قبول الآخر والمعادلة الصفرية بقلم:د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-29-2021, 03:41 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قبول الآخر والمعادلة الصفرية بقلم:د. ياسر محجوب الحسين

    03:41 AM May, 28 2021

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة


    في غمرة غياب التفكير المنطقي والعقلي لا يتنبه الإنسان إلى كثير من الحقائق الماثلة؛ من هذه الحقائق أنه إذا كانت آراء شخصين متفقة دائما فليست هناك حاجة لوجودهما معا فأحدهما يكفي، وتقبل الآخر يعني ببساطة احترام الآخر وتقدير وتفهم ما لديه من مفاهيم وأفكار وتقاليد وقيم، بل إن تقبل الآخر يرتبط بقبول الذات بكل ما فيها من قوة وضعف، فإذا تقبلت نفسك وذاتك فلا شك أنك ستقبل الآخر.
    ولا يعني بالضرورة تقبل الآخر الذوبان فيه أو أنك ستخسر ما لديك من قيم وأفكار ومعتقدات، وقد ترقى عملية عدم قبول الآخر إلى حالة ناتجة عن تعارض تخيلي للمصالح والقيم.
    إن الطبيعة البشرية مجبولة على الاختلاف والتنوع، وما البشر إلا شعوب وقبائل مختلفة العادات والمعتقدات تتعارف وتتآلف، وعطفا على ذلك فإن الأصل ألا يشكل الاختلاف تهديدا ولا يثير ذعرا، أما الوحدانية المطلقة فهي من صفات الخالق عز وجل، وعلى العكس فإن صفة البشر وفطرتهم التعددية والاختلاف.
    بعض الفلاسفة يرون أن الحب مثل الكراهية وليس نقيضا لها، إذ إنه درجة من درجات الاهتمام بالآخر، بيد أن عدم الاكتراث هو نقيض الحب، فلكي تقبل الآخر ليس مطلوبا منك أن تحبه وبالضرورة ألا تكرهه، بل قبول الآخر هو شعور محايد تجاهه، فلذلك هذا أقصى ما يطلب منك للوصول لمعادلة تعايشية منصفة وحيوية.
    لكن ما هو خطير ومقلق حقا تبني نهج المعادلة الصفرية تجاه الآخر، ويعني ذلك أن يرتبط مكسبك بالضرورة بخسارة الطرف الآخر، والأسوأ حين يعتقد صاحب ذلك النهج الاقصائي أن ذلك لابد أن يكون مُطلقا أي مكسبًا كاملا مقابل خسارة كاملة، وهذا يشبه حالة السارق والمسروق منه، فمقدار ما يكسبه السارق مساوٍ تماما لما يخسره المسروق منه، أي المجني عليه، فالسرقة تتيح للسارق مثلا أن يربح شيئا ولكن ما ربحه هو بالضبط ما خسره الآخر، بينما المعادلة غير الصفرية في اطار قبول الآخر تتيح للطرفين، أو لكل الأطراف، الربح وبالتالي يسود السلام الاجتماعي، إذ إن الحالة المغايرة للمعادلة الصفرية هي حالة التوازن في الحقوق والواجبات بين الأطراف وهي سبب رئيس في تحقيق الاستقرار في مجتمع من المجتمعات. ولكي ندرك أهمية الآخر ومن ثم ضرورة وحتمية قبوله والتعايش معه، يجب أن نسأل من هو الآخر المطلوب قبوله؟ فالآخر بالضرورة هو غيرك، ولكن قد يكون قريبا جدا منك، مثل أفراد عائلتك وفيهم الأب والأم، والأخ، والأب، والزوجة، وقد يكون ابن القبيلة، والجار، وابن البلد، وكذلك كل من تجمعه بك الإنسانية في فضائها العريض.
    وقبول الآخر ينسجم ويتناغم مع قبول الرأي الآخر، وعدم إقصاء الآخر والتعايش مع الآخر، وعليه يجب الاقرار بأن تقبل الآخر عملية تربوية تستجيب لحقيقة أن الإنسان بفطرته كائن اجتماعي، وهي عملية تتضامن عدة جهات في غرسها وجعلها جزءًا من عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والدولة.
    وقبول الآخر عملية تواصلية وحوارية، وبالتواصل تتراكم المعرفة ويزداد تبادل الخبرات وتتنوع التجارب لدى الأفراد، فالحوار يثري الذكاء عبر عملية متبادلة وعلاقة تكافُئِية تبتعد تماما عن المعادلة الصفرية المعتلة.
    وثقافة الاختلاف تتطلب احترام وجهات نظر الآخرين، وأن اختلاف الآراء والأفكار درجة من درجات التفكر والتدبر، التي تعد ظاهرة صحية لا تنحو إلى تسفيه آراء الآخرين والتقليل منها ومصادرتها، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، وكلما كان المجتمع أكثر استعدادا للتعايش والانسجام والتقارب والتناغم، كان المجتمع أكثر تطورا وتقدما واستقرارا.
    وعلى المستوى الوطني فإن قبول الآخر بين الكيانات والفعاليات السياسية يرسخ لتداول السلطة وتقنين ظاهرة الاختلاف كظاهرة طبيعية في السياسة، ومن ثم تحقيق هدف النظام السياسي، وهو حفظ الدولة والمجتمع من التفكك عبر آلية التداول السلمي للسلطة، مع الاشارة إلى أن غياب قبول الآخر يجعل المعادلة الصفرية حاضرة في العلاقات بين اطراف الوطن الواحد من خلال سرقة طرف لحقوق طرف آخر، فتكون سببا للانقلابات والصراعات إما بقصد استعادة حقوق أو بقصد الاستحواذ. إن قبول الآخر على مستوى العلاقات الدولية كان قد مهد في عصور مضت إلى نشاط حركة الترجمة خلال الخلافة العباسية في القرنين الثاني والثالث للهجرة، فقد تمكن المترجمون من ترجمة أهم المؤلفات اليونانية إلى العربية فغدا باب الانفتاح على الحضارات الأخرى مشرعا وازدهرت المعارف مما أثرى الحركة الثقافية والعلمية في ذلك الوقت.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de