رغم أنني لا أحب الخوض في قضية الهوية السودانية لأنها للأسف أستغلت إستغلالاً سيئاً من قبل الكيانات الإثنية والمناطقية لاشعال الفتن المجتمعية إلا أنها تظل قضية جوهرية نحتاج لمعالجتها للحفاظ على البناء الأسري والمجتمعي. لذلك رأيت من الضرورة تناول ما طرحه الدكتور عبدالخالق السر في منتدى قدامنا الصباح حول قضايا الدياسبورا والاندماج والهوية خاصة وسط الأجيال الصاعدة من السوداسترال الذين ولدوا في أستراليا لأنهم الأكثر قابلية للاندماج في النسيج الأسترالي والأكثر حاجة للعمل معهم ولهم بالتي هي أحسن وبالقدوة الطيبة لحمايتهم من مخاطر الحريات المقننة التي قد تجرفهم إلى مزالق الانحراف السلوكي والمجتمعي. نحمد الله أن السوداسترال بمختلف مكوناتهم الإثنية والمناطقية مازالوا يحرصون على اللقاءات الجماعية التي يطرحون فيها قضاياهم وهمومهم العامة بما في ذلك السوداسترال من دولة جنوب السودان. نعم هناك اثار سالبة حدثت وسط الأمهات والاباء السوداستراليين وأفرزت ما يعرف بالأم الوحيدة والأب الوحيد الأمر الذي يهدد البناء الأسري والنسيج المجتمعي السوداسترالي. نحمد الله أن غالبية الأسر السوداسترالية متماسكة رغم كل التحديات والضغوط ومشغوليات الحياة المزدادة لكن ذلك لايجعلنا نهمل تلك الـأسر المهددة بالحريات المقننة،لذلك نشجع الأنشطة المجتمعية التي تجمعهم وتغذي فيهم روح الانتماء لموروثاتهم العقدية والثقافية. نجمد الله أن ثقافة أستراليا التعدية تحمي حرية التعبير والعبادة وتوفر في كل المجتمعات المحلية قاعات ودور للعبادة تتيح لكل أصحاب عقيدة ممارسة صلواتهم بها،إضافة للمساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى المنتشرة في أستراليا. هذا لايعفي الأسر والروابط والمنتديات من مسؤوليتها خاصة تجاه الأجيال الصاعدة التي تحتاج لرعاية أكثر وقدوة حسنة لربطهم بموروثاتهم العقدية والمجتمعية دون إكراه أو عنف مرفوض قانوناً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة