|
|
 في الشرق صراع مرير حول الارض والموارد والهوية والسلطة بقلم :د. ابومحمد ابوآمنة
|
03:52 PM November, 05 2020 سودانيز اون لاين
ابومحمد ابوآمنة-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
كما هو معروف فان شرق السودان من اكثر المناطق المتخلفة في السودان, فنسبة الفقر ونسبة ضعف الدم ووفيات الاطفال دون الخامسة وكذلك وفيات الامهات ونسبة الامية هي الاعلي ليس فقط في السودان, ولكن في العالم اجمع, حسب احصائيات قامت بها اليونسيف وهيئة الصحة العالمية واليونسكو ومنظمات غير حكومية متعددة.
تنتشر فيه الامراض المعدية مثل السل والملاريا ومرض نقص المناعة والتايفويد والحميات النزيفية بشكل ملفت للنظر.
الدراسات الحكومية التي تجريها وزارة الشؤون الاجتماعية تؤكد ان التنمية في الشرق هي الادني في مستوى الدخل الفردي, وتؤكد ارتفاع معدل الفقر بشكل عام, بينما تؤكد تقارير المركز القومي للمعلومات الصحية 2003 ارتفاع معدلات وفيات الرضع ووفيات الأمومة وانخفاض معدلات استخدام مياه الشرب الآمنة والتخلص من الفضلات.ـ
رغم كل هذا يتدفق علي الشرق منذ اكثر منذ نصف قرن عدد كبير من اللاجئين، خاصة من الجارة ارتريا ويتراوح تعدداهم 500000 - 579000 لاجئ.
نزوح هذا الكم الهائل من اللاجئين صار يتواصل مما يشكل عبء على موارد الإقليم المحدودة.
وكما هو الحال في كل انحاء العالم فان دمج اللاجئين في المجتمعات المضيفة وخاصة المجتمعات الفقيرة يخلق حالة من التنافس بين اللاجئين وابناء البلد المضيف حول الموارد الإقتصادية المختلفة وفرص العمل، والضغط علي البنية التحتية والخدمات المختلفة التي تقدمها الدولة مثل الصحة والتعليم والإسكان والمواصلات.
يستغل بعض أعوان النظام البائد هذا التنافس ويحاولون بث نيران الكراهية والعنصرية والعداء مما يؤدي الي سفك دماء الأبرياء من أبناء الشرق.
في الشرق يجد اللاجئون المعاملة الكريمة كما تقتضي القوانين الدولية. ولا يمكن طردهم او ارجاعهم لوطنهم الا برضائهم. والسودان كدولة مستضيفة ملزم بتطبيق للقوانين الدولية تجاههم.
العودة الطوعية
بعد تحرير ارتريا عملت الجهات المسئولة عن اللجوء، وهي مفوضية اللاجئين وحكومة السودان وحكومة ارتريا في تنظيم العودة الطوعية للاجئين. لكن سلطة ارتريا فاجات الجميع حين وقفت ضد عودة اللاجئين.
انتهزت حكومة الإنقاذ هذا الوضع وشرعت في منح الجنسية للاجئين المسلمين، لعلها تستفيد منهم في سياساتها الحزبية والعدوانية. مكن هذا اللاجئين الإريتريين من هجر معسكراتهم في شرق السودان. ودخلوا كل المدن السودانية وسوق العمل والتجارة والزراعة وتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها السكان الأصليون في التعليم والصحة والبنية التحتية.
للجوء سلبيات كما في كل انحاء العالم
وكما هو معروف في كل العالم فان وجود اللاجئين تصحبه سلبيات.
منها انتشار الجريمة والتهريب ومنها المواد المدعوة كالبنزين والخبز والسكر وتجارة البشر..
تهريب موارد هامة كالصمغ والذهب والابل الي ارتريا ليتم تصديرها من هناك, ويفقد الدولة السودانية جراء ذلك الكثير من مواردها من العملة الصعبة.
فتنة جديدة تشتعل
منذ منتصف القرن الماضي طرأت ظاهرة اجتماعية جديدة علي حياة قبائل ارتريا التي تجاور السودان, فهم بدأوا في ترك الحياة الرعوية ومالوا نحو الاستقرار وتركوا أراضيهم, وبدأوا في استيطان شرق السودان بكثافة. لم يقف الامر عند هذا الحد بل ادعوا ان ارض البجا تخصهم هم لوحدهم!
هذا بصراحة حسب التقاليد البجاوية بمثابة اعلان حرب, حتي بين مكونات القبيلة الواحدة تشتعل الحروب حين يحاول احد الاستيلاء علي الارض.
البجاوي مستعد للتضحية باخر قطرة من دمه دفاعا عن الارض, فالارض عنده شيء مقدس.
ادعاء اللاجئين ملكية ارض البجا يخلق بينهم وبين اصحاب الارض الكراهية والنفور والعدوان علي مر الدهور, وعلي الاجيال القادمة ان تتحمل. وحين استغل اعوان النظام البائد وقالوا للسكان الاصليين ان اللاجئين يريدون الاستيلاء علي الارض, استجابت جماهير غفيرة في عدة مدن بشرق الشودان, وخرجت المواكب وحصلت الاشتباكات وسفكت الدماء.
ادعاء ملكية ارض البجا خطأ كبير وقعت فيه القبائل النازحة واخشي ان تكون له عواقب وخيمة في المستقبل, اذا لم يتدارك الامر.
ثم اتضح للسكان الاصليين انعدام الرغبة لدي اللاجئين في العودة لإريتريا, والاعتقاد الراسخ وخاصة بين الشباب بان كسلا بل كل اراضي البجا والجزء الشمالي الغربي من اثيوبيا هي موطنهم الأصلي ولوحدهم.
مما زاد احتقان السكان الاصليين كانت تلك الحشود الضخمة التي اتي بها الأمين داؤود – ذو الجذور الاترية - الي بورتسودان متحديا قرار لجنة الامن, وكال فيها السب للقبائل العريقة التي تسكن الشرق, كان نتيجة ذلك اشتباكات دامية بين قبائل اللاجئين والبجا راح ضحيتها العديد من الابرياء من الطرفين. انتهت المشكلة مؤقتا بتوقيع القلد, والقلد عند البجا عهد مقدس يجب الالتزام به, لا وسيلة للمناورات والزوغان.
زد علي ذلك: عندما أعلنت السلطة في الخرطوم ولاة للشرق كان اثنان منهم - كما اشيع – ذوي جذور ارترية, مما زاد حالة عدم رضاء السكان الأصليين.
بهذا وجد المواطن الأصلي نفسه ليس منافسا في كسب قوته اليومي, وفي الخدمات التي تقدمها الدولة وفي ارضه التي ورثها عبر الأجيال, وفي تاريخه, بل وجد منافسا يريد كل السلطة.
قاصمة الظهر كانت ادعاء مجموعة من المجنسين من عملاء النظام البائد تمثيلهم لشرق السودان واجراء مباحثات في جوبا عن مستقبل الشرق. ونذكر منهم الأمين داؤود وخالد محمد ادريس, المتهم بعدة بلاغات وقضايا فساد في السودان وعبد الوهاب جميل فرد جهاز أمن سابق.
كل هذا خلق جو رهيب من العداء بين السكان الاصليين واللاجئين, ادي الي اشتباكات متفرقة وسيل دماء الابرياء. استغلت عناصر النظام البائد حالة الغضب التي شملت الولايتين, وسعوا لنشر الفتن, وقال زعماؤها ان اللاجئين يسعون الي امتلاك كل أراضي البجا, وعقدوا حشودا جماهيرية ضخمة تطالب برسم الحدود, مراجعة الجنسية وطرد كل المتجنسين الارتريين.
عودة اللاجئين صارت صعبة
فاللاجئ لا يرغب, ارتريا لا ترغب في عودتهم, والمفوضية موقفها غامض. الدول الاوربية لا ترغب في لاجئين جدد, المواطن يتذمر.
يعني هذا اللاجئون باقون كعبء في الشرق
فما الحل؟ ولكل مشكلة حل.
نتابع
كجراي.jpg
|
|
  
|
|
|
|
ابومحمد ابوآمنة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست