عَبدُ الحَيِّ وَمَوْسِمُ بَيْعِ الشَّهَادَاتِ!! كتبه الأمين مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-03-2025, 07:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2025, 05:20 AM

الأمين مصطفى
<aالأمين مصطفى
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1602

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عَبدُ الحَيِّ وَمَوْسِمُ بَيْعِ الشَّهَادَاتِ!! كتبه الأمين مصطفى

    06:20 AM November, 02 2025

    سودانيز اون لاين
    الأمين مصطفى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    "بَيْنَ فِقْهِ الشَّهَادَةِ وَاخْتِلَاسِ المَالِ العَامِّ"
    المَشْهَدُ الأَوَّلُ: سُوقُ الدِّينِ وَالشَّهَادَةِ
    كان السُّوقُ يغلي كقِدرٍ مملوءٍ بالحماسة والإعلانات.
    تتدلّى الأعلام من المِنبَرِ، وتتصاعد أصواتُ الميكروفونات كأنها تُزاحمُ السماءَ في الصدى.
    صَعِدَ عَبدُ الحَيِّ المِنبرَ مُنتفِخَ الصدرِ، مُتبسِّمًا ابتسامةً دَعَوِيَّةً واسعةً تُشبه بابَ التبرعات.
    عَبدُ الحَيِّ (بصوتٍ جهوريٍّ):
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ! مَن قَاتَلَ دُونَ وَطَنِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَن سَقَطَ تَحْتَ رَايَةِ الجَيْشِ فَلَهُ الجَنَّةُ بِإِذْنِ اللهِ!
    فَاشْتَرُوا الشَّهَادَةَ، فَالسُّوقُ مَفْتُوحٌ وَالعَرْضُ مَحْدُود!
    تعالت الهتافات: «الله أكبر!»، وتدافعَ الحاضرونَ كأنهم في موسمِ التَّخفيضاتِ على مقاعدِ الآخرة.
    رُفِعَت لافتاتٌ كُتِبَ عليها: "خُصُومَاتٌ عَلَى أَمْتَارِ الجَنَّةِ".
    نهضَ رَجُلٌ من الصفوفِ الخلفيّةِ وسألَ بشجاعةٍ خجولة:
    الرجل:
    يَا شَيْخَ عَبدَ الحَيِّ، أَلَمْ تَقُلْ قَبْلَ عَامَيْنِ إنَّ البُرْهَانَ «ضَعِيفُ الإِيمَانِ، لَا أَخْلَاقَ لَهُ»؟ فَكَيْفَ صَارَ الْيَوْمَ رَايَةَ الجِهَادِ؟
    عَبدُ الحَيِّ (يَسْعَلُ سَعْلَةً تَقِيَّةً):
    كُلُّ نَفْسٍ تُخْطِئُ وَتَتُوبُ، وَقَدْ تَابَ البُرْهَانُ بِالاسْتِنْفَارِ وَبِالتَّحْوِيلِ البَنْكِيِّ.
    وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ... خُصُوصًا إِذَا دَعَمَ قَنَاةَ طَيْبَةَ.
    ضحكَ الحضورُ تصفيقًا، ورُفِعَت صُورَتَانِ: واحدةٌ للبُرْهَانِ، وأخرى لعَبدِ الحَيِّ.
    وفي الأسفلِ كُتِبَ بخطٍّ عريضٍ:
    «الوَحْدَةُ بَيْنَ الإِيمَانِ وَالْبَنْكِ».
    المَشْهَدُ الثَّانِي: قَاعَةُ المَحْكَمَةِ
    الإضاءةُ خافتة، والوجوهُ مُتجهِّمة.
    يَقِفُ عُمَرُ البَشِير أمام القاضي كمن نسيَ أرقامَ حساباته.
    القاضي (بصرامةٍ):
    سَيِّدَ عُمَر، هَلْ أَعْطَيْتَ عَبدَ الحَيِّ أَمْوَالًا لَمْ تَدْخُلِ الخَزِينَةَ؟
    البَشِير:
    نَعَم، كَانَتْ دَعْمًا دَعَوِيًّا مِنْ وَلِيِّ العَهْدِ.
    القاضي (يلتفتُ إلى عبد الحي):
    وَأَنْتَ، هَلْ عَلِمْتَ مَصْدَرَ المَالِ؟
    عَبدُ الحَيِّ (بصوتٍ ناعمٍ كالدُّعاء):
    وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ، ظَنَنْتُهُ صَدَقَةً مِنْ فَاضِلِ خَيْرٍ.
    القاضي:
    وَهَلْ تَمُرُّ الصَّدَقَاتُ فِي أَكْيَاسٍ دِبْلُومَاسِيَّةٍ، يَا شَيْخَ؟
    صَمَتَ عبدُ الحيِّ، وأدارَ سُبحته بسرعةٍ كأنَّه يُحصي ذُنوبَه بالدقيقة.
    المَشْهَدُ الثَّالِثُ: غُرْفَةُ القِيَادَةِ
    جلسَ البُرْهَانُ خلفَ مكتبٍ مَرصُوصٍ بالأوسِمَةِ، وأمامهُ عَبدُ الحَيِّ يَبتَسِمُ كما يبتسمُ موظَّفُ العُلاقاتِ العَامَّةِ في بَنكِ الآخِرَةِ.
    البُرْهَانُ:
    يَا شَيْخَ، كُنْتَ قَدْ قُلْتَ إِنِّي ضَعِيفُ الإِيمَانِ، فَمَا بَالُكَ تُبَارِكُ نَفِيرَ الجِهَادِ؟
    عَبدُ الحَيِّ (يَضَعُ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ):
    كُنْتُ أَقْصِدُ ضَعْفَ الإِيمَانِ السِّيَاسِيِّ، أَمَّا الإِيمَانُ العَسْكَرِيُّ فَقَدْ قَوِيَ بِفَضْلِ اللهِ وَحِسَابِ الدَّعْمِ.
    وَالْفَتْوَى جَاهِزَةٌ: مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَتِكُمْ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ خَالَفَكُمْ فَهُوَ فَاسِقٌ ضَالٌّ.
    البُرْهَانُ (ضاحكًا):
    وَالثَّمَنُ؟
    عَبدُ الحَيِّ (بِتَوَرُّعٍ مَصْنُوعٍ):
    لَيْسَ ثَمَنًا، بَلْ تَعَاوُنٌ عَلَى البِرِّ وَالتَّبْدِيرِ!
    يضحكان، وفي الزاويةِ تَعبُرُ «رُوحُ الأَخْلَاقِ» خارجةً من القاعةِ، وهي ترفعُ لافتةً مكتوبًا عليها:
    "نَفَرْتُ لِأَنَّهُمْ اسْتَنْفَرُونِي".
    المَشْهَدُ الرَّابِعُ: شَاطِئُ البُسْفُورِ
    عَبدُ الحَيِّ يجلسُ في شرفةٍ مطلةٍ على البحرِ، يُمسِكُ بهاتفهِ كإمامٍ يُديرُ أذانَ الحربِ من بُعد.
    المُسَاعِدُ:
    سَيِّدِي، النَّفِيرُ يَحْتَاجُ لِفَتْوَى جَدِيدَةٍ، يَقُولُونَ إِنَّهَا تُخَفِّضُ سِعْرَ الشَّهَادَةِ.
    عَبدُ الحَيِّ:
    أَكْتُبْ: «النَّفِيرُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُتَخَلِّفُ مُنَافِقٌ».
    وَأَرْسِلْهَا مَعَ رَقْمِ الحِسَابِ الجَدِيدِ.
    المُسَاعِدُ (بدهشة):
    أَلَمْ تَقُلْ مِنْ قَبْلُ إِنَّ البُرْهَانَ فَاسِقٌ لَا يُؤْتَمَنُ؟
    عَبدُ الحَيِّ (بابتسامةٍ باردةٍ):
    ذَلِكَ فِي الفَتْرَةِ السِّيَاسِيَّةِ السَّابِقَةِ، أَمَّا الآنَ فَنَحْنُ فِي الفَتْرَةِ الدُّعَوِيَّةِ التَّمْوِيلِيَّةِ... وَكُلُّ فَتْوَى وَلَهَا زَمَانُهَا.
    المَشْهَدُ الأَخِيرُ: صَدَى الآيَةِ
    ينبعثُ صوتٌ من بعيدٍ كالرعدِ:
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ"
    وفي الخلفية، يظهر عبدالرحيم دقلو مُمسكًا بسلاحِهِ، وهو يقول:
    "أَنَا أَدْعُو لِلاسْتِحْمَارِ، وَأَقُودُهُمْ فِي المَيْدَانِ، أَمَّا أَنْتَ يَا عَبدَ الحَيِّ، فَتَقُودُ الْمُسْتَحْمَرِينَ إِلَى الْمَهْلَكَةِ وَأَنْتَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَةٍ، تُطْلِقُ الرَّصَاصَ مِنْ وَاتْسَابِكَ!"
    أَغْمَضَ عَبدُ الحَيِّ عَيْنَيْهِ، وَتَنَهَّدَ بِسُخْرِيَّةٍ مَرِيرَةٍ:
    يَا رَبِّ، اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَبِيعُونَ الشَّهَادَةَ بِسِعْرٍ مُنَافِسٍ، فَالسُّوقُ فِي الخَرْطُومِ فَقَدَ الْأَخْلَاقَ وَكَسَدَ فِيهِ الإِيمَانُ.
    تُسْدَلُ السِّتَارَةُ، وَيَبْقَى الصَّدَى يُرَدِّدُ:
    "الإِيمَانُ بِحَسَبِ العَرْضِ، وَالْفَتْوَى بِحَسَبِ الطَّلَبِ."

    ،،،،،،،،،























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de