كلُّ المعطيات والملامح تشير إلى الانفصال الثاني في السودان… نستودعك الله يا سوداني ما بيد حي كتبه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-07-2025, 05:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2025, 02:28 PM

الطيب محمد جاده
<aالطيب محمد جاده
تاريخ التسجيل: 03-11-2017
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلُّ المعطيات والملامح تشير إلى الانفصال الثاني في السودان… نستودعك الله يا سوداني ما بيد حي كتبه

    02:28 PM December, 06 2025

    سودانيز اون لاين
    الطيب محمد جاده-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الطيب محمد جادة
    صحفي مستقل

    ليس من السهل على أي متابعٍ للشأن السوداني أن يغضّ الطرف عن التحولات العميقة التي يشهدها البلد منذ سنوات، لكن ما يجري اليوم لا يشبه أي مرحلة سابقة في تاريخ السودان الحديث. فمنذ اندلاع الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودانيون حالةً من التمزق الوجودي؛ ليس فقط تمزقًا جغرافيًا أو سياسيًا، بل تشرذمًا اجتماعيًا وأخلاقيًا ونفسيًا جعل فكرة الانفصال ـ أو الانفصالات المتعددة ـ تلوح في الأفق كقدرٍ لا مفرّ منه.

    حين انفصل جنوب السودان عام 2011، كان الأمل أن يتوقف النزيف عند هذا الحد، وأن يستعيد البلد ما تبقى من وحدته، لكن الواقع حمل نُذرًا أشدّ قتامة. واليوم، بعد أكثر من عامين على الحرب المدمرة، تبدو خريطة السودان وكأنها تتفكك أمام أعين أبنائه، بل تبدو الإرادة الوطنية نفسها وقد أصابها الإنهاك من كثرة الخيبات، حتى بات السؤال المطروح لدى كثيرين: هل نحن أمام "الانفصال الثاني" للسودان، وربما الثالث والرابع؟

    ملامح التفكك… من الجغرافيا إلى الاجتماع

    في معظم الدول، تسبق الحروبُ الانشقاقاتِ؛ أما في السودان، فقد ترافقت الحرب مع انقسام فعلي في مراكز السلطة، وتعدد في الإدارات، وتباين في التحالفات الإقليمية والدولية، ما خلق واقعًا جديدًا يصعب معه الحديث عن دولة واحدة تتحكم في كامل ترابها أو تصون سيادتها.

    لقد باتت مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومة المركزية، وأخرى تحت إدارات عسكرية أو قبلية أو مليشياوية. ووسط هذا المشهد، يهرب المدنيون من مدينة إلى أخرى، ومن ولاية إلى أخرى، في رحلة بحث لا تنتهي عن الأمان، بينما تتآكل الهوية المشتركة شيئًا فشيئًا بفعل التجييش والكراهية والانتهاكات.

    والأخطر أن هذا الواقع لم يعد يُنظر إليه كمرحلة عابرة، بل كمشهدٍ دائم قد يستمر لسنوات، وربما يعيد إنتاج سيناريوهات شبيهة بما حدث في الصومال أو يوغوسلافيا السابقة. كلمات "الشرق"، "الغرب"، "الشمال"، و"الوسط" لم تعد مجرد اتجاهات جغرافية؛ بل صارت تحمل ثقلًا سياسيًا ومشاريع متباينة للدولة المقبلة، إن بقي هناك دولة أصلًا.

    غياب المشروع الوطني

    أحد أكبر أسباب هذا الانهيار هو غياب مشروع وطني جامع. فمنذ إسقاط حكم البشير عام 2019، عاشت البلاد حالة من التجاذب بين المدنيين والعسكريين، وبين القوى السياسية المختلفة، دون أن يتفق أحد على رؤية واضحة للدولة. لم تتمكن النخب من استيعاب اللحظة التاريخية، ولا من وضع مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والشخصية. ومع كل أزمة كانت البلاد تتراجع خطوة جديدة نحو الهاوية.

    ثم جاءت الحرب الأخيرة لتكشف هشاشة البنية الوطنية، وأن السودانيين ـ رغم تاريخهم الطويل ـ لم يحظوا بعد بدولة مواطنة تحميهم، أو مؤسسات قادرة على احتواء الصراع. وعندما تفقد الدولة القدرة على حفظ الأمن وتقديم الخدمات وحماية الناس، يصبح الانفصال أو التقسيم خيارًا مطروحًا لدى بعض المناطق والجماعات، سواء كان ذلك عن قناعة أو بدافع النجاة.

    الذين يدفعون الثمن

    الثمن الحقيقي لا تدفعه القوى المتحاربة ولا السياسيون، بل المواطن السوداني البسيط. ذلك الذي فقد بيته أو عمله أو أهله أو مدرسته أو منطقته بالكامل. الملايين نزحوا، والآلاف عبروا الحدود إلى تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا، تاركين وراءهم ذكرياتهم وبيوتهم التي أصبحت أنقاضًا.

    هؤلاء هم مَن يقولون اليوم: "نستودعك الله يا سوداني"، لأنهم لم يعودوا يرون في الأفق ضوءًا قريبًا. وما بين فقدان الوطن وفقدان الأمان، يتساءلون: هل سيعود السودان كما كان؟ أم أن البلد يمشي على خطى التفكك النهائي؟

    هل يمكن إنقاذ ما تبقى؟

    على الرغم من قتامة المشهد، فإن التاريخ يعلمنا أن الدول التي تمر بأزمات مشابهة يمكن أن تنهض من جديد إذا توافرت ثلاثة شروط:

    1. إرادة سياسية صادقة تعترف بأن الحل العسكري غير مجدٍ، وأن البلاد لا تُبنى إلا على مشروع وطني جامع.


    2. مصالحات اجتماعية عميقة تعالج جراح الحرب وتعيد الثقة بين المكونات المختلفة.


    3. رعاية دولية وإقليمية مسؤولة لا تبحث عن مصالحها فقط، بل تساعد في إعادة بناء مؤسسات الدولة.



    قد تكون هذه الشروط صعبة، لكنها ليست مستحيلة. فالشعوب التي تتعلم من الألم تستطيع أن تخلق مستقبلًا جديدًا، ولو بعد حين.

    ما يجري في السودان اليوم ليس مجرد صراع على السلطة، بل معركة على الهوية والبقاء. كل المعطيات والملامح تشير إلى احتمالات الانفصال الثاني، وربما التفكك الكامل، إذا استمرت الأوضاع على هذا المنوال. لكن بين هذا السواد، يبقى الأمل معلقًا بتلك الإرادة السودانية الصلبة التي لطالما واجهت المحن وخرجت منها أقوى.

    نعم، يقول الناس اليوم: "نستودعك الله يا سوداني ما بيد حيلة"، لكنهم يقولونها وفي القلب رجاءٌ بأن الله لا يضيع أمةً ظلمها ساستها، لكن لم يَخُنها شعبها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de