ما هو البرلمان؟ إنه ممثل الشعب الذي لديه هدفان أساسيان: الهدف الأول: سن القوانين. الهدف الثاني: مراقبة السلطتين التنفيذية والقضائية دون التدخل في شؤونهما إعمالا لمبدأ الفصل بين السلطات. حاولت الواجهة القحاطية السيطرة على السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية. فشلت في الاستيلاء على السلطة القضائية، وظل القضاء مستقلاً..وهكذا أصبح أمام حكومة تجمع الوهميين القوشيين معرقل كبير، وهو عدم القدرة على استخدام القضاء لمحاكمة من يريدون محاكمته بمحاكمات لا تتوفر فيها معايير العدالة القضائية. القحاطة امتلكو السلطة التنفيذية، ومنحوا أنفسهم سلطة التشريع. أي أنهم جمعوا السلطات في أيديهم، ليتم سن قوانين تتفق وآيدولوجياتهم. وأمام عدم قدرتهم على الاستيلاء على القضاء، أصبحوا يتجاهلون القضاء، ويقومون بأعماله. فيقطعون يد الضعيف ويتركون السارق الشريف. وهكذا تم تدمير أول معايير دولة القانون والمؤسسات، وهو الفصل بين السلطات ومراقبة كل سلطة لأختها.. في ظل مبدأ الفصل بين السلطات لا يمكن للسلطة التنفيذية أن تعين البرلمان. لا القحاطة ولا العسكر بقادرين على ذلك. فلا يمكن لمن تقوم بتعيينه أن يراقبك، ولا يمكن له أن يسن قانوناً يهدد مصالحك. لذلك فلن تجد البرلمانات المعينة إلا في الدول الدكتاتورية، ذات الدكتاتورية السخيفة جداً. فحتى الكيزان، لم يتجاهلوا ذلك، ولذلك كانوا يقومون بانتخابات صورية، لأنهم لو عينوا مجموعة من الأشخاص كبرلمانيين، لعنى ذلك بأنهم فقط استحدثوا جهازاً داخل السلطة التنفيذية. لذلك أصبح القحاطة هم الذين يسنون القانون (السلطة التشريعية)، ويطبقوته (متجاهلين السطة القضائية)، وينفذونه (كسلطة تنفيذية). وهذا لا يحدث حتى في أعتى الدكتاتوريات واسخفها، لكنه يحدث من القحاطة. وهذا ليس دليلاً فقط على سوء النية، بل دليل على الجهل. فلا يمكن أن تنصب نفسك لساناً للثورة، ثم تأتي وتناقض أبسط أهداف الثورة، وهي بناء دولة القانون والمؤسسات. الشعب غضب من محاكم النظام العام. اليوم أصبح الوضع أشد بؤساً..إذ لا محاكم. الشعب غضب من تزوير الانتخابات البرلمانية، أما اليوم فالوضع سوءً، إذ يتم الاستيلاء على سلطات البرلمان بدون حتى انتخابات. زمان كان كل من يرفع صوته ضد النظام فهو معارض، ولكنه اليوم كوز..حتى لو كنت ماما أميرة. الوضع سيئ أشد السوء..أقبح من عهد الكيزان بمراحل، حتى القحاطة وأنصارهم أصبحوا أكثر قبحاً في ألفاظهم وملامحهم من الكيزان، الشيوعيون البائسون، تركوا شيوعيتهم الكاذبة، وأصبحوا ينادون باحتلال الأمبريالية الأمريكية للسودان..بعضهم ينادي، والباقون يروغون كما يروغ الثعلب حتى لا تنفضح كذبة شيوعيتهم إذا تكلموا؟ قال أحد الفلاسفة وأظنه أفلاطون: تكلم لكي أعرفك. فلماذا لا يتكلم الشيوعيون؟ لأن شيوعيتهم كاذبة، كما أخبرهم بذلك الخاتم عدلان قبل أكثر من عقد من الزمان. ماذا يفعل المتجمعون الوهميون اليوم: إنهم يتخبطون...كمن يتخبطه الشيطان من المس، ويحسبون كل صرخة عليهم..وينبحون يومياً بشماعتهم التي تحولت لاسطوانة مشروخة: الكيزان والثورة المضادة.. اوووف... وكيف تعرف أنهم يتخبطون: ليس فقط بفشلهم الشنيع في تحقيق ولو خطوة إيجابية واحدة منذ تسلطهم المدعوم من العسكر، بل أيضاً من كثرة الإشاعات التي بات جدادهم يطلقها ليل نهار... قصص ساذجة، وإشاعات حمقاء لا تنطلي إلا على الحمار الذي يتبعهم وهو مغطى العينين. لكن.. هل هذا سيثمر نتيجة إيجابية؟ قبل عشرين عاما كنا نقول للكيزان ذات ما نقوله اليوم... كانوا يفعلون مثل القحاطة، يصمون آذانهم، ويطلقون جدادهم بالأكاذيب والإشاعات... فأين هم الآن... وأين سيكون القحاطة غداً... سواء بسواء وسنطمم بطونهم بالحقيقة حتى يعدلون..وما كنا عن الحق يوماً معرضين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة