|
عزاء الاقتصادى العالم عباس الطاهر بقلم سيزا الحاج الطاهر – أم البنون
|
08:22 PM May, 23 2020 سودانيز اون لاين بدوي تاجو-Canada مكتبتى رابط مختصر
عزاؤنا فى فقيد البلد الاقتصادى العالم,عباس الطاهر ,شقيق ألمناضل الجسور المرحوم حاج الطاهر المحامى,ذو الارث ألثورى والنضالى ضد الديكتاتوريات , وعم المحامية,سيزاحاج الطاهر ,الشعلة المتوهجة منذ ايام الطلب ,بجامعة الخرطوم كليةالقانون.حملتنى كلمات عزاءها الاتبة,كلمات مملوءة بالحق والعرفان والحزن, فالصبر النبيل آل الطاهريين,تقول: سيزا_
" رَحَلَ إلى دار البقاء عمي الأستاذ / عباس الطاهر أحمد إثرَ جلطةٍ دماغية ألمت بالذهن المُتَّقِد والدماغ الألمعي ، ولم تُمهِله سوى أياماً معدوداتٍ.
انسدلت أمامي غلالة سوداء وكأنها مُنزَلة من السماء
ما أحوجنا في يومِنا هذا إلى عِلمك العزيز في الاقتصاد
عباس الطاهر موسوعة اقتصادية
درس الاقتصاد بالاتحاد السوفيتي في بدايات العام 1967
التحق بوزارة المالية كأحد كبار الإقتصاديين
وانتقل للعمل بوزارة المالية بمدينة الأبيض وعمل برفقة زميلِه الدكتور/ عبد الله حمدوك
كان متاع الدنيا دانية قطوفه له نظراً لتبوؤه مناصب قيادية ولعلمِه الغزير والذي كرّسَه لبناء وطنِه، ولكأنما بيتُ الشعر هذا فُصِّل عليه :
دنيا لا يملِكها من يملكها
أغنى أهليها سادتَها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها ما تعطيه على استحياء
والغافل من ظن أن الأشياء هي الأشياء
* * * * * * * * * * * * * * * * * * عباس الطاهر رمز من رموز الاستنارة وتبقى كِتاباتُه مَعلماً واضحاً في دروب الوعي والتحرر الإنساني، تشهد له ساحات الأبيض وكرنفالاتها الفكرية
* * * * * * * * * * * * * عباس عمي الرشيق الأهيف الأنيق
صاحب الابتسامة الشامخة والساخرة في الوقت ذاته
طويلاً كالنشيد الساحلي
عباس عمي نجمةُ بحق وليس التماعات سراب
ولكن النجوم لا تلمع في مثل هكذا زحام زحام الغطرسة الجوفاء والتخنثُر وكرونا الزِيف والتَّمَسُح
حياتُه تشبه قصص الأدب السوفيتي التي كان يُحضرها لي عند عودتِه في الإجازة عندما كان يَدْرُس بالاتحاد السوفيتي. حيث حكيم القرية الذي التزم بها ولم يغادرها حتى عندما غادر جميع شباب القرية، وعندما مات خلف وراءه فلسفة عكفت الأجيال على دراستِها وتفنِيدِها !
أحضر لي رواية لايكا وأصدقاؤها السبعة ، وحكى لي عن فالنتينا تلشكوفا وكيف أنها ذهبت إلى رحلةٍ في الفضاء
لا يشبه الآخرين!
سافر وجاب الدنيا عندما كان الناس لا يسافرون
تفتحت عيناي في الصِغر على تسفارِه المتعدد – موسكو– الصين - تشيكوسلوفاكيا – هولندا
وعندما بدأ الناس السفر ، فضَّلَ البقاء ولم يخرج من الوطن
لم يكن يبحث خارج ذاتِه عن أي شيئ لِيُكمِل به دواخله؛ حيث الدواخل بُنيان مرصوصُ ومتين
يضحك لما أقول ليهو المغترب قال " ماشي يكوِن نفسه عشان يقدر يفتح بيت"
يسكُن كُتُبَه وكتاباتِه وينظر إلى أبعد من باب البيت
يسألني عنه في الدوحة أصدقاؤه الأقتصاديون / عبد الرحمن مدني وصحبه : إنتي عمك ده مالو ما عايز يجي يشتغل في الدوحة ؟
قلت ليهم: عمي عينو ملانة ونفسوا قنعانة
كم كان يفرح عندما يأتنا الفرح
وعندما مَسَّنا الضُّر في العام 2002 عندما رحلت أمي- سعاد خليفة خوجلي - رأيته يبكي ولأول مرة كما الطفل في لوعتِه
أدعو بالصبر لزوجته وعمتي الحبيبة أميرة ، وبناته آمنة وآيات وأبنائه الطيب ومحمد، ولعماتي زينب وفتحية الطاهر وجميع آل الطاهر أحمد .
كم أنا حزينة يا عمو
هل يا تُرى أحْسَنَّا قراءتك وسِيرتك جيداً ؟
أم أننا نحتاج منظاراً وعمراً آخراً ؟
هل وعينا الدرس ؟ درس العيلفون !
حيثُ الإضاءات خافتة والكاميرات مُنكَّسة والأجِندات سوامق !!!
قُل لي بالله ما هو سِرك؟
لم أكتب شيئاً ولا أرى أمامي سوى ورقةً بيضاء حزينة
سيزا الحاج الطاهر – أم البنون
تكساس 14 مايو 2020"
|
|
|
|
|
|