مدخل قيل (تترك وطنك فقط حين ﻻ يترك لك الوطن مجاﻻً للبقاء.)
تصدرت مواقع الأخبار خبر ( لقي 11 سودانيا مصرعهم غرقا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا ، في رحلة كانت تستهدف اليونان ومنها إلى بريطانيا طلبًا للجوء.) مثل هذا الخبر تكرر كثير فى السنوات الاخيره لحكم الإنقاذ و الان عاد بسبب الحرب. الهجرة الغير شرعية أصبحت حل رغم المخاطر إلتى تحفها،يفرون من جحيم الوطن إلى المجهول.. أصبحت الهجرة السبيل الوحيد لكثير من الشباب بعد أن ضاقت بهم البلادو تحطمت أحلامهم ،لم يقصر الذين يتمسكون بمقاليد الحكم من توفير عوامل الطرد. أصبح الشباب يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على حياة ترد لهم حقوقهم المسلوبة، الوطن بالنسبة لهم مدمر للاحلام يرتفع فيه صوت البندقية و المنافقين وأصحاب المصالح الشخصية. الصراع بين الواقع والأحلام بالنسبة للشباب صراع مميت يقتل الإبداع احيانا يتمحور الحلم فى توفير السكن ولقمة العيش أصبح هذا الحلم البسيط محال فى الوطن. كلما يحاول الشباب العمل الجاد لبناء مستقبلهم تغلق الابواب..الا باب الهجرة يظل هو الخيار الامثل بالنسبة لهم هجرتهم ليس حب فى الغربة وإنما فرار من جحيم وطن فشل الساسة والعسكر فى خلق واقع مستقر. المحصلة حرب دمرت البلاد ادخلتها فى مرحلة عدم الاستقرار و الانفلات الامنى وتدني مستوى المعيشة وارتفعت وتيرة المعاناة ب ارتفاع الأسعار ورواتب هزيلة لا تكفي ليوم... هذه الأوضاع خلقت نوع من السخط وجعلت الشعور بالاحباط هو المسيطر. الهجرة دليل كافى لفشل الحكومات لانها تقذف بالشباب نحو الموت بدل من ان تحتضنهم. فعلا كما قيل : (المال في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.) لابد من وجود إرادة سياسية قوية من أجل الإصلاح السياسي والعسكري والامني وخلق الاستقرار الذي يسهم فى نهوض المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي دون ذلك سيكون بالنسبة للشباب البديل القاسي هو اختيار الهجرة عبر قوارب الموت.. فى كثير من الأحيان لن يكون البحر رحيما بل أشد قسوة،تبقي الحقيقة المؤلمة قد يصلون أو لا يصلون إلى بر الأمان. أصبحت الهجرة هوس يلازم الكثيرين.. بعد أن فقدوا الوطن الذي يمنحهم حقوقهم البسيطة كما قيل : (الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالإنتماء والدفء والإحساس بالكرامة.) خسارة الوطن ليس بخسارة العقول فقط بل بخسارة حياة كثير من الشباب الواعد بالبناء والتعمير. يجب أن تستفيد الحكومة من التجارب بتوفير فرص العمل وتشجيع الشباب على الاستثمار ودعم المشاريع الشبابية فى كافة المجالات الزراعية والصناعية، والاهتمام بالنوادي الثقافية والمؤسسات إلترفهية التى ترفع الوعي. مازالت موجة الهجرة ترتفع بسبب الحروب و الفقر و الأوضاع السياسية الغير مستقرة التى جعلت الشباب يفكرون فى الهروب من وطن يجبرهم على الهجرة فعلا (أمام كل القنصليات الأجنبية تقف طوابير موتانا ، تطالب بتأشيرة حياة خارج حدود الوطن.) اعذروني لانى أكرر هذه الأبيات عندما تبتلع المحيطات والبحار أبناء الوطن. لم ضقـت يا وطني بـنـا قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني.. عند بابـك قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك فبخلت يوما بالسكن والآن تبخـل بالكفـن ماذا أصابك يا وطـن.. حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected] تم الإرسال من جهاز هواوي اللوحي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة