|
علاقة البوشي بكورونا؟! بقلم إسماعيل عبد الله
|
04:52 PM May, 06 2020 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله-الامارات مكتبتى رابط مختصر
ونحن نترقب إطلالة وزير الصحة على منصته اليومية ليحدثنا عن تطورات جائحة كورونا, إذا بنا وبعد دقائق معدودات تطل علينا وزيرة الرياضة, متحدثة في شأن صحي بحت يتعلق بالتعقيم والنصائح الطبية والارشادات الواقية من شرور (كورونا), حتى حسبها من لا يعرف تقاسيم وجهها أنها وكيلة وزارة الصحة الاتحادية, ما هذه الفوضى يا حكومة الانتقال الثوري؟, الشعب السوداني كله يعلم علم اليقين أن بطل المعركة الصحية هذه الأيام هو (أكرم), فهل نحن بحاجة لظهور (لمبي) جديد أو (لمبية) حديثة ومعدّلة؟
لقد حسبنا أنفسنا بعد اقتلاع الطاغية أننا قد خلصنا من الظواهر السالبة المتممة لاحتفالية الجرتق, من أمثال الرموز البائدة من شاكلة عبد الرحيم محمد حسين وحسن طرحة, لكن قدر لنا أن نفاجأ اليوم بوجود وزير يقوم بدور (مساعد الياي) وحرق البخور للوزير الآخر, الاستحقاق والامتياز الذي حصل عليه أكرم من منظمة الصحة العالمية كفيل بأن يؤكد على كفائته التي اعتمدها الشعب السوداني, بعكس وزراء آخرين صعدوا سلم الأستوزار بالمحاصصات الحزبية وحدها دون التأهيل التخصصي, فالوزير الاتحادي المسؤول عن الصحة لا يحتاج إلى وزير آخر متخصص في شأن مختلف أن يأتي ليعقّم له خشبة المنصة التي يلقي عبرها خطابه التوعوي, ماذا دهاكم يا طاقم الحكم الثوري الانتقالي؟ لماذ تسيرون القذة حذو القذة على طريق النظام البائد؟.
لا أريد أن أسمع خطيباً ولاصديقاً أو ناقداً يأتي ليحدثنا عن وحدة البرنامج والاشتراك الثوري في الهدف والمصير الواحد, فالمعلوم أن المهنية يجب أن تكون هي العنصر المسيّر لشأننا الوطني, فمثلاً لا يوجد منطق أومسوغ يجمع وزير الثروة الحيوانية بوزير الشباب والرياضة في طارئة من الطواريء المتعلقة بالتخصص المهني لكل واحد منهما, في منبر إعلامي يعنى بالتوضيحات الشفّافة المسلطة للضوء على أحوال هذه الطارئة التي لها علاقة صميمة بتخصص الوزارة المعنية, لقد أهلك الذين من قبلكم إزدواجية المعايير وخطل المقاييس وتدخل البعض في شئون البعض الآخر, وتشابك اختصاصات محددة وتداخلها مع أخرى, فالرياضة لها استادها وساحتها كما للصحة العامة و وقاية المجتمع ميدانها.
دعوا الخبز لخبّازه واتركوا القابلة تقوم بدورها المهني و واجبها الأخلاقي, ولا تشغلوها بسفاسف الأمور حتى لا يلتوي عنق الوليد أو يصاب بأذىً لانحراف المقص, لقد ولّى زمان (اللمبي) ذلك الوزير المسؤول عن الدفاع والذود عن حياض الوطن, الذي كان متفرغاً لقيادة سيارة رئيس الجمهورية وقائماً على تأدية دور موظف الحراسة والضيافة والمراسم, يا هؤلاء أخرجونا من جهالات القوم البائدين وضعونا على الطريق الصحيح والسريع الذي يتجاوز الأشخاص إلى الأهداف.
من عيوب حكومة الانتقال أنها ورثت ذات النهج البيروقراطي الذي كان يمثل سمة بارزة من سمات عهد الدكتاتور, المجاملات الشللية والمحاصصات الحزبية والجهوية والتنازلات الشخصية والابتزازات الطائفية, كيف لنا ان نستبشر خيراً ونحقق بنود مصفوفة النظام الانتقالي السليم والمعافى الذي يخاطب أجندات مذكرات الشهيد (كشّة)؟, هل ضحّى الشهداء الكرام بحياتهم من أجل أن يمارس الوزراء الجدد هواياتهم المترفة من تقديم عروضهم المروّجة لشئونهم الخاصة؟, فشباب الصبّة لا يباركون ملامح الوزارة المطابقة لأوصاف وزارة الطاغية البائد.
على الدكتور أكرم أن لا يجنح للتعرض للخصومات السياسية بينما هو يؤدي دوره الإنساني, فهويعمل على تقديم واجب دولي يفرض عليه أن يستقبل الحالات المشتبهة بداء العصر من رموز النظام المعزول, بذات الأريحية التي يستقبل بها المريض والمواطن العادي القادم من أعماق أحياء المدن السودانية, ففي معركته مع كورونا عليه أن يبعد عن المقارنة بين منظومته الصحية ومنظومة بحر أبو قردة المتخلفة مهما كانت الأسباب, ذلك لأنه يمثل منظومة حكم انتقالي لها شرعيتها الثورية التي لا يحتاج فيها إلى مرافعات, فاليوم كل مجتمعات العالم تنافح وتكافح للوصول إلى الرعاية الصحية الطارئة والجاهزة ذات الجودة العالية.
المنبر الإعلامي اليومي لوزير الصحة الاتحادي يجب أن لا يزاحمه فيه أحد بالطريقة الشوفونية (اللمبية) والإنقاذية, فكل وزير كفوء ميسّر لما عُيّن من أجله وهو ليس بحاجة إلى وزير آخر لكي يرسم له خارطة لطريقه أويمسح جوخه أو (يتمّر) خذائه الذي اغبر من كثرة تردد قدميه على المستشفيات و مراكز العناية المكثفة والفائقة, فهذه رسالة موجهة إلى وزيرة الرياضة لأن تتفرغ لتأدية واجبات الثورة الوطنية اعتماداً على المهنية الصرفة, وأن تدع عنها شئون الوزراء الآخرين وتتركهم يواصلوا بذل جهودهم التي يحتاجها الوطن.
إسماعيل عبد الله
[email protected]
|
|
|
|
|
|