عندما تكون محاطاً بالبلهاء اليائسين بقلم:د.أمل الكردفاني

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2020, 04:36 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما تكون محاطاً بالبلهاء اليائسين بقلم:د.أمل الكردفاني

    03:36 PM December, 26 2020

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    من الأفضل أن يكون وسطك عصابة من الأذكياء، على اتقياء من البلهاء اليائسين..، فهؤلاء يجرونك نحو البلاهة واليأس، وهم شر صحبة تحيق بالمرء إن كان يبتغي التطلع إلى تجاوز الواقع.
    هناك اشخاص بلهاء يفتونك في كل امور حياتك سلباً، لأن حياتهم نفسها عبارة عن فشل مستمر. إنهم لا يتحركون أبداً من أجل الاكتشاف، وسيدعونك إلى فعل نفس الشيء. إن الشعب السوداني منقسم لأغلبية من البلهاء اليائسين، وأقلية من المتطلعين بغير قدرات حقيقية، فالأوائل بلهاء يائسون، والثواني بلهاء غير يائسين. إن كليهما لا ينتج أي شيء ذي بال، غير أن الأخيرين (كجلابة السوق، ومرتزقة السياسة) يتمكنون من التخلص من الفقر بالطرق الملتوية غير المشروعة. فالفئتان تشتركان في أنهما لا ينتجان انتاجا حقيقياً. ويشتركان فوق هذا في رفض قبول الجديد مما لا يعوه من المفاهيم.
    إن مجتمعا كهذا لا يمكن أن يحقق أي انجاز على مستوى الشعوب الأخرى. ولذلك فمهما تغيرت الأنظمة فإنها لا تستطيع تقديم أي إضافات حقيقية. إنها فقط تعمل داخل الزمن، أي تتدفق مع تياره كقطعة خشب..وفي أفضل الأوضاع فإنها قد تقلد وتحاكي المستجدات السطحية لدى الشعوب الأخرى. وليس على المستوى الإنتاجي.
    سنلاحظ أن منازل الطين في السودان لها آلاف السنين لم تطور. رغم أن أوروبا اليوم تتجه نحو العودة إلى منازل الطين، وقد تطورت هندسة المنازل الطينية في العالم لتتحول إلى قصور تنافس القصور الأسمنتية، خاصة أنها أكثر صحية وتساعد على تخفيف حرارة الجو.
    الفقراء انفسهم لا يمتلكون اي روح ابداعية، إن منازل الفقراء في تركيا او الإكوادور تعتبر متاحف شعبية. صوالين المنازل في السودان ليس فيها أي إضافات جمالية، بل تعتمد على فخامة الاثاث، دون أي تزيين فني، إن الروح الجمالية يمكن ان تحول كوخاً صغيراً لمتحف. وسنجد الفقر الجمالي في بيوت الفقراء الواسعة في أطراق المدن والقرى رغم أن تلك الباحات الواسعة يمكن أن تتحول لحدائق زاهية، مع وفرة في خصوبة التربة. ينتقل ذلك الفقر الجمالي لمن ينتقلون من الجلابة والسياسيين إلى طبقة أعلى، فأمام قصورهم المصروف عليها الملايين تجد الطرق الترابية والقاذورات والكلاب المتشردة، والصخور، ولا يمكن دخول السيارات إلى الأزقة في الخريف من كثرة المستنقعات العفنة والحجارة والطين..
    كان بإمكان الخرطوم كعاصمة أن تكون أجمل عاصمة في افريقيا لو كان قد تم غلقها مبكراً ومنع البناء فيها، وعدم التوسع في تحويل الأراضي الزراعية فيها إلى أراضي سكنية، إن الخرطوم كان بإمكانها أن تكون مشروعا زراعياً ضخماً لو كان هناك تفكيرا استعماريا لدى شعوبها. لكنهم كانوا يحبون تشييد منازل عريضة، بدلا عن الانتاج فقط لمجرد تحقيق الاستعراض ال SHOW.
    ان الخرطوم منطقة التقاء النيلين في انحناءة كبرى، تعتبر مربع ضخما من المياة الوفيرة والارض الخصبة تمتمد من الجيلي وحتى جبل اولياء طولاً وتمتد عرضاً بمئات الكيلومترات، في مساحة صالحة -بلا ادنى شك لتحقيق انتاج زراهي هائل جداً. لقد تم إفقار البيئة الزراعية مقابل السكن. وفي عهد الكيزان تم تحويل تلك الكنوز إلى اراضي سكنية وتمليكها للإسلامويين.
    إن روح اللبع والسرقة من غير بذل جهد ومن غير انتاج سادت في عهد الإسلامويين وخاصة بعد تدفق النفط اواخر التسعينات، ولذلك فالمليارات ضاعت في التظاهر والاستعراض والعجرفة الفارغة لدولة لا يعرف أغلب شعوب العالم من هو رئيسها..دولة هامشية بفضل السفاهة والجهالة وشح النفس ناهيك عن الحسادة والعنصرية. ولم يعرف العالم هذا البلد إلا بعد اتهام البشير بالإبادة الجماعية ونشكر له هذه الشهرة السلبية على كل حال.
    إن هذا الشعب لا يحتاج لحكومة مدنية بل يحتاج هو نفسه لشعب جديد، إن لم يتمكن من تغيير عقليته، وهذا صعب جداً. في الواقع رفد هذا الشعب حكوماته، فكانوا عالة على الحكومات وليست الحكومات هي التي كانت عالة على الشعب. (عندما نتحدث عن الحكومة كمؤسسة اعتبارية). لذلك لو استمر الانجليز في إدارتهم لنجحوا في تحقيق ما فشل فيه الشعب. اما اليوم فحتى الانجليز سيفشلون في دفع الدولة خطوة واحدة للأمام. لذلك فأي تواجد اجنبي لن يكون ذا فائدة، بل سيكون مجرد استخدام لهذه الرقعة الجغرافية البائسة لتمرير اجندة دولية كعبور الطائرات الإسرائيلية للأجواء، او عبور السلاح لإسقاط نظام في دولة اخرى كما حدث في ليبيا، أو سرقة جبال الذهب كما حدث في شرق السودان وذلك كله عبر زرع عملاء وطنيين كما يحدث الآن.
    إنك عندما تحاط بالبلهاء واليائسين تخسر مهما فعلت، ومهما قاومت، لأن المنظومة كلها ستعمل ضدك. إن جملة (فاكيها في روحو) ليست سوى شرعنة لاغتيال ادبي لكل من يطرح رؤية جديدة أو يحاول فقط تجميل دراجته الهوائية..او ارتداء ملابس صفراء أو حمراء.. فهذا التحرش والعدوان هو محاولة لإعادتك لداخل المنظومة البدائية من جديد. التسفيه المتبادل حسد متبادل. العنصرية أداة للاستحواذ والسيطرة ومنع الآخر. العقول خاوية ومريضة في نفس الوقت، ومع ذلك تتباكى على نفسها. كنوع من العبث الوجودي الساخر. إنها مسرحية فكاهية مثيرة للضحك حد الغثيان.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de