قراءة تحليلية في المشهد السوداني: بين التعبئة للحرب وجراح الفاشر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-03-2025, 07:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2025, 05:34 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12532

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة تحليلية في المشهد السوداني: بين التعبئة للحرب وجراح الفاشر

    06:34 PM October, 29 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    لحظة وجودية في تاريخ الدولة السودانية

    يمر السودان بلحظة تاريخية حرجة تتقاطع فيها السياسة مع السلاح، والسلطة مع البقاء، في مشهد يعكس أزمة وجودية عميقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
    تتجاوز الأزمة حدود الصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتكشف عن مأزق أيديولوجي وسياسي يتمثل في محاولة بعض القوى، وعلى رأسها الحركة الإسلامية، استثمار الحرب كأداة للبقاء واستعادة نفوذها بعد سقوطها بثورة ديسمبر 2019.
    في المقابل، تقف قوى مدنية وسياسية تحذر من أن استمرار الحرب يعني انهيار الدولة واندثار ما تبقى من النسيج الوطني.
    أولاً: الاستراتيجية السياسية للحركة الإسلامية – التعبئة كأداة بقاء
    في اجتماعات مغلقة جمعت قياداتها السياسية والعسكرية، توصلت الحركة الإسلامية، بقيادة علي كرتي، إلى تقدير موقف يرى أن أخطر ما يواجهها يتمثل في:
    الضغوط الدولية (الآلية الرباعية ومنبر جدة)، التي تسعى لفصلها عن الجيش واستبعادها من أي تسوية قادمة.
    وقف إطلاق النار، الذي تعتبره الحركة تهديدًا لمكاسبها الميدانية وإعادة لـ"قوى الثورة" إلى الساحة السياسية.
    بناءً على ذلك، أطلقت الحركة حملة "التعبئة العامة" كخيار وجودي، تتضمن:
    تعبئة دينية وإعلامية لتبرير الحرب تحت شعارات مثل "المجد للبندقية".
    عزل العناصر "المتساهلة" داخل الجيش أو الرافضة للتصعيد.
    إفشال المبادرات الدولية التي تدعو إلى وقف الحرب.
    من منظور الحركة، هذه الاستراتيجية عقلانية لحماية مشروعها السياسي والديني، لكنها في الواقع حولت الحرب إلى أداة سياسية في صراع على الشرعية والسلطة، متجاهلة الانهيار الاقتصادي الكارثي (تضخم يفوق 300%)
    والنزوح الجماعي الذي تجاوز 10 ملايين سوداني وفق تقديرات الأمم المتحدة.
    ثانياً: المأساة الميدانية – الفاشر كرمز لانهيار الدولة والضمير
    بينما تُدار غرف التعبئة في الظل، يعيش المدنيون في الفاشر وبارا جحيماً يومياً.
    وثّقت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال انتهاكات مروعة شملت:
    قصفاً عشوائياً للأحياء السكنية أدى إلى مقتل المئات.
    عمليات اغتصاب ونهب واسعة، تجاوزت 500 حالة موثقة خلال عام 2025.
    تجويعاً ممنهجاً عبر منع المساعدات، مما أدى إلى مجاعة في مخيمات مثل زامزام وأبو شوك.
    يقول بابكر فيصل، القيادي في تحالف "صمود"، إنّ قوات الدعم السريع تتحمل المسؤولية الكبرى عن هذه الجرائم، لكنه يضيف أن الجيش بدوره دعم ميليشيات قبلية زادت الوضع اشتعالاً.
    ويرى أن "القبلية والجهوية أصبحت وقوداً للحرب"، وأن خطاب الكراهية المنتشر على وسائل التواصل "غرس بذور تقسيم دائم بين السودانيين".
    بهذا المعنى، تحولت الفاشر من ساحة مواجهة عسكرية إلى جرح رمزي في جسد الوطن، يعكس مدى تفكك السلطة وفقدان الضمير الجمعي.
    ثالثاً: قراءة نقدية – من يدير الحرب ولمصلحة من؟
    تكشف القراءة النقدية أن الحرب الحالية ليست فقط مواجهة عسكرية، بل نتيجة مباشرة لفشل المشروع السياسي للحركة الإسلامية بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021.
    فعندما عجزت عن السيطرة عبر الأدوات السياسية، لجأت إلى "التعبئة الدينية والعسكرية" لاستعادة المشهد.
    ويلاحظ مراقبون أن الخطاب التعبوي الجديد، بشعاراته الدينية والعسكرية، يُستخدم لتبرير الحرب ضد "الخونة والعملاء"، وهو ما يفتح الباب أمام انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، كما حدث في دارفور.
    السؤال الجوهري الذي يطرحه المراقبون هو:
    كيف تدعو هذه الحركة إلى "الدفاع عن الوطن" بينما تحوّل خطابها الإعلامي إلى أداة لتمزيق المجتمع؟
    الإجابة تكمن في أن أولويتها ليست الوطن بل البقاء السياسي والأيديولوجي، ولو كان الثمن هو تفكك السودان نفسه.
    رابعاً: المشاريع المتصارعة – حرب حتى النهاية أم سلام للبقاء؟
    من قلب المأساة، يبرز مشروعان متضادان يحددان مستقبل البلاد:
    الاتجاه الداعمون الأسس المخاطر
    مشروع التعبئة والتصعيد الحركة الإسلامية، فصائل داخل الجيش استمرار الحرب حتى "النصر الكامل" واستعادة المشروع الإسلامي تفكك الدولة، مجاعة واسعة، تدخل خارجي
    مشروع السلام والانتقال المدني قوى مدنية (تقدم، صمود)، بعض الضباط، دعم دولي وقف فوري لإطلاق النار، عزل القيادات المثيرة للجدل (البرهان، حميدتي)، انتقال مدني عودة الإسلاميين عبر الانتخابات أو انهيار المؤسسة العسكرية

    يرى مراقبون أن المشروع الثاني، رغم مخاطره، هو الأكثر واقعية وإنسانية، لأنه يوقف نزيف الدم ويعيد بناء الثقة الوطنية. أما مشروع التعبئة فيغذي الحرب الأهلية ويهدد بانفصال دارفور وكردفان وتحول السودان إلى "صومال جديد" في قلب إفريقيا.

    على مفترق طرق

    يقف السودان اليوم على حافة الهاوية.
    المشهد لا يمكن اختزاله في صراع بين جيش وميليشيا، بل هو صراع بين رؤيتين للوجود الوطني:

    رؤية ترى خلاصها في الحرب والتعبئة الأيديولوجية.

    ورؤية تنشد السلام كشرط للبقاء واستعادة الدولة.

    ومع سقوط الفاشر الكامل، تتجاوز الأسئلة حدود السياسة إلى سؤال وجودي:

    هل يبقى هناك وطن يمكن العيش فيه بعد أن تبرد جمرة الحرب؟

    الجواب ليس في البنادق ولا في غرف العمليات، بل في عودة الشعب كمصدر وحيد للشرعية، وفرض إرادته لوقف الحرب قبل أن يُمحى اسم السودان من خرائط التاريخ والجغرافيا معاً.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de