يقول الحق عز وجل { كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ } هذا ما أهلك بني إسرائيل واستحقوا كانوا لا ينهى بعضهم بعضا عن اقتراف المنكرات. واجتراح السيئات، بل كانوا يرون المنكرات ترتكب فيسكتون عنها بدون استنكار مع قدرتهم على منعها قبل وقوعها . وهو حال كل من سمع وعلم بما جرى من تعذيب وتنكيل بلغ حد القتل للمواطن بهاء الدين ولم يحرك ساكنا . أسبوع كامل والرجل مختطف واهله لم يتركوا مكانا ولا مسؤولا إلا وطرقوا بابه ، حتى وجدوه جسدا بلا روح ، ليخرج إلينا وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح ببيانه الفضيحة له ولحكومته ، والذي اعترف فيه ضمنا أن الحكومة تعلم بأن هناك معتقلات تجري فيها تحقيقات خارج الأطر القانونية يشرف عليها ويا للهول الدعم السريع وقائد هذا الدعم السريع هو نائب رئيس مجلس السيادة الذي يتوافق تماما مع رئيس حكومة ( الثورة ) ويجتمع معه صباح مساء . وتتكشف الأمور شيئا فشيئا ، فتورد الأنباء قيام جهات أمنية متعددة برصد نشاط لجان المقاومة والنشطاء وجمع المعلومات عنهم ، بل اصطيادهم واستجوابهم تحت التهديد والتعذيب . هكذا نجد أنفسنا في المربع الأول عند اندلاع الثورة ، احتجاز بلا تهم محددة وتعذيب وقتل . تماما كما كان يحدث ايام الإنقاذ المبادة . إلى اللحظة لم نسمع أي تنديد ولا اجراء عملي من الحكومة ولم نسمع اي استنكار من قادة الثورية بعدما اخلدوا للنوم كعادتهم في فنادق الخرطوم . ولا ترثيب عليهم فهم لم يفكروا حتى في زيارة أهلهم في دارفور ، فأولياتهم ليس من بينها سيادة القانون ولا حال اهلهم بل الوزارات والكراسي . لو كان هناك دولة وحكومة حقيقية لاستقال وزير الداخلية فورا ولتبعه والي الخرطوم ومدير عام الشرطة . ولخرجت لنا الحكومة بقرارات قوية لبسط القانون والعدالة . أما قائد الدعم السريع فليس أمامه إلا أن يخرج للناس ليوضح ما تقوم به قواته ويأمر بتشكيل محكمة ميدان لمحاكمة المتورطين في الجريمة ولا يصبح عليهم صباح إلا وهم في قبضة العدالة . لقد تحمل الناس وصبروا على العيش في مسغبة لم يعرفونها في حياتهم وصبروا على سوء الخدمات في كل مرفق حكومي ، ولكن من المستحيل أن يصبر الناس ويسكتون على الضيم والهوان وقتل ابنائهم من غير جريرة . إن دماء بهاء الدين ومن سبقه من الشهداء لن تضيع هدرا وعاجلا ام اجلا ستتحقق العدالة والشعب قادر كما هزم الطاغية وقبله من الطغاة ان يهزم الطغاة الحاليين مهما كان موقعهم ومهما كانت مكانتهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة