كرامة مستعارة وتحالف يتآكل من الداخل كتبه محمد هاشم محمد الحسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-04-2025, 08:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2025, 02:08 AM

محمد هاشم محمد الحسن
<aمحمد هاشم محمد الحسن
تاريخ التسجيل: 05-09-2025
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كرامة مستعارة وتحالف يتآكل من الداخل كتبه محمد هاشم محمد الحسن

    02:08 AM June, 23 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد هاشم محمد الحسن-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لماذا تتصدع التحالفات في بورتسودان؟ وهل الحرب حقًا من أجل الكرامة أم لتوزيع الغنائم؟ ومن يعبأ اليوم بالمواطن الذي يُقتل باسم كرامته؟

    منذ بدء الحرب السودانية، ظل الخطاب الرسمي لمعسكر الجيش وحلفائه يرفع راية الكرامة والدفاع عن الدولة في وجه التمرد والانفلات، لكن مشهد الخلافات المتصاعدة داخل بورتسودان، لا سيما حول تشكيل الحكومة الانتقالية، أزاح القناع عن جوهر المعركة الحقيقية. فكلما تعثرت مشاورات التشكيل، وكثرت التصريحات المتبادلة بين الفاعلين، بات جليًا أن هذه الحرب، بما تحمله من شعارات وطنية، ليست سوى صراع سافر على تقاسم النفوذ والامتيازات، تجري على أنقاض معاناة المواطن الذي لم يحضر إلا كشعار في المواجهة، لا كأولوية في الفعل.

    كامل إدريس، الذي طُرِح اسمه رئيسًا للوزراء، تحوّل منذ الأيام الأولى لتكليفه إلى عنصر توتر داخل التحالف بدلًا من أن يكون نقطة التقاء. لم يكن لافتقاره إلى الحاضنة السياسية فحسب، بل لأن تكليفه تم من خارج أي عملية تشاورية، ما أضعف صورته وجعله أقرب إلى شخصية بروتوكولية تسعى لإرضاء قوى متنافرة أكثر من تقديم مشروع إنقاذ وطني. سرعان ما تحولت المشاورات إلى سوق مفتوحة للمساومات، حيث طالبت ميليشيات موالية للجيش بنصيب وافر من وزارات الريع الاقتصادي.( المالية، المعادن، الطاقة). احتجّت حركات تقليدية كجبريل ومناوي، وتمسكت بـ(استحقاقها)، بل طالبت بمنصب نائب رئيس مجلس السيادة، وصرح عقار بتوجهة الى حق تقرير المصير اذا تم المساس بإتفاق جوبا فاشتد الصراع، وتعطلت كل محاولات التوفيق.

    داخل هذا المشهد المتأزم، بدأ برهان يعيد ترتيب أوراقه. سُحبت صلاحيات حيوية من وزارة المالية التي يديرها جبريل، وتمت إقالة وجوه محسوبة على الحركات، وبدأت دوائر في التحالف تصرح بوضوح، (لقد انتهى دور جبريل ومناوي، واستهلكوا كل رصيدهم، ويجب طردهم). ولم يكن هذا إلا تتويجًا لنهج استخدمهم كمجرد منديل سياسي مؤقت، أُدِّي فيه دور رمزي، ثم أُلقي به في سلة المهملات حين لم يعد نافعًا. خرج مناوي يهدد ويتوعد، لكنه بدا معزولًا، بينما لم يعد جبريل يملك ورقة ضغط سوى التمسك بمقعد تم تقليص صلاحياته يومًا بعد يوم.

    الأخطر أن هذا الانهيار الداخلي جاء في وقت توجّه فيه محمد حمدان دقلو بكلمات محسوبة إلى الحركتين وقال نحن لا مشكلة لنا مع مناوي وجبريل، وإن أتوا اليوم فمرحبًا بهم. هذه العبارة لم تكن دعابة سياسية، بل رسالة تكتيكية لضرب المعسكر الخصم في خاصرته الرخوة. إنها مغازلة غير بريئة، تهدف إلى فتح ثغرة استراتيجية في تحالف يترنح أصلًا بين هواجس الاحتواء ومخاوف الانشقاق.

    كل ذلك يجري في ظل واقع اقتصادي وإنساني بالغ القسوة، حيث تتساقط المدن تحت الجوع والتهجير والبطالة، بينما تتصدّر واجهة المشهد مفاوضات لتوزيع المناصب والحقائب. المواطن الذي وُعد بأنه جوهر الحرب، اختفى تمامًا من المعادلات السياسية، لا موازنة خدمية طُرحت، ولا خطة عودة نازحين نوقشت، ولا خطاب واحد صدر يُبشّر بحياة أفضل. الكرامة المعلنة تبدو مستعارة، تُستخدم شعارًا للشرعية، بينما تُهمّش حقوق الناس وتُبتلع أصواتهم خلف صخب السلطة.

    ومن خلال قراءة المشهد كما يتطور على الأرض، تتضح ملامح بنية سياسية تتآكل ذاتيًا، أكثر مما تتعرض لضرب من الخارج. التناقضات البنيوية في تحالف بورتسودان لم تُحل، بل جرى ترقيعها بصفقات لا تدوم، وتحالفات قائمة على ضرورة اللحظة لا على مشروع جامع. صمت القوى الصاعدة داخل التحالف، وتصدّع الحلفاء القدامى، يُنبئ بأن هذا البناء لن يصمد طويلًا في وجه أول هزة سياسية قادمة، خصوصًا إذا فشل إدريس في تشكيل حكومته، أو أُجبر على الاستقالة.

    لم تعد البلاد بحاجة إلى عبارات عن الحكمة السياسية أو نوايا الإصلاح. فالحقيقة الجارحة أن السلطة الحالية لا تسير في اتجاه معالجة جذور الحرب، بل في تعميقها باسم الوطنية. كل طرف يُريد (الدولة) لنفسه، لا للوطن، ويخوض الحرب تحت راية الكرامة لكنه لا يقيم وزنًا لكرامة المواطن ولا لكرامة المعنى. وفي هذا الفراغ الذي تتكلم فيه البنادق وتفاوض فيه الولاءات، يبدو أن الأزمة الحقيقية ليست في من يحكم السودان بل في من لا يستحي أن يحكمه هكذا.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de