كيف يضيّع شعبٌ عظيم ثورةً عظيمة بقلم:الريح عبد القادر محمد عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2021, 12:43 PM

الريح عبد القادر محمد عثمان
<aالريح عبد القادر محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف يضيّع شعبٌ عظيم ثورةً عظيمة بقلم:الريح عبد القادر محمد عثمان

    12:43 PM June, 11 2021

    سودانيز اون لاين
    الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بقلم:

    كلمة واحدة للإجابة عن السؤال أعلاه: بعدم الصبر، وعدم المصابرة.
    الصبر معلوم للجميع. أما المصابرة فهي الاستمرار في الصبر، بعد نفاده، من أجل مغالبة الضرر أو الألم.
    والمصابرة هي أيضاً أن تصبر أكثر مما يتوقع خصمك.
    يتوقع هذا الخصم (وهنا أقصد، بكل الصراحة والوضوح، الكوز، والعسكري الانقلابي، والمتربص الخارجي) أنك سوف تنهار وينفد صبرك عندك نقطة معينة.
    وهو قد ظل يعمل، بكل الوسائل الخسيسة، لكي يوصلك إلى نقطته تلك.
    لكنك بالمصابرة سوف تخيب ظن خصمك بأن تصبر أكثر مما كان يتوقع.

    ***

    بالأمس تحدث، من منبر سونا، شابٌ قال إن رفع الدعم سياسة خاطئة!
    ثم ختم مداخلته بالقول: "ح نسقِّطكم!"
    هذا الشاب، وكثيرون أمثاله، يحتاجون إلى حلقات دراسية وتثقيفية توضح لهم حقيقة الدعم، وأسبابه، وآثاره الكارثية، وضرورة رفعه، عاجلاً غير آجل.
    وهذا الشاب، وكثيرون أمثاله، بحاجةٍ، فوق ذلك، إلى أن يدركوا أن تهديدهم حكومة ثورتهم بالإسقاط هو مثل الطفل الذي يهدد أمه بأنه سيسقط من الحائط!
    عفوا، هذا ليس حديث الثوار، وأعني الثائرين وعياً ومسؤولية؛
    هذا التهديد والوعيد بالإسقاط لا يمكن أن يصدر من أشخاص يدركون أن مناصب الحكم أمانة ومسؤولية وليست جوائز أو غنائم لتصبح محلاً للتهديدات!
    من هذا الرئيس أو الوزير المتشبث بالسلطة ويهدده المواطنون بالإقالة؟
    من هذا المسؤول الذي لا يدرك أنها أمانة وأنها يوم القيامة قد تكون خزياً وندامة؟
    [شخصياً: لو كنت في مكان هذا المسؤول "وأسقطوني" لهرولت فرحاً حتى تنخلع فردة مركوبي ثم لا أتوقف لأخذها!]
    ولا يمكن أن يصدر ممن يدركون أن هذا الدعم، في حقيقة أمره، لا يأتي من موارد متوفرة للدولة، وأن المطالبة به شائهةٌ دينياً ووطنياً وأخلاقيا.
    ***

    أقول ما أقول وأنا أدرك إلى حد كبير حجم المعاناة والضنك.
    أدرك ذلك بالمعايشة، وليس من على البعد كما يظن البعض.
    في الصيدلية، رأيتُ، أكثر من مرة، كسيفَ البالِ يخرج بدون دواء، ساحباً الروشتة من يد الصيدلاني بعد أن سمع السعر المهول؛
    وفي المطعم الشعبي، أكلتُ بيد و"حاحيت" الذباب بيد؛
    وفي المستشفيات، رأيتُ ما لا أود لكم أن تروه.

    رأيت في ربوع بلدي معاناةً عظيمة لا يُكتب مثلها إلا لشعبٍ عظيم.
    وأعلم يقيناً أن معاناة الشعوب العظيمة سوف تنجلي بالصبر والمصابرة.
    ولا يكون الشعب عظيماً إلا بقدرته على الصبر، وبقدرته على مصابرة أعدائه.
    وذلك هو الجَلَد.
    في بلدي ساءتني المعاناة وضنك العيش؛
    لكن سرني عزم الشباب الوثاب، وجذوة الثورة المتقدة.
    وكتبتُ: ما أجمل بلدي السودان الآن في المستقبل، وما أجمل المستقبل الآن في بلدي السودان!
    وأيقن تماماً أن المسألة مسألة وقت لنعبر إلى بر الأمان بإذن الله؛
    وسيقصر ذلك الوقت بالصبر والمصابرة، وبالجَلَد، وسوف يطول بالهيجان، وبالعنتريات العبثية التي نوجهها لبعضنا، مثل: ح نسقِّطكم!

    وكأني بي أسمع شاعراً جاء من أقصى المدينة يسعى ويقول:

    يا أيها الناسُ في السودان ويحكُمُو!//// أغايةُ الأمرِ إسقاطُ الحكوماتِ؟
    ...وإلى آخره مما يقول الشعراء.

    فإذا أرادت هذه الحكومة رفع الدعم نهائياً عن الوقود والخبز. فهذا قرار سليم، وشجاع، لا يمكن أن يعارضه من له حسٌ سليم. ولن يكون هناك خلاف إلا في التفاصيل والترتيبات المفضية إلى ذلك.
    ولا شك في أنّ التشوهات الكبيرة في هيكل الاقتصاد السوداني بحاجة عاجلة إلى مبضع جراح، وليس إلى مسكنات، لإزالة ورم سرطاني ما فتئ يرهق جسد اقتصادنا الوطني. والخوف من "زعل الناس" وخروجهم في المظاهرات جبنٌ سياسي قاتل. ولو بقيت حكومة البشير حتى الآن، لا قدر الله، لما وسعها إلا أن ترفع ذلك الدعم.
    وستكون هذه الحكومة حكومة ثورية حقاً إنْ مضت، غير هيابة، في طريق إنفاذ وقف الدعم.
    كانت الحكومات السابقة تدعم الخبز والوقود كرشوة للمواطنين حتى لا يخرجوا غاضين إلى الشوارع. فأصبحت الحكومات راشية وأصبح المواطن، في واقع الأمر، مرتشياً يأكل سحتاً تقدمه له الحكومة وهو لا يعلم من أين جاء. وبلغ بالناس استحلال تلك الرشوة والإصرار عليها أن تبلور شعار: رفع الدعم خط أحمر، وفي تهديد ذلك الشاب، في منبر سونا: "ح نسقِّطكم"!
    هكذا يقولون: إما أن تستمروا في دعم الخبز والوقود وإما أنْ نسقطكم!
    قلت: هذا ليس حديث الثوار، الثائرين وعياً ومسؤولية.


    ح نسقِّطكم! ما أسهلها من كلمة، وما أفرغه من تهديد!
    حسناً! سوف تأتي حكومة أخرى، ولكنها أيضاً لن تجد لنا حلاً لا ينطوي على رفع الدعم.
    هل سمعتم ما قلت: سوف تأتي حكومة جديدة لكنها لن تجد لنا حلاً لا ينطوي على رفع الدعم.
    في البداية، و"بقدرة قادر"، سوف يرخص الوقود والخبز لبعض الوقت. لكن سرعان ما ستبدأ أوجاع المخاض والطلق مرة أخرى. وسوف يطل رفع الدعم من جديد. وعندها هل ستعود العبارة العبثية السهلة: ح نسقِّطكم؟
    إن المخرج لا يمكن اختزاله في عبارة سهلة لا تتطلب إلا بعض إطارات قديمة، وأيدٍ فارغة مرفوعة لا تحمل معولاً؛
    بل لا بد للمواطن من أن يتحمل، وأن يصبر ويصابر، وأن يخرج للعمل، ولو كان عملاً يديوياً لا يناسب مؤهلاته؛ وعلى الدولة أن تحارب الفساد، وأن تبسط يدها على الشركات المارقة، وأن تستحصل ضرائبها، وأن توفر مدخلات الإنتاج.

    يجب أن يدرك أبناؤنا الشباب، وشعبنا الحبيب، أن حكومة الثورة التي ينادون بإسقاطها تحمل في يديها طفلة وُلدت للتو. ونحن لا نخاف على الحكومة، وإنما نخاف على الثورة.
    الصبر مرّ، والمصابرة أمر منه، لكن الأشد مرارةً من الصبر والمصابرة أن يصدق فينا ظن عدونا.
    ويا بؤس من صدق فيه ظن عدوه! ويا حسرة من أضاع ثورته!
    ويا عار من صرخ من عضة عدوه قبل أن يصرخ عدوه من عضته!

    أيها المنادون بإسقاطها، ويحكم، تمهلوا! إن في يديها، أو ربما في بطنها، طفلة صغيرة ستبسم لنا!
    ونحن لا نخاف على الحامل، وإنما نخاف على المحمول!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de