كـــم وكــــم من المظاليم في هــــذه البــــــلاد !!
تلك المتغيرات السياسية التي تجري في البلاد من وقت لآخر تسبب الكثير والكثير من الأذى والأضرار لبعض الفئات من أبناء الشعب .. والكثيرون من هؤلاء الأبرياء هم ضحايا تلك القرارات الخاطئة الظالمة المجحفة !! .. وأية مرحلة سياسية جديدة تتم في هذه البلاد تسبب ذلك الظلم الكبير على قطاع كبير من أبناء الشعب السوداني .. وهي تلك الفئات التي تعاقب زوراً وبهتاناً في أغلب الأحيان !.. وقد أثبتت التجارب خلال الستين عاماً الماضية بأن تلك التغيرات السياسية التي تجري في البلاد توقع دائماً تلك الأحكام التعسفية الجائرة على بعض الفئات السودانية من قبيل الانتقام والتنكيل !.. وأية مرحلة سياسية جديدة في البلاد تمتطي ذلك النوع من الحماس الجائر الظالم الذي يعادي الآخرين من منطلق المواقف السياسية أو الخلافات الفكرية أو تلك الكيديات والأحقاد .. وفي خضم أية مرحلة جديدة يتم معاقبة فئات من أبناء السودان لمجرد الظنون أو لمجرد الاتهامات أو لمجرد الشكوك والتكهنات !!.. ثم تجري كالعادة تلك التصفيات الظالمة الجائرة على الكثيرين من هؤلاء الأبرياء من أبناء الأمة السودانية !! .. وعادة تتم تلك التصفيات والإبعاد تحت فرية الموالاة للنظام السابق .. أو تحت فرية عدم الموالاة للنظام الجديد .. وكذلك يتم تلك التصفيات والإبعاد من منطلق المؤامرات والكيديات الشخصية .. أو من منطلق الخلافات والتوجهات السياسية .. وفي كل مرحلة سياسية جديدة تمر بالبلاد يتعرض فيها بعض أبناء السودان الأبرياء لتلك التصفيات الظالمة بغير جرم أو ذنب .. وبالتالي فإن تلك الظاهرة الظالمة الكئيبة قد أصبحت مألوفة في عرف الشعب السوداني عند معايشة أية مرحلة سياسية جديدة .. وقد أصبحت تلك الظاهرة الظالمة معتاداً بكثرة التجارب في الماضي .. وتلك الظاهرة الغير حضارية والغير سوية تؤكد بأن دولة السودان يفلت فيها ميزان العدالة في الكثير من الأحيان .. وتلك شائبة تلوث كثيراً وجه العدالة في هذه البلاد .. والمعيار السليم الصحيح الذي يسري في تلك الدول المتقدمة هو أن تكون جهات العدالة مستقلة ومحايدة لا تتأثر إطلاقاً بتلك التقلبات السياسية التي تحدث في البلاد .. ولا تواكب إطلاقاً تلك الصيحات التي تدين هؤلاء أو هؤلاء من منطلق الخلافات والاختلافات .. وهي تلك الصيحات المقرونة بالعواطف الهوجاء في أغلب الأحيان .
في كل تلك المراحل السياسية التي مرت بالبلاد كانت تتم تلك التصفيات والاستغناء عن خدمات البعض من أبناء الشعب السوداني بفرية ( الإبعاد للصالح العام ) .. وذلك المصطلح من أغرب المصطلحات التي تتخذ للانتقام من الأبرياء وغير الأبرياء .. وهو مصطلح لا يجاري نصوص القوانين وحقوق الأفراد بأي حال من الأحوال .. وفي أكثر الأحيان فإن ذلك المصطلح يمارس من أجل التشفي والانتقام !! .. وتلك القرارات الجماعية الظالمة لا تمت للعدالة بأية صلة من الصلات !.. والمصيبة الكبرى تتجلى حين تنصاع تلك الجهات الرسمية لصيحات البعض من أفراد الشعب السوداني الذين يطالبون بإبعاد تلك الفئات أو تلك الفئات !! . أو بإبعاد فلان أو علان لتلك الخلافات السياسية .. وهؤلاء يطالبون بتلك التصفيات دون التفكير بنوع من العقلانية السليمة والتريث .. ويهمهم فقط ذلك الانتقام والتشفي المبني على الخلافات والمواقف السياسية !!.. وفي هذه الأيام توجد تلك الأصوات التي تنادي بالتصفيات الجماعية .. وأصحاب تلك الأصوات ينسون أو يتناسون كلياً بأن شعارات الثورة المرفوعة هي ( حرية وعدالة وسلام ) .. وليس ( حرية وانتقام وتشفي !! ) .. وإذا علمنا بأن ذلك النظام البائد كان يرفع شعارات ( مولاة أو إبعاد ومطاردة !! ) .. فلا يعقل إطلاقاً أن يجاري الثوار بعد الانتفاضة نفس تلك الشعارات الظالمة المجحفة حيث شعارات : ( إبعاد وملاحقة ومطاردة !! ) .. وهي تلك الممارسات الإجرامية الغير سليمة .. وهؤلاء البعض مع الأسف الشديد يطالبون بشدة أن تتم تلك التصفيات الجماعية بطريقة شاملة تلاحق المجرمين وفي نفس الوقت تلاحق الأبرياء .. وذلك دون أن يتحروا إطلاقاً ليفرقوا بين الطالحين والصالحين .. ومن سخرية الأحوال في أكثر الحالات أن هؤلاء المطلوبين للإبعاد والتصفيات بحق وحقيقة يفلتون من تلك القرارات .. ويتواجدون في تلك المناصب والوظائف رغم أنف الجميع بأسباب تلك المراوغات والزوغان !!.. بجانب تلك المحسوبيات والمعارف والمجاملات .. بينما أن هؤلاء الغلابة المساكين من أبناء الشعب السوداني هم الذين يتعرضون لتلك التصفيات العشوائية الغبية الغير منصفة والغير عادلة .. ويدفعون كل مرة أثمان تلك القرارات الغير منطقية والغير سليمة .
تخيلوا يا عقلاء الناس : فئات تكون هي المطلوبة للإبعاد والتصفيات تتواجد في تلك الوظائف وفي تلك المناصب رغم أنف الجميع .. وفئات أخرى هي تلك المغلوبة على أمرها ثم تجري عليها قرارات الإبعاد والتصفيات دون أي جرم أو جريمة !!! .. والمعضلة الأساسية في هذا السودان أن تلك الجهات التي تتخذ قرارات الإبعاد والتصفيات لا تتحرى الحقائق إطلاقاً ويمكن التلاعب بعقلها بمنتهى السهولة !! .. ويمكن لأي شخص لديه تلك المقاصد والمآرب أن يجد الاستجابة من تلك الجهات لمجرد التلميح .. فتلك الجهات عاجزة ولا تملك الإمكانية الفنية والمهنية لكي تبعد من يستحق الإبعاد ولكي يبقي من يستحق الإبقاء .. وصدقوني فإن بعض تلك الجهات تتخذ تلك القرارات التعسفية لمجرد قراءة تلك الاتهامات التي قد ترد ضد شخص من الأشخاص في موقع من مواقع التواصل الاجتماعي !! .. ومعظم تلك القرارات الخاصة بالإبعاد والتصفيات تتخذ اعتماداً على أقوال بعض الصحف والمجلات والإشاعات .. ولعمري فإن ذلك من أغرب القرارات الظالمة فوق وجه الأرض .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست