في رحاب رواية ( أخت البداية) للكاتب السوداني الدكتور سامي حامد طيب الأسماء كتبه بروفيسور مهدي أمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 10:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2023, 11:08 PM

مهدي امين التوم
<aمهدي امين التوم
تاريخ التسجيل: 09-25-2017
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رحاب رواية ( أخت البداية) للكاتب السوداني الدكتور سامي حامد طيب الأسماء كتبه بروفيسور مهدي أمين

    11:08 PM October, 24 2023

    سودانيز اون لاين
    مهدي امين التوم-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم.


    أعترف أنني لست أديباً ، و لست مؤهلاً علمياً لتقديم نقد فني، أو رؤية فنية، لرواية "أخت البداية" للكاتب السوداني الدكتور سامي حامد طيب الأسماء. لكني كقارئ عام في مجالات المعرفة أعترف أنها أمتعتني و أدهشتني.
    لقد صدرت الرواية مؤخراً في القاهرة من (دار صفحات للنشر و التوزيع) في ثوب قشيب ، و طباعة أنيقة، و تمددت أحداثها عبر أربع و أربعين و مائتي صفحة من الحجم المتوسط ، بلغة راقية سلسة، مضبوطة التعابير و التركيب ، و إن لم تخلو من بعض الأخطاء الطباعية القليلة الناتج معظمها عن تشابك حروف كلمات متجاورة.
    أعجبني في الجو العام للرواية شعوري كقارئ كأنما هي تخصني بالحكاية، و تحكي لي بصوت مسموع عن أحداث متشابكة ما أن أستوعب أحداها حتى تجدني أريد أن أستمر في القراءة لمعرفة التالي تتابعا مشوقاً للأحداث ، حتى و إن بدأ غضروف الظهر يشكو طول الجلوس، و العيون تدمع من طول مسح الحروف.
    ليس هذا فحسب..بل أني منذ الصفحات الأولى شعرت أن الذي بين يدي ليس مجرد قصة خيالية أو واقعية، أو هي مزيج من واقع و خيال ، بل هو ، بجانب إمتاعه الأدبي ، يمثل سياحة تاريخية و سياسية و مجتمعية في دنيا السودان و السودانيين الذين كتب الله عليهم "قُوْمَة نَفَس" في ديارهم بسبب سلسلة أحداث سياسية تطاولت زمنياً ، و تناثرت بذكاء شديد، في ثنايا الرواية ، و واقع شتات أنفس و أهل و نزوح و هجرات قادت الكثيرين ،طوعاً أو كرهاً، إلى ديار ليست ديارهم ، و مجتمعات ذات عادات متباينة و مختلفة .
    فالقصة التي تحكيها لنا سطور الرواية تمثل في جوهرها العام توثيقاً في قالب أدبي لمعايشة السودانيين لمجتمعات عربية شتى ، بخاصة في مصر و الجزيرة العربية و أرض الشام . تأتي القصة في كل من تلك المواقع متحدثة باللهجة المحلية للبلد المعين ، و بسلاسة و عفوية و عمق مما جعلني أحس مراراً و كأن المؤلف قد عاش في كل تلك البقاع ،و تشبع بدقائق لهجاتها و عاداتها إلى درجة الإتقان ،حتى بدا سرده في كل حالة علي حدة و كأنه لغة أم سلسة، و غير مُصطَنَعَةٍ أو مُتَكلَّفَة.
    أما سياسياً و وطنياً ، فإن رواية ( أخت البداية ) يتناثر بين طياتها سجل عجيب ، و متماسك ، لكل الأحداث السياسية الرئيسية التي شهدتها الساحة السودانية منذ بُعَيد الإستقلال و حتى عهد الإنقاذ الإخواني الذي ظننا لوهلة أنه آخر الديكتاتوريات التي ظل يفجعنا بها العسكر كلما و جدت الديمقراطية سبيلا إلى ربوع بلادنا الحبيبة.
    يطل كل ذلك بسلاسة ضمن أحداث الرواية، و بشكل طبيعي ، و بدون إقحام مصطنع ليؤرخ و يوثق و ينتقد ، بدون أن يُشعِرَك أنه خرج من إطار الحَكِي و أحداثه المترابطة و المتصاعدة، فتتوثق أحداث غَيَّر بعضها مسار تاريخ السودان الحديث ، و ترك بعضها الآخر بصمات بقيت في حياة و مستقبل الكثير من السودانيين، و من الأجانب الذين عشقوا السودان ، و سعوا لتطويره كل بطريقته ، لكن تحكي لنا الرواية كيف دفع هؤلاء الأجانب أثماناً غالية إضطرتهم للهجرة هم أيضاً بعيداً عن السودان ، تاركين خلفهم ذكريات و مصالح و صداقات أبرزت الرواية جوانب منها لطيفة و شديدة الإيجابية.
    و بجانب هذا و ذاك مما تتركه رواية( أخت البداية ) من إنطباع في الذاكرة و في النفس عن أحداث تمازجت بين الواقع و الخيال ، فإن القارئ سيخرج منها بالعديد من الدروس الحياتية. يأتي علي رأس ذلك حتمية تفادي التَسَرُّع في الأحكام علي الناس و الأحداث دون أخذ فرصة كافيةللتحقق،
    و بخاصة عندما تكون الأحكام مبنية علي أفكار مسبقة غير ناضجة أو غير مؤسسة. كذلك تثبت الرواية بياناً بالعمل ، و ليس عاطفة جندرية ، أن المرأة السودانية لا تقل عن الرجل السوداني مروءة ، و صبراً ، و تضحية.
    ثم بجانب ما تحمله الرواية من توثيق ادبي و سياسي و مجتمعي ، فإنها تبلور واقع شتات، قديم و جديد، عاشه اهل السودان قسراً في معظم الأحيان، لكنهم لم يرغبوه أو يصنعوه بأنفسهم، بل صنعه بعض بنيهم ،طمعاً و جهلاً، و دفع سواد الشعب ثمنه تخلفاً ، و تخريباً داخلياً، و شتاتاً و تهجيراً في أصقاع الدنيا !!!
    و يبقى في النهاية تساؤل هل فعلاً عايش المؤلف تلك المجتمعات العربية المتباينة و عرف خباياها ، و لهجاتها إلى درجة الإتقان التي تبدو واضحة عبر صفحات الرواية !!! و مع إعجابي بإحتواء النص علي الكثير من الكلمات العامية السودانية ، إلا إنه لم يعجبني ما لحق بعضها من شرح في الهوامش ، لإيماني بان لهجتنا العامية ذات أصول عربية قحة .. و هنا لا بد من الترحم على الأديب الطيب صالح ، لأنه في ظني أن رواية ( أخت البداية ) تنبئ بأن "طيب صالح" آخر يلوح في الأفق ، و ها هو يقدم لنا رواية تستحق الإقتناء و التأمل.
    شكراً دكتور سامي و معذرة للتطاول .

    بروفيسور
    مهدي أمين التوم
    24 أكتوبر 2023 م
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de