يساوي كارثة حقيقية. يساوي ضياع لكل المجهودات في الشهر الماضي. يساوي حدوث الانهيار التام للنظام الصحي الذي يخشي منه. يساوي التضحية بمن تبقي من الجيش الابيض. يساوي عودة الي الحزن واليأس بعد بوادر الفرح والأمل.
الحظر اصلا لم يطبق بصرامة، كل ما طبق كان قفل الكباري، الاهم فيه كان اغلاق الاسواق ووقف حركة المواصلات العامة، الآن هل يمكن فتح الاسواق الكبيرة والمحطات الوسطي؟ ايسمح بهذا في ظل معدل اصابات يومي يفوق ال 300؟ لو حدث هذا فهو غباء لا مثيل له. اخشي ان يقع الناس في فخ تقليد دول العالم الاول، فعلا عدة دول بدأت في تخفيف اجراءات الحظر، هذه الدول التزم فيها باجراءات منها: - تعقيم اماكن الازدحام، - المحافظة علي المسافة المناسبة بين الفرد والاخر في كل مكان - لبس الكمامات بصورة مستمرة - اجراءات احترازية في المحال التجارية والخدمية - اجراء مسح شاملة للكشف عن المصابين - التقيد بالعزل في حال الاصابة او الاشتباه - وغير ذلك
كل ذلك لا يمكن تطبيقه عندنا لان وضعنا مختلف طبعا في كل شئ، تشعر ان لدينا رد فعل غريب تجاه المرض يكاد يختلف عن كل دول العالم، ولا تستطيع ان تعرف هل هو جهل ام بلادة ام لامبالاة؟ بعض الجهلاء يضلل الناس من باب الغبن والمكايدة السياسية، هناك من لا يقتنع الا حينما يصاب احد الجيران او الاقارب، وهناك من يصابون ولا يدرون، والبعض يدري ولا يبلّغ، دونكم ما حدث في مربع واحد الفتيحاب، اكتشف بعض المخبرين الصحفيين ان الحي موبوء بالمرض، السلطات لم تكن تعلم به اصلا، سكان المربع كانوا يتسترون علي المصابين، قيل ان السبب هو الخوف من الوصمة الاجتماعية، ولكن لا اظن ان هناك وصمة من هذا الوباء، فالعدوي يمكن ان تاتي لاي شخص، نجوم ورؤساء واطباء حتي في "لندن" اصيبوا بهذا المرض! رئيس وزراء انجلترا اصيب وعزل وتعالج وتعافي! ومنهم من قضي نحبه، لا وصمة في ذلك، اعتقد ان الناس يخشون من العزل، عزل الاشخاص او عزل المنطقة، المصيبة ان هذا يكشف عن جهل كبير، لكن المنطقة عريقة واهلها علي درجة من الثقافة والوعي، هذا المربع هو تقريبا تحت كبري الفتيحاب مباشرة، يعني وسط البلد تقريبا، لا .. لا.. اعتقد ان السبب هو نجاح الحملة الدعائية للفلول، هل وصلت بهم السفالة الي هذه الدرجة؟ الامر يتعلق بصحة اهل البلد؟!! الناس؟؟!! اهلنا واهلهم؟!!! هل يمكن ان يكون هدفهم دفع الناس نحو الموت المحقق. لكن ... هذا غير مستبعد فعلا، السنا نعيش الذكري الاولي لفض اعتصام الصائمين في ميدان القيادة؟ هذا موضوع اخر سنفرغ له باذن الله.
كل الدلائل تشير الي ان الاعداد الحقيقية اعلي بكثير من الاعداد المعلنة، لو رجعت الامور الي طبيعتها فهذا يعني الاف الاصابات يوميا العيد قاب قوسين، كل الاسر معتادة علي شراء لوازم العيد في مثل هذه الايام، تخيل ان الناس يركبون المواصلات ويذهبون الي الاسواق الكبري للتسوق، تخيل منظر الناس "مشمِّعة" في البصات وعلي سلالم الحافلات، الاف الناس يتنقلون بين سوق امدرمان وسوق ليبيا، وبين العربي وسعد قشرة، بعضهم يجوب كل تلك الاسواق بحثا عن حذاء او ملاءة او فستان او ستارة، هذا مع ان مظاهر العيد المعتادة يفترض الا تكون موجودة، يفترض ان يكبر الناس في بيوتهم، ألم يصلوا التراويح في بيوتهم، صلاة التراويح هي اصلا بدعة حسنة ابتدعها سيدنا عمر (رض)، وبعض الفقهاء يقول ان تأديتها في المنزل افضل، وصلاة العيد سنة، والجهات المختصة في الفتوي افتت بمنع صلاة الجماعات، بل حتي الجُمع التي هي فرض، وهذا كان استنادا علي قواعد فقهية تجعل الاولوية الحفاظ علي حياة الناس.
نري ان استمرار الحظر وتشديده هو ما يتفق مع الدين والعقل والمنطق، نعلم ان اللجنة المختصة امامها ضغوط كبيرة تدفعها نحو اتجاهات مختلفة، ولكنها يجب ان تضع صحة المواطن وسلامته فوق كل الاعتبارات، هي مسئولية امام الله في المقام الاول، ثم ان التاريخ لا يرحم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست