عاهات إنقاذية,, بقلم إسماعيل عبد الله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2020, 10:54 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عاهات إنقاذية,, بقلم إسماعيل عبد الله

    10:54 PM May, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لم تشهد كل حقب حكومات سودان ما بعد الاستقلال أن تولى فيها الوزارة رجال بلهاء ومعتوهون,
    مثلما حدث في عهد الإنقاذ, معتمد يفتتح تثبيت عمود يافطة مرورية على جادة الطريق العام, وآخر يقضي أوقات فراغه مع (ست الشاي) تاركاً باب سيارته (الليلى علوي) مفتوحاً ليستمتع بأنغام الموسيقى ورشفات الكؤوس المعبأة بالكافيين, وحاكم عسكري على إحدى الأقاليم الكبرى قبل
    تفكيكها لولايات صغيرة, يهيم عشقاً بطالبة ثانوي لمجرد أن رآها على المسرح في ختام الدورة المدرسية, فيتردد على منزل أسرة الطالبة طالباً ودها فيُصد صداً مذلاً ومهيناً من أرباب تلك الأسرة الكريمة والشريفة.

    وأحد ولاة الولايات وهو يخاطب جماهير الولاية يمُن عليهم أن يحمدوا الله بأن وهبهم حاكم يحمل
    درجة الأستاذية (يقصد نفسه), فيصدمه مواطنو تلك العاصمة الولائية في يوم احتفال مهيب بعدد من ضيوف المناسبة المنحدرين من ذات المدينة, والحاملين لذات الدرجة العلمية التي تباهى بها, فتعب وشقي في رحلة بحث مضنية حتى يجد مقعده ومجلسه من بين (المعازيم),لأن جميع الكراسي
    الوثيرة قد وضع على خلفيتها ديباجة (بروف فلان).

    والي ولاية حدودية شهيرة تنتشر صوره بالجلابية والصديري وهو مستضاف في إحدى مقاهي عاصمة دولة
    جارة, في وضع أقل ما يوصف به أنه مبتذل ومخل بالآداب والتقاليد السودانية, وسفيرنا بنفس العاصمة يغلق النادي الليلي لاستكمال ما فاته من هفوات مراهقة أيام الصبا, ودبلوماسيان مبتعثان الى الدولة العظمى يرتكبان الفاحشة والرذيلة في وضح النهار أمام مرأى ومسمع المارة,
    وطبيب إنقاذي يُهرّب من ذات الدولة العظمى لأنه انتهك انسانية طفل معاق, ودبلوماسي آخر شغل حقيبة الخارجية يصف الشعب السوداني بالمتسول.

    وزير للزراعة شهير حامت حوله شبهات وتهم كثيرة بالفساد, عند مخاطبته لمزارعي مشروع الجزيرة
    قذف في وجوههم (المايك) تضجراً من أسألتهم المشروعة واحتجاجاتهم المطلبية, وحاكم اقليم آخر وصفه الحاخام والعرّاب الأكبر بأنه فتىً يعشق شرب العرق و يدمن لعب الورق, وأنه فاسد في نفسه ومفسد لغيره ويحب الرذيلة ويرتاد أماكنها, هذا الفاسد الموصوف من قبل كاهن المعبد
    كان يكثر من التكبير والتهليل لأبسط الأمور وأقلها تفاهةً, و منحه الله بسطةً في الجسم وغلظة في الصوت وكان عملاقاً, لو سمعته يكبر الله لحسبته صحابياً جليلاً.

    وزير مالية يعتقل صحفي من داخل قاعة الصداقة بعد مؤتمر اقتصادي بحجة أن الصحفي سأل مستقصياً
    عن ماهية مستند سري تم تسريبه من مكتب الوزير, وكان ذلك الصحفي يحمل نسخة من المستند, فأخذه الوزير معتقلاً في سيارة الأمن التابعة لسعادته, ولم يطلق سراحه إلا بعد ان طاف به أسواق وأحياء المدينة مجاملاً في واجبات اجتماعية مثل عيادة المرضى بالمستشفيات وحضور عقود
    القران, فتنفس ذلك الصحفي الصعداء بعد تلقي كلمات من التهديد والوعيد والتي قاربت أن تصل مرحلة (الصفع على الوجه والبنية والشلوت).

    ممثل للرئاسة الإنقاذية عرف بتحدياته العنترية الجوفاء, ودعواته الجبانة المتدثرة بثوب السلطة
    والموجهة للشعب المسكين بالمنازلة والمبارزة غير المتكافئة, ضربه أحد الشباب بكرسي وشج رأسه, عندما كان يلقي حديثاً متبجحاً ومتحدياً في دار السفارة السودانية بلندن, و وزير صحة حصل على الوزارة عن طريق الأبتزاز السياسي, فلا توجد علاقة تربطه بالحقل الصحي على الاطلاق,
    لم يكترث لانقضاء أرواح مرضى السرطان باعتبار أن مصيرهم المحتوم هو الموت (على حد قوله) لذا لا يجب أن تنفق خزينة الدولة جنيهاً واحداً في سبيل علاجهم, و وزير صحة آخر مجرد من الإنسانيه والرحمة يقول بأن من لا يملك المال لا يستحق العلاج.

    وأخيراً, عاهتان إنقاذيتان مثلتا محور الجنون واللامعقول واللامنطق واللاعلم, ونفّستا عن
    كرب غالبية الشعب السوداني بلعبهما لدور الأرقوز وبطل الأفلام الكرتونية, برغم إجرامهما وما ألحقاه بالمجتمع من ضرر أثقلا به قلب المواطن المقهور بالغبن والحسرة والألم والندم والشجن المقيم, إنّهما اللمبي وديك العدة , وهما وجهان لعملة واحدة, لذلك التقيا ولم يفترقا
    وسارا على ذات الدرب إلى أن دخلا كوبر (الحجل بالرجل).

    اللمبي أضحك الناس وأبكاهم, انخدع فيه العامة للسانه المتلعثم في الكلام وملامح شخصيته الدالة
    على الهبل والعبط والسذاجة, بينما كان يؤدي دور الرجل الذكي المرتدي لجلباب (الزول) العوير والغبي في الفيلم الهندي, فكانت جميع الكوارث الانسانية والعقارية قادمة من تحت قبة رأسه, فعندما كان يتحدث بعته وجنون بائنين حول غلوطيات ضرب الطيران الأجنبي لمصنع الشفاء,
    كان يعي ما يقول حتى يبعد الشبهات من حوله, و قد صدّقه الشعب المسكين ونسج حوله النكات, فلم يقم باستدعاء واحد من الذين تهكموا عليه لأنه يعلم تمام العلم أن الاعتقاد الشعبي العام والخاطيء عن شخصيته الأرقوزية سوف يخدمه.

    أما ديك العدة فهو ملك الرصة وسيّد المنصة, لقد حباه الله بلسان طلق وصوت (طاقع), جذب قلوب
    الملايين من البسطاء باستخدامه للمصطلحات الميكانيكية وكلمات العتالة ومفردات سائقي الشاحنات و أصحاب المهن العادية, فتجاوز بذلك الخطاب النخبوي وحديث المثقفاتية من مستخدمي المصطلحات المقعّرة, مثل الراديكالية والسندكالية والبلوريتاريا وغيرها من العبارات والجمل
    الغامضة, التي لا يستوعبها صاحب الدكان و معلم الورشة و المزارع و الراعي ورجل الشارع العادي.

    ديك العدة ساعد في نشر مصطلحات لم تكن منتشرة في بقاع السودان الأخرى, مثل (صرفت ليها بركاوي)
    و(الحديد لو ما سبوا ليه الدال ما بشتغل) و(اقفل البلف يا عوض) و(يا ناس بورتسودان خليتوالتمباك ولا لسة) و (المزيكا لو دقت كل فار بدخل جحرو).

    هذه هي عاهات الإنقاذ التي استدامت واستطالت ثلاثة عقود من الزمان, وعلى سبيل المثال وليس
    الحصر إنّ ما تفضلنا به هو غيض من فيض, و مفتتح ومقدمة للباحثين في علوم المسرح والدراما لأن يستشفوا منه ما يمكن أن يلهم مخيلة الفنانين والمخرجين والدراميين, في انتاج المواد الترفيهية المضحكة والمروحة عن نفوس الشعب المكلوم, فعلينا أن نترجم مأساتنا إلى طاقة إيجابية
    تنقلنا إلى مرافيء التقدم بدلاً عن المكوث في محطة الندم على مافات و جلد الذات, وعلينا الأقتداء بالشعب الياباني الذي لم تهزمه مأساتا هيروشيما و ناكازاكي.


    إسماعيل عبد الله

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de