة أتقنت فن التناقض حتى باتت تجعل منه مدرسة سياسية فريدة، تدرس في فصولها كيف يمكن لقائد أن لا يتفاوض وفي نفس النَفَس يستعد للتفاوض بما يُصلح السودان، وكأنه يحمل في جيبه مفتاح إصلاح لم يجد بعد الباب الذي يفتحه.
    إنها ديمقراطية فريدة من نوعها بالفعل، حيث تختار القيادة من هو الشعب الذي توافق على حكمه، وتستثني ذاك الشعب الذي تجد مصالحه تتعارض مع أجندات الأيادي الخفية.
    أيّ سخرية قدر أن يتحدث من صعد على ظهر الدبابة عن رفض فرض السلام أو الحكومة، في حين أن الشعب السوداني بات يُفرض عليه كل يوم، بل كل ساعة، واقع أليم من الحرب والنزوح والمجاعة، وكل ذلك بإمضاء و بصمة من كان من المفترض أن يكون حاميا لوحدته وكرامته.
    لعل هذه الدراما السودانية العبثية قد وصلت إلى ذروتها، حيث باتت خيوط الدمية مكشوفة للعيان، وباتت الأصوات التي تحركها تتداخل وتتنافر، تاركةً القائد في حيرة من أمره، غير قادر على تمييز صوته الحقيقي من صدى الأوامر، فلا حول ولا قوة إلا بهذا الشعب الصامد الذي يشاهد قائده يتخبط، ويُلقي بتصريحات تُشبه النكات الباردة، بينما تتصاعد أعمدة الدخان من حوله، وتتساقط الضحايا بالمئات، في مسرحية هزلية باتت تكلفة تذاكرها دماء الأبرياء ومستقبل الوطن،، فلتستمر هذه الرقصة إذن، ولتتغير الأقوال مع كل رياح سياسية عابرة، وليظل السودان يدور في فلك هذا التيه، إلى أن يأذن القدر بقائد يملك لسانا واحدا، ورؤية واضحة، وعزما لا يُحركه إلا نبض شعبه، وليس خيوط تحركها أياد تجار الحروب وسماسرة الفوضى.
    أما السيد البرهان، فليواصل أداء دوره ببراعة على خشبة المسرح السوداني المشتعل، وليتبدل موقفه كلما تغيرت الإضاءة أو أُلقي عليه نص جديد، ففي النهاية، ما هو إلا ممثل بارع في مسرحية عبثية لم يكتب نهايتها بعد، لكنها بالتأكيد لن تكون سعيدة، إلا لمن يمسكون بالخيوط من وراء الكواليس!!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de