كالعادة المعهودة في البعض من الإخوة الأفاضل يسمع الشعب السوداني تلك المقترحات الغير منطقية والغير معقولة ،، وهي تلك المقترحات المعطوبة والمعيبة بالكثير والكثير من الشطحات ،، ولا يفكر هؤلاء ( الشطار ) أصحاب تلك المقترحات إطلاقاً بجدوى أو بعدم جدوى تلك المقترحات ،، وفي أغلب الأحيان فإن تلك المقترحات تجلب السخرية في نفوس العقلاء من الناس ،، والمعضلة الكبرى أن هؤلاء ( البسطاء الشطار ) يرون أن تلك المقترحات التي يقدمونها هي الوحيدة الناجعة التي يعجز عنها الآخرون من الناس ،، وفي هذه الأيام تكثر تلك المقترحات حول مشاكل الطلاب والمدارس في ظلال تلك الظروف والأزمات المعيشية الصعبة ،، وفي مقدمة تلك الصعوبات مشاكل الإفطار والترحيل للطلاب والطالبات بعد فتح المدارس ،، وهنالك مشاكل أخرى عديدة تتعلق بتكاليف ومصروفات المدارس المعهودة ،، وتتجسد المعضلة الكبرى في تلك التكاليف المدرسية الباهظة التي يتكبدها الأهالي في المواسم الدراسية ،، وفي هذه الأيام فإن تلك التكاليف الدراسية قد أصبحت مرهقة للغاية لكواهل ومقدرات الأهالي والآباء ،، وذلك في ظلال تلك الظروف الاستثنائية المريعة التي تعيشها البلاد ،، ويقترح البعض من هؤلاء ( البسطاء الشطار ) بأن يتناول الطلاب والطالبات وجبات الإفطار في البيوت وليس في المدارس ،، وذلك عن طريق السماح لصغار الطلاب والطالبات في المراحل البدائية بالعودة للبيوت بعد تلقي القليل من الحصص الصباحية حتى يتمكنوا من تناول وجبة الإفطار في البيوت خلال فترة وجيزة محدودة ومعينة ،، ثم العودة للمدارس مرة أخرى لإكمال باقي الحصص الدراسية اليومية ،، والبعض الآخر من هؤلاء المقترحين ( الشطار ) يرى عدم الضرورة لعودة هؤلاء الصغار للمدارس مرة أخرى خلال اليوم الواحد ،، بينما يرى أن يعود الطلاب الكبار ( نسبياً في السن ) للمدارس والجامعات مرة أخرى لإكمال باقي الحصص الدراسية بعد تناول وجبة الإفطار في البيوت ،، وهؤلاء ( الشطار ) الذين يقترحون مثل تلك الاقتراحات يظنون أن كافة الطلاب والطالبات بدولة السودان يدرسون في تلك المدارس والجامعات التي تتواجد في نفس الأحياء والمناطق وبالقرب من البيوت !!،، ويتجاهلون تعمداً بأن الكثيرين والكثيرين من الطلاب والطالبات يدرسون في مدارس وجامعات تتواجد بعيدةً عن الأحياء والأماكن التي يسكنون فيها ،، وبمعنى آخر هنالك طلاب وطالبات يترحلون بالمواصلات إلى أماكن بعيدة حتى يصلوا إلى مدارسهم وجامعاتهم ،، وذلك الحال يجري في نفس المدينة ،، كما يجري من مدينة لمدينة ،، ( فمثلاُ ) هنالك طلاب وطالبات بمدينة أم درمان يدرسون في مدارس وجامعات بعيدة عن أماكنهم في نفس مدينة أم درمان ،، ( ومثلاً ) هنالك طلاب وطالبات يسكنون في مدينة أم درمان ثم يدرسون في مدارس ثانوية أو في جامعات بالخرطوم أو بالخرطوم بحري ,, وبموجب ذلك الاقتراح الغير منطقي والغير معقول على هؤلاء الطلاب والطالبات أن يترحلوا يوميا مرتين ذهاباً وإياباً من البيوت للمدارس ومن المدارس للبيوت !! ,, وذلك ( الشاطر ) الذي يقترح مثل ذلك الاقتراح لا يفكر إطلاقاً في تكاليف المواصلات الباهظة المضاعفة أضعافاً !! ،، ولا يفكر إطلاقاً في تلك المشقة والساعات المهدورة ذهاباً وإيابا من أجل تناول وجبة الإفطار !.. وهنالك آخرون من هؤلاء ( الشطار ) يقترحون بأن يقوم الأهالي وأولياء أمور الطلاب والطالبات بإحضار وجبات الإفطار لهؤلاء الطلاب والطالبات إلى أماكن دراساتهم يومياً !! .. وذلك الاقتراح الأخير أشد غباءً من الاقتراحات الأولى ،، حيث تلك التكاليف الباهظة لزوم ترحل الأهالي ثم ترحل الطلاب والطالبات ذهابا وإياباً ،، بجانب تلك المشقة التي سوف يكابدها الأهالي والطلاب بنفس القدر ،، وفي نفس الوقت من هو ذلك الشخص الواهم الذي يرى ويقول أن تكاليف الوجبات في المنازل لا تحتاج للكثير من الأموال ولا ترهق كواهل الأهالي ؟؟ ،، فالتكاليف الباهظة لزوم الوجبات في هذا البلد المنحوس هي نفس التكاليف الباهظة في المطاعم والأسواق والكافيتريات ،، فالمشكلة الأساسية تكمن في عدم مقدرة الأهالي على تحمل تلك التكاليف والأسعار العالية ،، وهؤلاء يقترحون تلك المقترحات الضحلة ،، ويبتعدون كثيراً عن تلك المعضلة الأساسية ،، وتجرى على هؤلاء ( الشطار ) من أبناء السودان الذين يقترحون مثل تلك المقترحات الضحلة والمضحكة تلك القصة الطريفة التي تروى عن ( الكونتيسة الفرنسة ) التي قالت ذات يوم عندما شاهدت مظاهرات الشعب في بلادها : ( لماذا لا يأكلون الكيك في حال انعدام الخبز في البلاد ؟؟؟ ) .
وهؤلاء ( الشطار ) بدولة السودان الذين يقترحون مثل تلك المقترحات البلهاء الغير منطقية والعقلية لماذا لا يملكون الجرأة والشجاعة الكافية ليقترحوا ( مثلاَ ) بأن تتكفل دولة السودان بتقديم وجبة الإفطار للطلاب والطالبات مجاناً على حسابها في كافة المراحل الدراسية ؟؟ .. وكذلك تتكفل بترحيل هؤلاء الطلاب والطالبات مجاناً على حساب الدولة ،، وهي تلك الدولة التي لا تتواني إطلاقاً عن ذلك البذخ والإسراف حين يتعلق الأمر بالمخصصات والامتيازات التي ينالها هؤلاء القادة والوزراء والمنتسبين للدولة ؟؟ ،. بجانب ذلك البذخ والإسراف الشديد حين يتعلق الأمر بتلك المظاهر البروتوكولية الشكلية الفارغة في المناسبات ؟؟،، بجانب تلك المحاصصات والترضيات لهؤلاء وهؤلاء ؟؟ .. والعادل الحكيم الذي لا يخشى لومه اللائم يقول أن هؤلاء الطلاب والطالبات هم أحق الناس في أموال الدولة قبل غيرهم من الناس ،، وتلك الموارد والثروات والإمكانيات في الدولة هي ملك خالص للشعب السوداني وأبناء الشعب السوداني ،، وهؤلاء الطلاب والطالبات أحق بأموال الدولة عن سواهم ،، وكذلك فإن هؤلاء ( الشطار ) لا يملكون الشجاعة الكافية ليقترحوا ( مثلاً ) بأن تلتزم تلك ( المحليات والبلديات ) في كافة أرجاء السودان بتقديم وجبة الإفطار وترحيل الطلاب والطالبات في مناطقها مجاناً على حسابها ،، وإذا لزم الأمر فيمكن لتلك المحليات والبلديات أن تفرض رسوم شهرية طفيفة وخفيفة على أهالي هؤلاء الطلاب والطالبات من أبناء المحليات والمناطق ،، وذلك تحت مسمى ( دمغة إفطار وترحيل الطلاب والطالبات مجاناً ) ،، بشرط أن تكون تلك الرسوم الطفيفة في فترات الشهور الدراسية .. وذلك الأمر يعني أن يتشارك الأهالي والحكومة في جانب من تلك التكاليف الدراسية الموسمية ،، والمعروف في هذه الأيام العصيبة أن الأهالي والآباء عليهم أيضاً تكاليف أخرى كثيرة باهظة تتعلق بالأزياء والكتب والكراسات والأدوات الدراسية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست