كورونا والدجل والشعوذة,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 12:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-15-2020, 03:03 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كورونا والدجل والشعوذة,, بقلم إسماعيل عبد الله

    03:03 PM March, 15 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    ما أن غرز كورونا أظافره في الشرق الأوسط حتى قامت قيامة الدجالين والمشعوذين ولم تقعد, فطفقوا ينصحون الناس و يقدمون لهم الروشتات الوقائية المأخوذة من الطب النبوي حسب زعمهم, و يربطون هذا الوباء بعلامات الساعة الكبرى و قرب ختام الحياة الدنيا, و المدهش في أمر هؤلاء المشعوذين أنهم وبعدما فجّر هذا الوباء غضبه في مدينة ووهان الصينية, قالوا ماهذا إلا غضب من الرب على الشعب الأصفر بما كسبت أيديه من ظلم و بطش بحق أقلية الإيغور الصينية المسلمة, ولم تمض سوى أيام حتى جاءهم كورونا ذاته بشحمه ولحمه و(نظارته السوداء) في عقر دارهم, فحوّروا إدعائهم ذلك ونسبوا الأمر إلى تصاريف الأقدار وإرهاصات قرب مجيء يوم القيامة.
    واحدة من أزمات مسلمي اليوم ظاهرة كسلهم العقلي المشهود, وبحثهم المستمر والدائم عن سلوك تعويضي يرضون به غرورهم, لما يرونه من طفرات علمية وتكنلوجية في مختلف مناحي الحياة لم يساندهم الحظ في أن يكونوا جزءًا منها, زد على ذلك تنامي احباطاتهم اليومية المتكررة بسبب تحجر العقل المتفيقه الذي لم يستطع مجاراة تحديات الساعة (الساعة هنا أعني بها زماننا الحاضر ولا أقصد بها اليوم الآخر), لقد نشرت هذه العقول الخربة والكسولة صورة قديمة للرئيس الصيني وهو يزور أحد المساجد, فزوّروا الهدف المقصود من تلك المناسبة, و زعموا أن الزعيم الصيني لجأ إلى المسلمين يستجديهم الدعاء لرب العزة والجلال لكي يرفع البلاء عن الناس.
    أيضاً من شطحات هؤلاء الدجالين ترجمة كلمات أهزوجة صينية باكية تعبر عن مأساة ما, ترجمة خاطئة بلي عنق حقيقة موضوع ومدلول معاني مفردات تلك الأهزوجة, و تقديمها مترجمة باللغة العربية على أساس انها كلمات ندم و أعتذار و طلب مغفرة وسماح موجهة لمسلمي الايغور الصينيين, و أنها إظهار للحسرة على ما بدر من غير المسلمين من أنتهاكات لا انسانية ارتكبوها بحق هذه الأقلية المسلمة في بلادهم, وبذلك كأنما يوحون للمتلقي بأن غضب الله قد حل بالأغلبية غير المسلمة التي ظلمت و بطشت بالأقلية المسلمة في اقليم إيغور بارسال هذا الطاعون.
    ألمتابع لعمليات إغراق ساحات التواصل الاجتماعي بالبيانات الكثيرة, من التفسيرات والتغريدات المستغلة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة, الهادفة الى تفسير وتعليل الظواهر البيئية وتشخيص الأزمات الصحية, و تقديم هذه التعليلات والتفسيرات باعتبارها خلاصة ما توصل إليه الكتاب الكريم قبل أكثر من اربعة عشر قرناً, يدرك أن كل هذا العبث يصب في مصلحة المناهضين لتعاليم الاسلام من المتعصبين والمتطرفين من أصحاب المعتقدات الأخرى, ويجعل الجهلاء والمتنطعين من المسلمين الذين يدّعون المعرفة بدين الله من دجالي هذا العصر, يقفون موقف المشوه لهذه التعاليم السمحة التي جاء بها سيدنا محمد بن عبد الله, الذي اختاره غير المسلمين لأن يكون على قمة أفضل مائة شخصية عالمية عرفها التاريخ.
    بعض البلدان العربية والاسلامية حظرت كثير من المواقع الدينية الالكترونية التي تصدر الفتاوى عشوائياً, وذلك بسبب أن تلك الفتاوى المبثوثة على أثير الفضاء الالكتروني بلا رقيب ولا حسيب, عمدت إلى نشر الكراهية الدينية وعملت على إزكاء نار الخلافات المذهبية بين شعوب تلك البلدان, فبعد أن نضب معين هؤلاء المشعوذين من المادة المستفزة لنفوسهم الموتورة, اتخذوا من طاعون العصر كورونا مرتعاً خصباً لنزغهم و نزعاتهم الشاذة, وجعلوه سوقاً رائجة يفترشون أرضها ويعرضون عليها بضائعهم الكاسدة, التي لا تنتعش الا في ظل الاستثمار في نزعة الخوف من المجهول, والابتزاز بالرعب والهلع الذي يعتري النفس البشرية عندما تحل بها الكوارث و النكبات.
    كثير من عامة شعوب الشرق الأوسط تعاني داء (كورونا الدجل الديني) منذ عصور وقرون مضت, هذا الداء الذي أقعدها عن اللحاق بركب الأمم التي تخلصت من أوهام الميتافيزيقيا, وأنقذت نفسها من مغبة العيش تحت رحمة الغيبيات, لذلك عندما تصاب هذه الشعوب بالوباء وبالمرض القاتل, تلجأ إلى الأدعية المركونة في الأضابير والمطبوعة على صفحات الكتب الصفراء المغبرة, ولا تولي الإهتمام اللازم لموجهات الطب الوقائي والارشادات الصحية والاحترازية المطلوبة, و تذهب الى بيوت السحرة والمنجمين بدلاً من أن تزور المستشفيات ودور الرعاية الطبية و مراكز التطعيم.
    أضحكتني تغريدة لواحد من سكان هذه الجغرافيا الموبوءة بداء (كورونا الدجل الديني), يدور موضوعها حول احدى الصور المكبرة مجهرياً لجرثومة لها عينان سوداوان في مقدمة الوجه, تداولها ناشطو منصات التواصل الاجتماعي زاعمين أنها لفايروس كورونا (دون تفريقهم ما بين الفايروس والجرثومة), فكانت تغريدة ذلك المغرد عبارة عن سيل من اللعنات والدعوات بالهلاك والموت والثبور لهذا الكائن المتوحش الذي يطلق عليه اسم كورونا, ومن أطرف ما ورد في تلك التغريدة قول المغرد (أنظروا إلى قسوة ولؤم اللعين كورورنا هذا, بعد أن قتل وسفك الدماء مازال يرتدي نظارته السوداء المرعبة).

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de