قــراءة فـي ملــف دارفـــور (1-2)- بقلــم / طــه داوود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-18-2020, 08:40 AM

طه داوود
<aطه داوود
تاريخ التسجيل: 04-29-2010
مجموع المشاركات: 375

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قــراءة فـي ملــف دارفـــور (1-2)- بقلــم / طــه داوود

    08:40 AM August, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    طه داوود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    قـــراءة فــي ملـــف دارفــور (1-2)

    بقلم / طـه داوود
    samoibal@yahoo. com


    • في عام ١٩٨٨م، إن لم تخني الذاكرة، كنت أقف بمعية زميل من أبناء نيالا أمام لجنة التوظيف الخاصة بإقليم دارفور في مكتبها بجوار مباني السفارة المصرية جنوبي سور قاعة الصداقة بالخرطوم، حيث دأبت الحكومات في الخرطوم على تخصيص لجنة خاصة للتوظيف لاقليم دارفور باعتباره منطقة شدة لا يرغب الخريجون في العمل هناك بسبب الهشاشة الأمنية. بعد معاينة قصيرة عرضت علينا اللجنة فرصة للتوظيف لنا كضباط اداريين في دارفور، زميلي وافق على الفور أما انا فترددت وانسحبت بالرغم من شح فرص العمل أمام الخريجين.

    • هذه المقدّمة تؤكد الحالة الاستثنائية لدارفور الذي ظلّ يعاني بصورة متواصلة على مدار العقود المنصرمة.

    • دارفور بمساحته الشاسعة التي تعادل مساحة فرنسا، شهد حالة من الانفلات الأمني والنزاعات الدموية أقعدت الاقليم وحالت بينه وبين الاستقرار والازدهار وإيجاد صيغة للتعايش والتعاون والتصالح بين سكانه البالغ عددهم نحو ١٠ ملايين نسمة بينما استطاع سكان فرنسا البالغ عددهم ٦٥ مليون نسمة خلق مجتمع متجانس ومتسامح نجح في النهوض بالبلاد ووضعها في الصف الأول بين الدول الرائدة عالمياً على كافة الاصعدة. أعتقد أن فشل دارفور في النهوض مسبباته خارجية وداخلية، مع التنويه إلى أنّ العوامل الخارجية كانت دوماً هي الأقوى في إشعال حرائق دارفور، وهذا الفشل، في نهاية المطاف، انعكاس لفشل الدولة السودانية المزمن في بناء الدولة الوطنية.

    • من المؤكد أن الثنائية هنا قديمة قِدَم دارفور، ولكن في أغلب الحقب السابقة كان التعايش السلمي هو سيد الموقف، حيث توافَقَ السكان على نوع من التسوية تحترم التباين وتنبذ إلغاء الآخر، فالأرض تتسع للجميع: للمستقرين وللسيارة، للمزارعين وللرعاة. بل، نجد أن الحاجة خلقت شكلاً من أشكال التكامل الاقتصادي بين المجموعات العربية والافريقية.

    • فالفور والزغاوة والمساليت وغيرهم من القبائل الافريقية ظلّوا يعبِّرون عن هوياتهم الثقافية عبر لغاتهم وعاداتهم وخصوصياتهم، مع عدم إغفال حقيقة التأثير الواضح والقوي للثقافة العربية على تلك الثقافات بفضل الدين كقاسم مشترك أعظم بين كل سكان الاقليم، وبنفس المستوى تعايشت المجوعات العربية في سلام مع شركائهم في الماء والكلأ والمصير وإن اختلفت السحنات واللغات، فتلك سنة الله في الأرض.

    • ولكن، طرأت نوازل على دارفور، وغالباً من أطراف خارجية لا تفقه شيئاً عن التركيبة الاجتماعية لسكان دارفور، فدسَّت هذه الأطراف أنفها، وشاركت بلسانها ويدها في إشعال الفتنة وإفساد التعايش السلمي الفريد في هذا الجزء من العالم.

    • فمن منظور تاريخي نلاحظ أن سلطنة الفور بقيادة حكّامها العظام كانت صمام الأمان لديمومة صيغة التعايش السلمي بين الاثنيات المتعددة في الاقليم وكانت المظلة التي يلوذ بها الجميع عند الازمات، واستمرّ الأمر كذلك حتى سقوط دارفور تحت الحكم التركي المصري في العام ١٨٧٤م بعد أن غزا الزبير باشا بجيشه المعروف بالبازنقر (جنجويد ذلك العصر) سلطنة دارفور خدمةً للمستعمر التركي/المصري وقضى على جيش السلطنة بقيادة السلطان ابراهيم في معركة (منواشي) التي استشهد فيها السلطان ابراهيم بعد أن أباد البازنقر بنيران المدافع والبنادق الحديثة جيش السلطنة في هذه الملحمة التي واجه فيها فرسان سلطنة دارفور الموت بشجاعة منقطعة النظير، ليقدّم الزبير ود رحمة دارفور على طبق من ذهب للمستعمر، دون أن يقبض شيئاً مقابل ذلك سوى العار.

    • يقول ابراهيم فوزي في كتابه السودان بين يدي غردون وكتشنر (جـ ١: ١٣٩) في وصفه لدخول قوات الزبير باشا مدينة الفاشر (وتقدم الجنود نحو الفاشر عاصمة البلاد ونهبوا ما فيها حتى كانت الريالات مبعثرة على وجه الارض، والطرقات مملوءة منها، وفي اليوم التالي وصل اسماعيل ايوب باشا ونال حظاً كبيراً من الغنيمة).

    • بطبيعة الحال لم يكن للحكام الجدد أي معرفة بالمجتمع، ولم يكن لديهم وقت أو رغبة لمعرفة عادات وتقاليد المجتمع المحلي، وإنما انصب همهم في النهب وفي وضع الضرائب الباهظة على كاهل المواطنين وتطبيق سياسة فرق تسد (divide and rule) مما زاد من حالة التنافر والاحتقان بين المكوِّن الافريقي ونظيره العربي.

    • لم يدم الحكم التركي المصري لدارفور طويلاً، ففي العام ١٨٨١م أعلن محمد أحمد أنه المهدي المنتظر، فهرع اليه الناس من كل حدب وصوب فقاد ثورة عظيمة ضد المستعمر ونجح في طرده وتحرير البلاد.

    • المهدية كدولة لم تعمر طويلاً ولم يكن لها أي رؤية للنهوض بالبلاد، وإنما انهمكت في سلسلة من الحروب الداخلية والخارجية وصولاً إلى لحظة سقوطها كدولة، لا كفكرة في معركة كرري في سبتمبر ١٨٩٨م.

    • حاول على دينار استعادة أمجاد سلطنة الفور فاستقل بالاقليم بعد هزيمة كرري واستمر في الحكم حتى استشهاده في العام ٢٠١٦م لتعود دارفور الى حضن الدولة السودانية تحت مظلة الحكم الثنائي.

    • هذا التدخل (الخارجي) في كل صغيرة وكبيرة من شئون الاقليم الغني بموارده الزراعية والحيوانية والمعدنية ساهم بصورة مباشرة وغير مباشرة في تفاقم النزاعات بين المجموعات العربية والافريقية في الاقليم، وحتى بعد نيل البلاد استقلالها لم تغيّر الأنظمة الوطنية التي تعاقبت على سدة الحكم من أساليب التعامل مع الاقليم والمرتكزة على سياسة الاستقطاب والانحياز، وصولاً الى عهد الإنقاذ البائد الذي فشل في قراءة واقع الاقليم بصورة صحيحة، فجاءت المعالجات مشوّهة وبعيدة عن تحقيق طموحات السكان في رفع الظلم وإعادة الاستقرار، فتحولت الإضطرابات الأمنية الى صراع سياسي بين مكوّنات الاقليم مع التوجّه لاحقاً نحو الاصطفاف القبلي بعد تشكيل الحركات المسلحة من المجموعات الافريقية لمقاتلة الجيش الحكومي وحلفائه من القبائل العربية في الإقليم والتي اشتُهرت في مرحلة لاحقة بقوات الجنجويد، مع ضرورة التنبيه إلى أن التحالف الحكومي مع القبائل العربية لم يشمل كل القبائل العربية في دارفور، حيث رفض العديد منها الانغماس في الفتنة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

    • إن الصراع الذي عمّ دارفور بتجلياته المشار إليها في الفقرة السابقة ما هو إلا تعبير عن صراع الهوية في هذا الاقليم بين مكوّنه العربي والإفريقي، وهو صراع جديد لم يألفه سكان الإقليم المتعايشون بصورة سلمية منذ آماد بعيدة حتى داهمتهم هذه الفتن التي لم يعهدها الأسلاف.

    • في موضوع الهوية نستطيع أن نجزم بأن هناك العديد من المشتَرَكات ما بين القبائل العربية والافريقية الدارفورية مثل الدين والتاريخ والموقع الجغرافي، ولكن تظل هناك عناصر أخرى ذات طابع خصوصي في موضوع الهوية مثل اللغة والعادات التي ينبغي أن تجد الاحترام والصيانة من جانب الطرف الآخر المختلِف بدلاً من السخرية منها والسعي لطمسها واجتثاثها.

    • لا مجال لأيٍ من الطرفين إنكار تأثره بثقافة الآخر، فهناك شئ من الهوية الافريقية ضمن الهوية العربية لسكان دارفور، كما أن هناك أثراً من الهوية العربية في تشكيل هوية المجموعة الافريقية في دارفور، وهذا التأثير المتبادل لا يمكن إنكاره أو التخلص منه طالما أن الجميع يتشاركون نفس الرقعة الجغرافية بأسواقها ومزارعها ومدارسها، هذا هو الواقع القائم منذ القدم في هذا الجزء من الوطن، ومن الخطأ محاولة البعض خلط الأوراق لإحداث تغيير ديمغرافي وثقافي في الاقليم من خلال العنف والقتل والتهجير.

    التحية،،،
    16/8/2020























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de