واهم من ظن ان الجنرال شمس الدين كباشي من الحمائم التي تنادي بالسلام بل هو من الصقور التي كانت تنشط قبل اندلاع الحرب الحالية بالعمل علي شيطنة قوات الدعم السريع عبر مخاطبته لقاءات جماهيرية عن ضرورة عدم وجود جيشين في بلد واحد و هي كلمة حق اريد بها باطل فذات الجنرال الكباشي هو من تقبل وجود الدعم السريع عندما اصدار الرئيس المعزول عمر البشير قرار جمهوري في العام ٢٠١٣ بتكوينها و من ثم عبر البرلمان في ذلك الوقت اتخذت الطابع الدستوري كقوات نظامية ولدت من رحم القوات المسلحه كما كان يردد قائد الجيش الجنرال البرهان و لم تصبح قوات الدعم السريع مغضوب عليها الا بعد انحيازها الي ارادة الشعب السوداني الذي خرج في ثورة ديسمبر٢٠١٨م مطالب بالعدالة والحرية والسلام
لقد اتت مناسبات عديدة و لم يتم انتقاد المؤسسة العسكرية لقوات الدعم السريع بسبب انها كانت لا تزال في بيت الطاعة و لا حتي حادثة فض الاعتصام التي تم الزج بافراد منها بجانب عناصر ظهرت في مقاطع فيديوهات فض الاعتصام و قد كانت ترتدي زي قوات الشرطة وضابط يرتدي ملابس القوات المسلحه مع ان الاغلبية كانوا من الدعم السريع الا ان ذلك لا يجعلها تتحمل وحدها مسوولية فض الاعتصام و لكن المدهش ان قائد الجيش الجنرال البرهان بعد تمكنه من الفرار من القيادة العامة المحاصرة قال من مدينة بورتسودان ان الدعم السريع قد فض الاعتصام بدون التطرق بالاشارة الي العناصر العسكرية الاخري التي ظهرت معها في مقاطع الفيديو والاغرب من ذلك انه هو نفسه من خرج علينا عشية فض الاعتصام عبر تلفزيون السودان ببيان هام قال فيه لقد تم اعطاء الامر بفض الاعتصام ليعقبه الجنرال الكباشي في موتمر صحفي حيث كان يتولي مهام الناطق الرسمي عن المجلس العسكري الانتقالي في ذلك الوقت حيث قال قولته المشهورة ( حدث ما حدث) ولكن بعد قيام قائد قوات الدعم السريع بالاعلان عن اعتزازه للشعب للسوداني عن المشاركة في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م علي اساس انه عطل مسيرة التحول الديمقراطي في البلاد ذلك التصريح اغضب فلول النطام البائد الذين كانوا يأملون من الدعم السريع ان يكون درعهم الحامي وسيفهم البتار لينقلب السحر على الساحر ويصبح الدعم السريع حارس للثورة ومدافع عن الديمقراطية والمدنية
كان لابد أن يحدث الصدام فالاسلاميين بعد ما ساعدهم انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 علي تنفس الصعداء واسترجاع ما استرد منهم سابقا عبر لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989 لم يكونوا علي استعداد للرجوع مرة أخرى الي غياهب السجون و مصادرة اموالهم التي حصلوا عليها بطرق غير مشروعة والاخطر من ذلك هو احتمالية تنفيذ احكام الاعدام في قتلة الشهداء بعد تشكيل المحكمة الدستورية المرتبطة بتكوين الحكومة الانتقالية والتي غالبا ما سوف تاتي بخصومهم الذين سوف يطبقون العدالة التي مارسها الرعيل الأول من جيل الانقاذ بشكل معوج عندما اصداروا احكام عشوائية بالفصل والطرد من الخدمة المدنية بحجة ما يعرف بالصالح العام بل وصل الامر الي وقوع حالات قتل خارج القانون واعدامات عبر محاكم لا تراعي ادني حقوق الإنسان وغيرها من الانتهاكات الخطيرة ولكن الفرق هنا ان الثورة سوف تعاقب بنص القانون وليس وفق المزاج و كما تدين تدان
كل تلك العوامل جعلت الإسلاميين يتحدون لاجل تعطيل مسيرة ثورة ديسمبر و يكفي الاستشهاد بما كان يحدث خلال افطاراتهم في شهر رمضان المبارك بالتحريض على الحرب في حال التوقيع على الاتفاق الاطاري و حدث ما كانوا يعملون من اجله بادخال البلاد في فتنة كبري باندلاع الحرب يوم الخامس عشر من ابريل من العام 2023 و بكل اسف وقف كل من قائد الجيش ومن معه من جنرالات في خانة الاسلاميين الذين خدعوا الناس بان عناصرهم في الجيش واضافة الى مليشيات البراء بن مالك وغيرهم قادرين خلال ستة ساعات من القضاء علي قوات الدعم السريع وكما يقال ان العبرة بالخواتيم فقائد الجيش ونائبه تركوا ارض المعركة ونزحوا الي شرق السودان باختيارهم لمدينة بورتسودان لتكون عاصمة بديلة بعد ما اصبحت الخرطوم بنسبة 97% بيد قوات الدعم السريع اضافة الي سيطرتها على اجزاء واسعة من ولايات اقليم دارفور وكردفان والنيل الابيض و ولاية الجزيرة والاجزاء الجنوبية لولاية نهر النيل و الشمالية ربما ايقن الجنرال الكباشي ان الكفة لا تميل لصالحهم اعلن قبول التفاوض لذلك بعد ضمن الخروج من الخرطوم بطريقة سرية و اذا اعلن من دخلها عن رغبته في الذهاب إلى منبر جدة ربما تتعرض حياته الي الخطر فاكبر عتاة المجرمين من مليشيات الحركة الاسلامية موجودين بالخرطوم في القيادة العامة وسلاح الاشارة وسلاح المهندسين بعد ما تكبدوا خسائر فادحة في اليرموك والاحتياطي المركزي والمدرعات وغيرها من المناطق التي دخلتها قوات الدعم السريع التي تتفوق علي الفلول بالجاهزية و السرعة والحسم فالمفاوضات بالنسبة للكيزان تعني انهيار مخططهم بالرجوع الى السلطة
خلاف للهزائم العسكرية علي ارض الميدان فهناك تداعيات دولية قلبت ظهر المجن علي اماني وتطلعات الفلول فقد كانوا يحاولون الاستفادة من تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية وهجوم امريكا علي مصالح موسكو في العالم خاصة مجموعة (فاغنر) التي كانت تقاتل بشراسة في اوكرانيا حيث ظنت واشنطون ان للدعم السريع مصالح مع روسيا من خلال انتاج معدن الذهب تلك التوقعات الاقتصادية الامريكية جعلت مصر تدخل بجانب الجنرال البرهان بمداده بالسلاح والعتاد و مصر هي الاخري لها اسبابها الخاصة منها اهمية وجود نظام سوداني مطيع لسياستها ضد اثيوبيا حول موضوع سد النهضة الذي تظن مصر انه يهدد امنها المائي اضافة الي ان مصر لا تريد جيش سوداني قوي قد يهدد مستقبلها في اراضي حلايب وشلاتين وابي رماد التي تحتلها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي ، العامل الاخر الذي جعل البرهان يظن انه في موقف طيب هو التقارب مع اسرائيل تحت حجة التطبيع ولكن البرهان وقع في خطأ فادح باعادة العلاقات مع ايران (عدوه اسرائيل ) في توقيت حرج قبل اندلاع ازمة قطاع غزة بايام قليلة ما جعل اسرائيل تنظر الي البرهان بعين الشك والريبة خاصّة وان لايران نشاط سابق في تهريب السلاح عبر ميناء بورتسودان الي قطاع غزة ما جعل الجيش الاسرائيلي يقصف مصنع اليرموك لتصنيع الاسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم في العام 2012م ابان عهد المخلوع البشير الذي بعد ما قطعت المملكة العربية السعودية علاقتها مع ايران في العام ٢٠١٧ سارع هو الاخر الي قطع علاقة السودان مع ايران بحجة وقف نشر الفكر الشيعي و لكن الحقيقة كانت استجابته لطلب السعودية بالبعد عن المحور الايراني
مصر اليوم لا تستطيع تقديم شي للبرهان فهي تعيش على واقع ما سوف يحدث في قطاع غزة من احداث قد تقع في حال اقدام الجيش الاسرائيلي علي اجتياح القطاع واسرائيل لن تجازف بارسال اسلحة الي نظام متقلب ربما قد تتسرب تلك الاسلحة الي حركة حماس او حزب الله خاصة فئة الطيران المسير كنوع (برقدار) وهو مشروع صناعي دفاعي تركي اسرائيلي
والعقوبات الاقتصادية الامريكية لعبت دورا في تجفيف مصادر ادارة الحرب في ظل بلاد اقتصادها مشلول بسبب القتال و فرار المواطنين فكانت العقوبات التي اصدرتها وزارة الخزانة الأميركية علي شركات تتبع للجيش ومعاقبة شركات ومصالح علي كرتي القيادي الاسلامي الذي تسبب في اشعال الحرب اضافة الي معاقبة وزارة الخزانة الأمريكية لعبد الباسط حمز رجل المال والاعمال الاسلامي بسبب تورطه في دعم حركة حماس بالمال لها التاثير القوي علي مجريات الأحداث وهذه وحده تعتبر اكبر ضربة لدعاة الحرب في السودان من الفلول
اذا بالتالي قد تكون كل تلك الاسباب المذكورة اعلاه قد جعلت الاسلاميين يقبلون بالتفاوض مع الدعم السريع بعد ما كانوا قبل اشهر قليلة يرفعون شعار ( بل بس) في اشارة الي مواصلة القتال بلا شك هم يهدفون من التفاوض الي الخروج باتفاق بوقف اطلاق النار و ذلك تكتيك منهم بهدف كسب الوقت حتي تنقشع سحابة الاحداث في قطاع غزة وبعدها في حال حصولهم على اسلحة جديدة سوف يعودون للقتال من جديد فالاتفاق النهائي ليس مدرج في اجندة الفلول و لو كنت مكان قوات الدعم السريع لرفعت لهم نفس شعارهم القديم (بل بس) وعدم منحهم فرصة التقاط الانفاس الا عبر الاستسلام الغير مشروط خلاف ذلك لا فائد في التفاوض فاذا كان الكيزان في موضع الدعم السريع من حيث القوة والسيطرة ما قبلوا ابدا بالتفاوض
ان دولة 1956 يجب ان تسقط لصالح سودان جديد يسع الجميع وليس سودان الخيار والفقوس الذي جعل من المهمشين ينفرون منه لذلك يجب علي الدعم السريع التمسك بخيار اعادة تشكيل الدولة السودانية علي اسس جديدة تراعي مصالح وحقوق كل السودانين وان العودة الى الوراء لاوجود لها في قاموس المهمشين والفقراء في كل انحاء السودان ولا نقصد بالهامش مناطق معينة غرب البلاد فقط وانما يوجد مهمشين حتي في الشمال والوسط والشرق اضافة الي مناطق التهميش المتعارف عليها السودان يمكن ان يسع الجميع بشرط الا بعد اجتثاث الكيزان وتجار الدين والانتهازيين والعنصريين الجدد وصدق المثل الثوري الذي يقول (اضرب الكوز و هو سخن)
خوف الفلول من اشاوس الدعم السريع وقصة سقراط من هنا تأتي الهزائم كان لسقراط جار طبيب، استنكر على الملك تسمية #سقراط، بالطبيب الأول، فسأله الملك عن طريقة يثبت فيها أنه أكفأ من سقراط حتى يقوم بنقل اللقب إليه. فقال الطبيب: سأسقيه السم، ويسقيني، ومن يعالج نفسه يكون صاحب اللقب. وافق سقراط وحدد الملك موعد النزال بعد أربعين يوما. أحضر سقراط ثلاثة من الرجال الأشداء، وأمرهم بسكب الماء في أوعية، ودقه كل يوم على مسمع الطبيب. وفي يوم الواقعة، شرب سقراط سم جاره الطبيب، فاصفر لونه وأصابته الحمى، ولكنه عالج نفسه بعد ساعة، ثم ناول سقراط خصمه قارورة السم، التي ظل الرجال يدقونه أربعين يوما على مسامعه، فلما شربه خر ميتا! عندها قال سقراط للملك: لم أسقه إلا ماء عذبا، وسأشرب منه أمامك! أنا لم أقتله يا سيدي الملك، لقد قتله وهمه وخوفه! 💐علميا، تبلغ سرعة الغزال 90 كلم في الساعة، بينما تبلغ سرعة الأسد 58 كلم في الساعة ومع ذلك تقع الغزلان فريسة للأسود! 💐لا شيء يفسر هذا سوى الخوف، الأسود لا تفترس إلا الغزلان التي تمكن منها الخوف! العبرة مما سبق : " المهزوم من الداخل لا ينتصر مهما كان لديه من الأسباب " والمنتصر من الداخل سينتصر فعلا مهما طال الزمن وهذا نفس الشي ينطبق على فلول النظام البائد الذي ينتحل مسمي الجيش فقد اصبحوا في حالة رعب من اشاوس الدعم السريع ففي اليوم الواحد يموتون 24 ساعة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست