لقد أنتابتنى فرحة غامرة خلال سماعى بعودة الحركة الشعبية شمال الى طاولة المفاوضات بنهج جديد ونمط جديد ووجه جديد. الاتفاق حول المبادى وموضوع التفاوض وهو النزاع التاريخى بين شعب جبال النوبة جنوب كردفان والمركز. النزاع قضية داخلية تحل فى سيادة السودان الجديد وارضية التفاوض يتم بين الحكومة الانتقالية بشقيها المدنى والعسكرى مع المواطنين سودانين حملوا السلاح تعبيراً عن قضايا تخص مواطنيهم بصورة خاصة والوطن بصورة عامة. الهدف التسوية النهائية للنزاع وتحقيق السلام الشامل والمستدام للسودان الجديد. الحرية والعدالة والتنمية والرفاهية للمواطن السودانى. كل هذه المبادى يجب الاتفاق عليها والتوقيع عليها ثم نذهب الى المرحلة الثانية. ترتيبات امنية وترتيبات سياسية والترتيبات الانسانية. ولكن ما ذهبت اليه فى مقالى السابق لابد من السلام القائم على العدل وسلام المبدأ وسلام الحق وسلام الثقة فى الغد المتحرر من الخوف والعدوان والغدر والخيانة. السلام الذى استشهد من اجله ابطالنا والمواطنين العزل الابرياء فى جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الازراق ودارفور ولاسيما شهداء الثورة المجيدة التى اطاحت بنظام الاسلاميين الاوغاد الاوباش المجرمين البائد. الاخوة الجنوبيين الاعزاء وبالاخص النخبة الحاكمة التى تستضيف عملية السلام فى بلدهم وسعيهم الجاد لايجاد الحل السياسى السلمى للنزاع فى السودان ان سيعهم مقدر ومشكور. ولكن اقول للاخوة الجنوبيين لكم ان تذكروا تجارب الحروب السابقة واتفاقياتها المخزلة. ناخذ اتفاقية اديس ابابا التى وقعت عام 1972 بين جوزيف لاقو قائد حركة جيش الانانيا والرئيس الراحل جعفر محمد النميرى. قالت بعض النخبة الجنوبية عن اتفاقية اديس ابابا بانها مجرد صفقة بين الصفوة البراجوازية والببرقراطية الجنوبية والشمالية حيث املت الصفوة الشمالية الشروط بينما ساومت الصفوة الجنوبية على مصالح الجماهير من اجل الوظائف التى حرموا منها طويلاً وهكذا منحوا الجنوبيين الوظائف والغنائم التى كانوا يتمنوها منذ عام 1956 اخيراً عام 1972 تحقق ذلك. وهذا كان قدر الاتفاقية ان تنهار لانها تجاهلت المصالح الحقيقية للجماهير. كما لاننسى ايضا تجربة الاتفاقية الثانية التى وقعها المنشقين عن الحركة الشعبية لتحرير السودان من بعض النخب الجنوبية وبعض النخب من جبال النوبة عام 1996 مع نظام الانقاذ الاسلامى البائد. قالوا ان الاتفاقية استراتيجية وليست تكتكية بل عبارة عن كتاب مفتوح يمكن استعياب كل من يريد الالتحاق بها. الاتفاقية يقال انها عالجت قضايا استراتيجية شغلت السودان منذ الاستقلال حتى اليوم. وان الشعب السودانى هو الشاهد وهو الضامن وهو المنفذ وهو الذى سيدافع عن الاتفاقية , لانها عقدت من الداخل. اولاً فيما ورد فى تلك الاتفاقية فى امر الدين والدولة و السودان متعدد الاعراق والثقافات والديانات والاسلام دين الغالبية من السكان والمسيحية والمعتقدات الافريقية لها اتباع.يعتبرون مواطنين. ولكن المواطنة اساس الحقوق والواجبات. ويشارك جميع السودانين بحكم مواطنهم على وجه المساواة فى المسؤوليات السياسية. وتكفل حرية الدين والاعتقاد والعبادة ويجب توفير المناخ الملائم لممارسة الشعائر التعبدية والدعوة والتبشير والوعظ ولا اكره اى مواطن اعتنق دين او معتقد. ولايجوز سن تشريع يضر بالحقوق الدينية لاى مواطن. الشرعية والعرف هما مصدارن للتشريع. العرف يعنى به السودانيين الغير مسلمين والشرعية نعى بها السودانين المسلمين. خصائص وملامح الاتفاقية كتاب مفتوح يحق الانضمام عليها. حزب الاسلام والمورثات الاسلامية فى السودان وغير المورثات المسيحية فى افريقية وغير افريقية. ناتى الى مبدأ تقرير المصير لا يعنى الانفصال ولايعنى الوحدة يعنى الاعتراف بحقوق المواطنين الجنوبين فى تحقيق مستقبلهم والسلام الدائم تحت وحدة السودان الضمان الوحيد للاستمرارية الاتفاقية هو الشعب السودانى. الاسبقيات لحل قضايا السودان.1 تحقيق السلام فى السودان 2 الاستقرار 3 التنمية 4 نظام الحكم تعدادية سوى كانت فكرية او حزبية. لذلك الشى المطلوب تحقيق السلام فى السودان يمكن للحكومة ان تاخذ حق تقرير المصير اذا اعطتك الاتفاقية تحمل مبادى واسس الحريات والحقوق الاساسية. حق الانسان فى الحياة وحق المعاملة بغض النظر عن الجنس والعرق والدين والاصل حق التمتع بالاسرة وخصوصيتها. حرية الفكر والضمير حرية التملك وحرية التعبير وحرية حركة الافراد وحرية الصحافة فى اطار القانون وحرية العبادة والدعوة والتبشير وحق التنظيم والاجتماع وفقاً للقانون وحرية التعبير عن الثقافات واللغات وحق تطويرها. الحصانة ضد الاعتقال التعسفى والتعذيب. جميع الحريات والحقوق الاساسية التى اقرتها المعاهدات والاتفاقيات الدولية التى صادقت عليها حكومة السودان.. الاتفاقية للاسف لم تلبى رغبات الجنوبين كانت مجر حبر على ورق. فاما الان الجنوبيين وبالاخص النخبة الحاكمة نواياهم صادقة فى ايجاد الحل الحاسم والجذرى للازمة السودانية ووضع حداً للحروب فى السودان حتى لايحمل غداً انسان اخر السلاح بعد ذلك, ان كان ذلك جبال النوبة او دارفور او النيل الازراق او شرق السودان او حتى الشمالية. الجنوبيين هم العارفين والادرى بالظلم التاريخى الطويل الذى فصل الجنوب. فان هموم ومخاوف الجنوبيين هو ان يتفسخ ويتفكك ما تبقى من السودان الى مقاطعات وديلات اذا لم يتوافق السودانيين على نظام حكم يرضى الجميع. لان اسباب الحروب ودوافعها لاتزال على الارض. كما يقال ليس من الممكن ان تشيد منزلاً فوق انقاض المنزل الذى هدم قبل ازالة الركام. فانه من الصعب جداً توقيع اتفاقية السلام فلطالما دوافع ومسببات النزاع والحروب لاتزال تتجلى. كلنا ندرى مهمة الاخوة الجنوبيين شاقة وليست سهلة فى تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وليس ألزام او اجبار احد الطرفيين قبول السلام او التوقيع ضد ارادته او رغبته. وليس هناك قانون ايضا يلزم احد الطرفيين التوقيع او قبول اى شروط غصباً عنه او ضد رغبته او ارادته. عبد العزيز الحلو ليس عنصرياً او مهوس دينياً او متطرف فكرياً, انما هو صاحب تجربة طويلة عاش هذا الظلم التاريخى منذ طفولته الى الان. فان واجبه العمل من اجل مصلحة شعوب المنطقتين والمصلحة الوطنية عموما. المؤمن لايلدغ من جحر الثعبان مرتين. فانه من الصعب جداً ان يوقع عبد العزيز الحلو اتفاقية لا تلبى طموحات ورغبات وتطلعات شعوب المنطقتين جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الازراق. الحل السياسى السلمى للازمة السودانية ليس مجرد حبر على ورق او وعود وبنود وبرتكولات تكتب على الماء. انما رغبة وارادة حقيقية وجادة للاستئصال جذور المظالم التاريخية جذراً جذر. الخطاب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قوى وفعال. لان جدل الهامش والحكومة الانتقالية فى المركز حول قضية المنطقتين جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الازراق فى تقديرى تعتبران التجلى الابرز للجدل المركز والهامش حتى الان. الحكم الذاتى الاقليمى للمنطقتين لحين انتخاب حكومة مدنية شرعية نهاية العام القادم لها صلاحيات وتفويض كامل من الشعب السودانى لأدارة البلاد. مفاوضات السلام الجارية حاليا فى جوبا عاصمة جنوب السودان بين الحكومة والحركة الشعبية شمال لم تفضى لنتيجة اطلاقاً. لان الحكومة الانتقالية لا تمتلك التفويض والصلاحية لتوقيع اتفاقية السلام. لانها حكومة غير منتخبة شرعياً من الشعب السودانى. فانه من حق الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال الاصرار على مطالبها وعدم التنازل عنها. اننا نقول وسنظل نقول لقادة الاحزاب السياسية التقليدية الرجعية ومعهم قادة التنظيمات الاسلامية المهوسين المتطرفين ان يكفو عن توظيف المشاعر الدينية لأثارة الفتن والتحريض على قتل الابرياء من خلال التفلتات الامنية التى حدثت ولاتزال تحدث فى ارجاء السودان. ان شهوة المال وشهوة البطون وشهوة الفروج هو دينكم ايها الاوباش. لقد ألحقتم بالسودان وشعبه الألم والجراح والحروب والفتن والظلم. الدولة المدنية العلمانية مطلب الشعب السودانى عن بكرة ابيه.أبيتم ام رضيتم. فمن أبا فاليخرج من السودان اليوم قبل الغد. أختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 25/8/2020
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست