في ليلة يوم الاثنين 16مارس الجاري تعرض عدد من المواطنيين السودانيين المقيمين في دولة افريقيا الوسطى الى أبشع جريمة قتل، حيث وقعت الحادثة في منطقة انديلا وراح ضحيتها حوالى ال 18 سوداني، وتشير المعلومات الواردة بان هاؤلاء السودانيين الذين اغتيلوا غدراً كانوا مقيمين في افريقيا الوسطى ويعملون في التجارة، وتحركوا في نفس ليلة الحادثة من منطقة انديلا الى كاكوبندرو مستقلين سيارة، وفي اثناء الطريق اعترضتهم مجموعة مسلحة يقودها شخص يدعى الجزولي، واطلاقوا عليهم وابل من الرصاص ادى الى مصرع الجميع ومن بينهم والد الناشط سالم النو، وعلى حسب احاديث بعض الناشطين، ان المدعو الجزولي قائد مليشيات تنشط في جرائم القتل والنهب في الحدود ما بين السودان وافريقيا الوسطى، ولها صلة وعلاقة وطيدة مع المجرم المتواجد في افريقيا الوسطى والهارب من العدالة على كوشيب وهو مطلوب لدى محكمة العدل الدولية، ولقد نشر في الاسافير خلال شهر فبراير الماضي ان على كوشيب هدد بتصفية ناشط كشف عن تحركات قواته في منطقة ابو جرادل ونيالا بولاية جنوب دارفور، حيث اتصل سائق المجرم على كوشيب من منطقة براو التابعة لدولة افريقيا الوسطى بالناشط سالم النو مهدداً بملاحقته وتصفية اسرته، وطالب سالم النو السلطات بتوفير الامن لاسرته، ولعلنا قد نلاحظ ان سمة علاقة بين ما تم ذكره من تهديد وجريمة القتل التى نفذت، وان تفسيرها لا يخرج عن هذا السياق، ويعتبر على كوشيب احد اكبر المجرمين الذي ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور، وان النظام البائد له اذرع مليشيات مكونة من سودانيين واجانب مرتزقة على طول الشريط الحدودي ما بين اقليم دارفور وافريقيا الوسطى، وفي وقت سابق من العام 2014 اتهمت الحركات المسلحة اجهزة المخابرات الروسية التى تدعم النظام بتدريب هذه المليشيات وضباط من الامن السوداني، ونحن نعلم بان النظام البائد هو الذي سمح لجيش الرب الذي يحارب الحكومة اليوغندية منذ 1988, وتصنفه الولايات المتحدة الامريكية بالارهابية بان تدخل الى الاراضي السودانية، وقدم النظام لها دعما كبيرا وفتح معسكرات تدريب على الحدود مع افريقيا الوسطى، وفي العام 2012 تم تأسيس قوة ثلاثية مشتركة مكونة من السودان وتشاد وافريقيا الوسطى، بهدف تأمين الحدود بين هذه الدول من الجماعات المسلحة التى تنشط في هذا الشريط الحدودي، وفي العام 2013 تم سحب الجنود السودانيين والتشاديين من القوة الثلاثية المشتركة، وذلك على أثر اندلاع صراع طائفي بين المسلمين والمسيحين في افريقيا الوسطى راح ضحيتها الآلاف من المواطنيين، والنظام البائد كان يدعم احدى هذه المجموعات وهي عصابة تسمى "السيليكا" وتعني التحالف وتتكون من عدة عصابات خطيرة تحترف الاجرائم وغالبيتهم من المسلمين، وهدفها الرئيسي هو الاطاحة بحكم الرئيس فرانسوا بوزيزيه، وفي العام 2019 توسط البشير على استضافة اتفاق سلام بين المتمردين وحكومة افريقيا الوسطى على الرغم من تخوف فرنسا من هذا الاتفاق وهى تدرك نوايا النظام البائد، حيث وقعت 14 حركة مسلحة على اتفاق سلام مع حكومة افريقيا الوسطى في الخرطوم شمل على تقسيم السلطة والثروة والحكم اللامركزي واعادة هيكلة القوات الحكومية، وكان للنظام البائد باع طويل في الصراع الذي حدث في افريقيا الوسطى، وعلى الرغم من سقوطه الا انه لا ذال مليشياته الاجرامية تمارس النشاط وترتكب ابشع الجرائم على طول الحدود بين دارفور وافريقيا الوسطي، والتى تقدر بحوالى 400 كيلو متر، وفي شهر سبتمبر من العام 2019 اصدر المجلس السيادي الانتقالي في السودان توجيهات ياغلاق الحدود مع ليبيا وافريقيا الوسطى، وذلك خوفا من المخاطر الامنية والاقتصادية التى قد تنجم من خلال هذا الحدود، ولا سيما ان الدولتين تشهدا صراعاً في الداخل، وعليه نحس حكومتنا الانتقالية ان لا تكتفي باغلاق الحدود فقط بل يجب ان تضع اهتماما كبيرا لهذا الشريط الحدودي وان تتابع المجرمين الذين ينشطون وتتمكن من القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وان تكافح كآفة اشكال الجريمة على هذا الشريط، وان العديد من جرائم القتل التى تحدث في دارفور لا تنفصل عن تلك التى تحدث في افريقيا الوسطى والشريط الحدودي، ولا سيما ان المجرمين ولا ذالوا مجهولين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد عبدالله ابراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست